|




تركي السهلي
رحى النصر
2025-06-02
تعود الخلافات لتستوطن النصر من جديد. هذه المرّة، يبدو الصراع على أشدّه وسط التركيبة الداخلية في الأصفر العاصمي، فالرئيس التنفيذي السعودي ماجد الجمعان يجد مُعارضة شديدة لبقائه من مجموعة «الشركة»، وهو يتحيّن اللقاء بشخصيّة فاعلة، حتى ينتصر على المُعارضين، ويعود لوظيفته. والمتمسكون برحيله، لديهم الدليل على الخلل. والمراقب للوضع في الأيّام الماضيّة، يرى أن الجمعان يُكثر من لغة التحدّي عبر منصّة «X»، بينما أعضاء مجلس الإدارة صامتون أمام المنشورات و«الوسوم».. ولا فائدة.
مشكلة النصر الحاليّة في «التقارير» المكتوبة، الواضح منها والمخفي، وكُلٌ يضع أسراره في وجه الآخر. ومشكلته الدائمة، تكمن في أن لا أحد يُحبّه بقدر ما يمنحه هو من وهج، ومكانة. والجمهور، لم يعد أحد ينتبه له وسط المُعادلة. الفجوة تزداد، ولا أحد يهتمّ.
والنصر، ليس مثل غيره، يجد الاحتضان، والرعاية، والحُب. وهو، أكثر الأندية السعودية صبرًا، وأوضحها نموذجًا، لكن، ما من مُحب قوي، يجعله أكبر الجميع.
والنجاح للأصفر «البرّاق» سهل، شريطة تفكيك التعقيد، وهي مسألة لن تتحقق في جو مليء بالخلافات، وترسيخ صورته النمطية. فهو يُحاصر دائمًا بصورة خاطئة تجعله أسيرًا في أن «هذا مناخه». وهذا خطأ، ليس مسؤولًا هو عنه.
ورحى الخلافات الدائر هذه الأيّام، له أكثر من سبب، مثل الهوّة الواسعة بين التخطيط، والتنفيذ، والحب، والكراهية، والربحي، وغير الربحي، والنصراوي، وغير النصراوي، والسعودي، وغير السعودي. حالة من التشابك لا ينفع معها الصمت، ولا رفع اليد.
ورغم أنّ النصر، ومع خلافاته الطافية على نحوٍ مُزعج، فإنّه غير مُشاهد في هذه الفترة، إذ إنّه من الواضح، أن هناك مِلفّات أكثر «أهميّة» منه، فالصيف في بدايته، والإجازة طويلة، والأعلام تُرفرف فقط في «أمريكا».
والأصوات النصراوية المُرتفعة هذه الأيّام، ستتعب من ذلك وتسكت، مع طول أمد الصمت، وانطفاء الرغبة، وطغيان خطاب التهميش. وبعد ذلك، سيبرز الساكت مُتكلّمًا، والبعيد مؤشّرًا نحوه، وترتفع نبرة النغمة القديمة الراسخة من غيره: «هذا النصر وهذا مناخه»، وتمزّق المُلفات، ويدور رحى الغياب المُتكرّر.