نهائيات رونالدو.. ضياع.. دموع.. وتتويج عالمي

ينتظر البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر الأول لكرة القدم، إضافة سطرٍ جديدٍ إلى روايته الأسطورية عندما يقود منتخب بلاده أمام الجار الإسباني في نهائي دوري الأمم الأوروبية.
وارتبط النجم البرتغالي بعلاقةٍ وطيدةٍ وإيجابيةٍ مع المواعيد الختامية التي سيرتفع عددها إلى 25 مواجهةً نهائيةً، الأحد، على مستوى الأندية والمنتخبات، دون احتساب مواجهات السوبر المحلية والقارية.
وخاض رونالدو المباراة النهائية الأولى في مسيرته 22 مايو 2004، وكان في الـ 19 من عمره عندما افتتح التسجيل لمانشستر يونايتد أمام فريق ميلوول في نهائي كأس إنجلترا، ليحتفل بثاني لقبٍ في مسيرته بعد تتويجه مع سبورتينج بلقب كأس السوبر البرتغالي عام 2002، ولو أنَّه بقي على دكة البدلاء في تلك المباراة.
وبعد أقل من ثلاثة أشهرٍ على تتويجه مع يونايتد بكأس إنجلترا، ظهر رونالدو في أول مباراةٍ نهائيةٍ على المستوى الدولي، وقد صبَّت أغلب التوقُّعات في صالح المنتخب البرتغالي الذي واجه اليونان في لشبونة بنهائي يورو 2004، لكنَّ اليونانيين واصلوا مغامرتهم، وحرموا رونالدو وأصحاب الأرض من اللقب بعد فوزهم 1ـ0.
بعد ذلك، شارك رونالدو في سبع مبارياتٍ نهائيةٍ أخرى مع مانشستر يونايتد، حتى صيف 2009، أي تاريخ انتقاله إلى ريال مدريد، لعل أبرزها نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2008، إذ افتتح التسجيل لـ "الشياطين الحمر" أمام تشيلسي في الدقيقة 26، وتُوِّج بلقبه الأول في الـ "تشامبيونز" عقب الفوز بركلات الترجيح، ولو أنَّه أهدر ركلته الترجيحية، قبل أن يخسر نهائي 2009 أمام ميسي وبرشلونة 0ـ2.
وانتظر كريستيانو حتى 2011 ليسجِّل حضوره الأول في مباراةٍ نهائيةٍ مع ريال مدريد، وكان صاحب الكلمة العليا في كلاسيكو نهائي كأس إسبانيا على ملعب "المستايا" في فالنسيا بتسجيله هدف اللقاء الوحيد في شباك برشلونة قبل نهاية الشوط الإضافي الأول، ثم افتتح التسجيل في نهائي 2013 أمام الجار أتلتيكو مدريد، لكنَّ الأخير فاز 2ـ1 بعد التمديد.
وكان تاريخ 24 مايو 2014 موعدًا لأول مباراةٍ نهائيةٍ لرونالدو مع ريال مدريد على مسرح دوري الأبطال حيث تُوِّج بلقبه الشخصي الثاني في الـ "تشامبيونز" بعد مباراةٍ دراماتيكيةٍ، وبعدما أدرك سيرجيو راموس التعادل للريال في شباك أتلتيكو عند الدقيقة 93، قبل أن يسجل الفريق الأبيض ثلاثة أهدافٍ في الشوطين الإضافيين، آخرها بتوقيع رونالدو في الدقيقة 120.
وتكرَّر النهائي بين قطبي العاصمة الإسبانية 28 مايو 2016، أي تاريخ تتويج رونالدو بلقبه الثالث في دوري الأبطال إثر فوز الريال بركلات الترجيح، وبعدما سجل كريستيانو ركلة الترجيح الحاسمة، ثم خاض أفضل مبارياته النهائية في دوري الأبطال عام 2017 عندما سجل ثنائيةً في شباك يوفنتوس، وصولًا إلى لقبه الأخير في الـ "تشامبيونز" عقب فوز ريال مدريد 3ـ1 على ليفربول في نهائي 2018.
وفتحت ألقاب ريال مدريد في دوري الأبطال طريق رونالدو للمشاركة في كأس العالم للأندية ثلاث مراتٍ، بلغ فيها المباراة النهائية، ومع علامةٍ كاملةٍ، إذ فاز على سان لورنزو الأرجنتيني 2ـ0 في نهائي 2014، ثم دكَّ شباك كاشيما الياباني بـ "هاتريك" في نهائي 2016، قبل أن يسجل الهدف الوحيد أمام جريميو البرازيلي في نهائي 2017.
وخلال أعوامه مع ريال مدريد، تُوِّج رونالدو بما يمكن وصفه بلقبه الأغلى حينما اعتلى مع منتخب البرتغال قمة القارة العجوز عقب الفوز على فرنسا في نهائي يورو 2016، ولو أن كريستيانو غادر الملعب مصابًا وباكيًا في الدقيقة 25، لكنْ دموع الأسف تحوَّلت إلى لحظاتٍ تاريخيةٍ، وتتويجٍ عاطفي بعد نهاية المباراة.
وانتقل رونالدو عام 2018 إلى يوفنتوس، حيث قاد "السيدة العجوز" في مباراتين نهائيتين، كلتاهما في كأس إيطاليا، لكنَّه لم يطبع بصمته على لائحة المسجِّلين، إذ خسر نهائي 2020 أمام نابولي بركلات الترجيح بعد تعادلٍ سلبي، قبل الفوز 2-1 على أتالانتا في نهائي 2021.
وخاض رونالدو العدد نفسه من النهائيات بقميص النصر، أولها في كأس العرب للأندية الأبطال عام 2023 حيث تكفَّل بقيادة فريقه إلى التتويج بتسجيله مرتين أمام الهلال في لقاءٍ، انتهى 2ـ1 بعد التمديد، لكنَّه خسر نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين عند نهاية الموسم الماضي بركلات الترجيح أمام الهلال.
ويخوض رونالدو، الأحد، المباراة النهائية لدوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية في مسيرته، إذ كان تُوِّج بلقب نسخة 2019 عقب الفوز على هولندا بهدفٍ نظيفٍ.