ماذا تغير في آسيا بعد قرار الـ 8 مقاعد ونصف؟

أسهم قرار زيادة عدد منتخبات كأس العالم إلى 48 منتخبًا، ورفع حصّة آسيا إلى 8 مقاعد ونصف، في إعادة تشكيل خارطة التأهل من القارة إلى المونديال، عبر ظهور سفراء جدد، وإتاحة الفرصة أمام آخرين لمزاحمة بعض القوى التقليدية على بطاقات الصعود للبطولة.
ومن أجل تحديد ممثليها، وزَّعت آسيا المتأهلين من تصفياتها الأوّلية على 3 مجموعات، تضم كل منها 6 منتخبات، ويصعد الأول والثاني مباشرة إلى العُرس العالمي، بإجمالي 6 بطاقات.
واستحدثت القارة ملحقًا موسعًا، يتحدد من خلاله هوية المتأهلين السابع والثامن، إلى جانب المنتخب الفائز بنصف المقعد.
وفي مرحلة العبور المباشر، استطاع منتخبا الأردن وأوزبكستان فك شفرة التأهل للمرة الأولى تاريخيًا، بعد محاولات مستميتة ذهبت أدراج الرياح على مرّ عقود.
واستطاع الأردن خطف بطاقته منذ الجولة قبل الأخيرة بفضل حسمه وصافة المجموعة الثانية خلف كوريا الجنوبية.
وطوى «النشامى» بذلك صفحة إخفاقاتهم في التأهل، الذي دنوا منه مرة واحدة من قبل، حين وصلوا إلى المحطة الأخيرة من ملحق تصفيات كأس العالم «البرازيل 2014»، وخاضوا مواجهتين فاصلتين أمام أوروجواي، خسروا أولاهما 0ـ5، وانتهت الأخرى سلبية.
وكان الأوزبك على الموعد ذاته في المجموعة الأولى عندما تعادلوا سلبًا مع الإمارات على ملعبها ضمن الجولة قبل الأخيرة، وحسموا التأهل الذي داعب أحلامهم في تصفيات 2014 حين خسروا ضمن الملحق الآسيوي أمام الأردن.
وسيطرت القوى التقليدية، اليابان وأستراليا وإيران وكوريا الجنوبية، على البطاقات الأربع الأخرى، فيما عجز المنتخب السعودي، أحد الأضلاع الثابتة، عن المرور بصحبتهم، مؤجلًا آماله إلى الدور الرابع «الملحق الآسيوي».
واكتفى الأخضر باحتلال المركز الثالث في مجموعته خلف اليابان وأستراليا، متأثرًا بنتائجه المتواضعة في مرحلة الذهاب التي أهدر خلالها 9 نقاط كاملة بثلاثة تعادلات وخسارة.
وأعاد المنتخب السعودي الذاكرة إلى الوراء 16 عامًا، عندما خاض ملحقًا للتأهل، للمرة الأولى والأخيرة، وعجز عن عبوره أمام الأحمر البحريني.
ويصاحب الصقور في رحلة الملحق كل من قطر، والإمارات، وإندونيسيا، والعراق، وعُمان.
وتشترك هذه المنتخبات مع الأخضر في إنهاء كل منها الدور الثالث محتّلة أحد المركزين الثالث والرابع ضمن مجموعتها.
وتنتظر المنتخبات الستة قرعة الدور الرابع الذي سيقسّمها بالتساوي على مجموعتين، تضم كل واحدة منهما 3 منتخبات، يتأهل متصدراهما إلى المونديال، فيما يتواجه الوصيفان عبر مباراتين، ويتحوّل المنتصر إلى الملحق العالمي.
ويمثّل المنتخب السعودي مركز الثقل بين منتخبات الملحق، بالنظر إلى إرثه الضخم في التأهل لكأس العالم، إلى جانب تتويجاته القارية الثلاثة.
وسبق للصقور الخضر الظهور في 6 نسخ مونديالية، آخرها البطولة الماضية التي استضافتها قطر عام 2022 وتُوِّجت بها الأرجنتين.
أمّا قطر فلم تعش أجواء المحفل العالمي إلا وقتما استضافته، فيما حظيت الإمارات بمشاركة وحيدة، قبل 3 عقود ونصف، في «إيطاليا 1990»، والعراق مثلها عام 1986 على الأراضي المكسيكية.
في المقابل، يسعى الإندونيسيون والعمانيون إلى حط أقدامهم للمرة الأولى على المسرح العالمي، مدفوعين بشغف الظهور مع كبار منتخبات العالم.