ألجواسيل.. بائع السمك وابن القرية البار

في مطلع التسعينيات وتحديد عامي 1990-1991 عندما ظهر إيمانول ألجواسيل المرشح لتدريب فريق الشباب الأول لكرة القدم، للمرة الأولى بقميص ريال سوسيداد. أسس أصدقاؤه في قريته الصغيرة أوريو نادي مشجعي إيمانويل «قبل أن يتوحد جميع سكان البلدة تقريبًا تحت شعار واحد: ني إيمانولكين، ني ريالاريكين». ويعني هذا الشعار باللغة الباسكية «أنا مع إيمانول، أنا مع ريال سوسيداد».
في قرية أوريو الباسكية شمال إسبانيا، والتي لا يتجاوز عدد سكانها عدة آلاف تعد رياضة التجديف صاحبة الشعبية الأولى في البلدة الصغيرة منذ الأزل، ولكن صخب وجنون الساحرة المستديرة زادت وتيرته مع الشهرة الكبيرة التي حققها ابنها البار ألجواسيل، والذي تقول عنه أنوسكا إيسنال، رئيسة بلدية أوريو بأنه جلب الفخر إلى قريتهم.
في يوليو من العام 1971 وُلِدَ إيمانول ألجواسيل في بلدة أوريو في إقليم الباسك الإسباني، ونشأ، وارتبط هناك بكرة القدم منذ صغره بدعمٍ من عائلته.
وعام 1988، انضمَّ إلى أكاديمية ريال سوسيداد، ولعب في خانة الظهير الأيمن مستفيدًا من سرعته، وخفَّته، وشارك في 113 مباراةً، وسجل سبعة أهدافٍ مع الفريق الباسكي.
لاحقًا، انتقل إلى فياريال عام 1998، ثم لعب لأنديةٍ إسبانيةٍ أخرى، منها كارتاجينا، وبورجس قبل اعتزاله لاعبًا في 2003.
قضى الفتى الباسكي مسيرته في المعشب الأخضر كلاعب عادي جدًا لكنه احتفظ بسمات مميزة عرفته مقاتلًا، مُخلصًا، ومُجتهدًا، مهما كانت المهمة المُوكلة إليه. هكذا كان لاعبًا. لعب ظهيرًا، وأحيانًا في خط الوسط، وحتى كمهاجم. لم يكن اللاعب الأكثر مهارة، أو أسرع، أو حتى أرقى لاعب في الفريق، لكنه كان من أكثر اللاعبين اجتهادًا، وهو أمرٌ قدّره كل مدربٍ دربه. إذا كان هناك شيءٌ واحدٌ تميز به إيمانول دائمًا، فهو التفاني في عمله، لطالما كان لديه خيارٌ ثانٍ إذا لم ينجح الأول.
بعمر الـ31 عامًا قرر ألجواسيل الاعتزال والعودة إلى مسقط رأسه أوريو يقول عن تلك الفترة من حياته: «عندما عدت إلى قريتي بعد الاعتزال لم يكن لدي أي رغبة في عمل أي شيء سوى تعليم أبناء بلدتي ونقل ما تعلمته إليهم، إضافة إلى ممارسة أي مهنة أخرى سوى كرة القدم التي مللت من ممارستها لأكثر من 15 عامًا».
إيمانول كانت له تجربة في مطعم يبيع السمك والمأكولات البحرية، وبعد فترة وجيزة قرر تأسيس شركة توصيل، وفي الوقت نفسه، كرّس جزءًا من وقته لكرة القدم، حيث درب فريق أوريوكو للشباب، وقد لفته حماس الأطفال الصغار في كل مباراة وشغفهم بكل شيء الأمر الذي أعاد إليه الشغف مجددًا بلعبة كرة القدم، حيث تولى مسؤولية فريق الشباب . في تلك اللحظة، أدرك إيمانول أن الشغف عاد إليه وبدأ جديًا يفكر في ممارسة مهنة التدريب.
عاد إلى فريق الطفولة ريال سوسيداد عامَ 2011 بوصفه مديرًا لفريق الشباب، ثم أصبح مدربًا مساعدًا للفريق الرديف في 2013، ولاحقًا للفريق الأول عامَ 2014 تحت قيادة ديفيد مويس. وفي 2018، تولى تدريب الفريق الأول مؤقتًا قبل أن يصبح المدير الفني الدائم في ديسمبر من العام نفسه.
قاد ألجواسيل ريال سوسيداد لتحقيق لقب كأس ملك إسبانيا عام 2020، وهو أول لقب للنادي منذ 1987، كما حقق المركز الرابع في الدوري الإسباني موسم 2022ـ2023، والخامس في 2020ـ2021، هذا مع تأهل الفريق للبطولات الأوروبية.
اعتاد نادي مشجعي إيمانويل تنظيم رحلات إلى ملعب أنويتا الخاص بفريق سوسيداد لمساندة إيمانول كلاعب سابق ومدرب حاليًا.
يقول أصدقاؤه عنه: «لم يتغير كثيرًا. إنه طبيعي وعفوي، إنه شخص جيبوثكواني عادي للغاية ينتمي إلى أوريو وإلى ريال سوسيداد. صديق رائع لأصدقائه؛ إنه الصديق الذي نرغب جميعًا في أن يكون لدينا. ربما يكون قد شارك وقتًا أقل مع زملائه في الفريق لأنه، كلاعب كرة قدم محترف سابقًا ومدرب حاليًا، لا يمكنك قضاء الكثير من الوقت مع أصدقائك، لكننا كنا دائمًا هناك من أجله.
في الرياض سيخوض ابن الباسك تحديًا جديدًا ومختلفًا للمرة الأولى في مسيرته خارج حدود بلاده وربما يجبر لاحقًا أنصاره في بلدته الصغيرة إلى السفر نحو العاصمة السعودية فخرًا بمنجزاته التي سيكون تحقيقها صعبًا لكن ليس مستحيلًا واضعًا نصب عينيه محبيه في أوريو.