|




السلامي مهندس التأهل التاريخي: المغرب سلاح الأردن في المونديال

/media/article/2025/06/15/img/7053299951.jpg
الرياض ـ الرياضية 2025.06.15 | 03:30 am

في إنجاز تاريخي لم تشهده الكرة الأردنية من قبل، نجح منتخب النشامى الأول لكرة القدم تحت قيادة المدرب المغربي جمال السلامي في التأهل للمرة الأولى إلى كأس العالم 2026.
هذا الإنجاز يمثل تتويجًا لجهود مضنية وعمل دؤوب من قبل الجهاز الفني واللاعبين، وقد أثبت السلامي براعته وقدرته على قيادة فريقه لتحقيق حلم طال انتظاره.
في هذا الحوار، تستضيف «الرياضية» السلامي للحديث عن هذا الإنجاز، والتحديات التي واجهها، ونقاط التحوّل في مشوار التأهل، والرؤية المستقبلية وغيرها.



01
ما الذي يعنيه لكم شخصيًّا وللجهاز الفني إنجاز الأردن التاريخي بالتأهل إلى مونديال 2026؟
أول شيء أنا سعيدٌ جدًّا بهذا الإنجاز، وتحقيق هذا الحلم الكبير لكرة القدم الأردنية، بطبيعة الحال، كمسؤول أول على التدبير الفني للمنتخب وهذا المشروع، فخر بالنسبة لي كإطار مغربي وجهاز مغربي معي مصطفى الخلفي وعمر نحجي مساعدين، وجواد صبري معدًا بدنيًّا، وأحمد محمدي مدربًا للحراس، وكريم الإدريسي محللًا للفيديو، ومعنا أيضًا في الجهاز مهندسان هما مروان لطفي وكريم حساني، هذا الطاقم المغربي نجح في هذه المهمة، الحمد لله أسهمنا في هذا الإنجاز التاريخي بتأهل المنتخب الأردني إلى مونديال 2026، وهذا يبين مرة أخرى القدرات والكفاءات المغربية في التعامل مع هذه المنافسات الكبيرة.
02
كيف تقيّم الأداء العام للأردن خلال مشوار التصفيات، وما أبرز المحطات الحاسمة في رأيك؟
بالنسبة لأداء المنتخب، كان متذبذبًا على مراحل، وكل مرحلة كانت لها خصوصيتها، شهدنا إصابات وغيابات، وكان هناك عدم جاهزية لبعض اللاعبين المهمين، وهذا تسبَّب في ضياع نقاط في مراحل مهمة، لكن الحمد لله في مارس، مباراة عمان كانت حاسمة بشكل كبير، خاصة في الوقت الذي ضيَّع فيه المنافس المباشر لنا، منتخب العراق، نقاطًا، هذا التحول في ترتيب المجموعة أعطانا أفضلية وتأهلًا مباشرًا، خاصة أننا كنَّا في مجموعة تضم منتخب كوريا، الذي يتأهل إلى كأس العالم منذ 1986 بشكل شبه دائم، لذا كان المقعد الثاني هو محل تنافس شديد، والحمد لله استطعنا حجزه في توقيت مهم واستفدنا من تعثر المنافسين.
03
ما الرسالة التي تود توجيهها للشعب الأردني بعد هذا التأهل التاريخي؟
لكل مجتهد نصيب، التخطيط والتصور والاختيار الصحيح مهم جدًّا، والبناء والصبر وتكاتف الجهود كلها معطيات أساسية للإنجاز، هذا الإنجاز التاريخي هو نتيجة تراكمات وجهود ومحطات شهدت الإيجابي والسلبي، وخلقت تجربة ورصيدًا للاعبين والجهاز الفني، إضافة إلى ذلك، كانت هناك مساندة كبيرة من المسؤولين الأمير الحسين ولي العهد، الأمير علي رئيس الاتحاد، الاتحاد، الجماهير، والإعلام، دعم الجميع كان عاملًا أساسيًّا في تحقيق هذا الحلم.
04
هل أجريتم تعديلات تكتيكية أو اختيارات معينة كانت نقطة التحول في مشوار التصفيات؟
لم نغيّر شيئًا من الناحية التكتيكية، مبادئ اللعب والبرامج التي نعمل بها سهَّلت المهمة على اللاعبين، الذين استوعبوا كثيرًا من التوجيهات بمستواهم التعليمي والثقافي والتربوي، هم الذين كانوا على أرض الملعب وحققوا هذا الإنجاز، لم نغيّر شيئًا منذ اللحظة الأولى لوصولي، فكان البرنامج جاهزًا، والتصور التقني واضحًا، والحصص التدريبية معدة، وضعنا برنامجًا لتسهيل المهمة وتحفيز اللاعبين، لأنهم لديهم وعي أكبر بالمسؤولية ومتطلبات المرحلة، والحمد لله نجحنا في ذلك.
05
كيف تعاملتم مع الضغط النفسي في المباريات الحاسمة خاصة في المراحل الأخيرة؟
الضغط شيء معتادون عليه، هناك ترتيب وتحضير جيد للمباريات، بدءًا من التدريبات التي تشمل تجهيز اللاعبين ذهنيًّا، مرورًا بالتأكيد على بعض النقاط في التصريحات، ثم تجهيز اللاعبين بفيديوهات تحليل الخصم، وتنظيم حصص المجموعة. نعمل على تقريب تصور المباراة والتوجيهات، والتحفيز اللفظي الذي قد يكون أحيانًا مرتفع الصوت وأحيانًا هادئًا، فهناك تقنيات خاصة لتجهيز اللاعبين. أيضًا نعطي فرصة للقادة واللاعبين ذوي التأثير ليأخذوا المبادرة ويشجعوا زملاءهم، حضور الأمير علي، والأمير حسين ولي العهد، والجمهور، كلها محفزات قوية، نعرض على اللاعبين أيضًا أفلامًا قصيرة عن تجاربنا وتوقعاتنا لتعزيز دوافعهم.
06
مَن اللاعبون الذين برزوا بشكل استثنائي خلال التصفيات؟ وهل هناك مفاجآت متوقعة في قائمة كأس العالم؟
لدينا برنامج خاص لتقييم أداء اللاعبين في كل مباراة، نعتمد على 4 خصائص رئيسة في التقييم، اللاعب الذي يحصل على أعلى نقاط في هذه الخصائص نمنحه بطاقة محفزة تحمل صورته وأرقامه، كان هناك عدد من اللاعبين الذين برزوا بشكل واضح مثل يزيد أبو ليلى في محطات عدة، ويزن العرب، ونور الروابدة قبل إصابته، ومردي، وعلي علوان، ومن أبرز نجوم الأردن موسى التعمري لقيمته الكبيرة، إضافة إلى لاعبين شباب مثل أحمد عساف، محمد أبو النادي، مهند أبو طه، وهناك مهاجم واعد اسمه إبراهيم صبرة، نتوقع له مستقبلًا كبيرًا.
07
ما أولوياتكم استعدادًا للمونديال؟ وهل هناك خطة للمعسكرات أو مباريات تجريبية مع منتخبات كبيرة؟
بعد تحقيق الهدف، لدينا تصور للمرحلة المقبلة، سنستغل تواريخ «فيفا» المقبلة لتنظيم مباريات تجريبية بمستوى عالٍ، لنحتك بمدارس مختلفة، ويزيد وعي اللاعبين بمتطلبات المرحلة المقبلة، نمر الآن من مرحلة أولى ويجب أن نستعد للمرحلة التالية التي ستكون أقوى وأكثر تنافسية، نأمل أن نضع البرنامج الأفضل حتى نصل إلى كأس العالم في أفضل الظروف ومع أفضل اللاعبين.
08
ما طموحاتكم في كأس العالم.. هل تركزون على التمثيل المشرف فقط أم تطمحون لأبعد من ذلك؟
أولًا، الحمد لله تأهلنا إلى كأس العالم، وطموحنا أن نظهر بشكل جيد ونصل إلى أقصى ما يمكن، لقد فتحت تجربة المغرب في 2022 آفاقًا جديدة وآمالًا لأي منتخب عربي وإفريقي، نتمنى أن نطول مقامنا في البطولة ونقدم صورة مشرفة لكرة القدم الأردنية.
09
هل تحصلون على دعم كافٍ من الاتحاد الأردني لتوفير بيئة إعداد تنافسية؟
منذ لقائي الأول مع الأمير علي، رئيس الاتحاد، وجدت حرصًا كبيرًا على تجهيز كل الإمكانات لتحقيق الهدف، لديه تصور مستقبلي ودراية كاملة بمتطلبات كرة القدم على أعلى مستوى، وهو يقدم لنا دعمًا كبيرًا، لا توجد لدينا مخاوف من هذه الناحية، ونتمنى أن يسهم المسؤولون والقطاع الخاص في دعم هذه الطفرة التي تعرفها الكرة الأردنية لضمان استقرار وتطور مستدام.
10
كيف أثَّر هذا الإنجاز على حياتك الشخصية مدربًا وعلى علاقتك بجمهور الكرة الأردنية؟
شخصيًّا، التأهل إلى كأس العالم هو فخر كبير، وأغلى إنجاز حققته حتى الآن، كوني مدربًا مغربيًّا وعربيًّا وإفريقيًّا، هذا الإنجاز هو تتويج لمجهودات وتجارب سابقة، أما علاقتي مع الجمهور الأردني فكانت مميزة منذ البداية، الجمهور له وجهات نظر وأنا أحترمها، وأقدر تقديرًا عاليًّا الدعم الذي قدموه لنا.
11
ما اللحظة التي لن تنساها في هذا المشوار؟
اللحظة التي لن أنساها أبدًا هي إعلان التأهل الرسمي إلى المنتخب الأردني، كنَّا في الفندق مع ولي العهد واللاعبين والأمير علي وأعضاء الاتحاد، نتابع مباراة كوريا، وعندما سجَّل كوريا الهدف الأول كان ذلك مهمًا جدًّا بالنسبة لنا، وعندما انتهت المباراة وتمَّ الإعلان الرسمي عن تأهلنا، كانت فرحة لا توصف، الهدف الذي سجَّلناه ضد عمان في نهاية الشوط الأول كان نقطة تحول كبيرة، وسهَّل علينا كثيرًا الشوط الثاني، هذه اللحظة ستظل فخرًا لنا دائمًا.
12
كيف ترى تطور الدوري السعودي وهل أثَّر في مستوى اللاعبين العرب؟
دعونا نتحدث بصراحة عن الدوري السعودي، وتحديدًا دوري روشن. أصبح هذا الدوري وجهة مفضلة للاعبين والمدربين العالميين، ما رفع من مستوى التنافسية فيه بشكل كبير، ليس فقط على المستوى المحلي، بل حتى على المستويات العربية.
اليوم، لكي يلعب أي لاعب في دوري روشن لا بد أن يمتلك مؤهلات عالية وإمكانات كبيرة، تؤهله إلى مجاراة الطموحات الكبيرة للجماهير والمتابعين.
ونحن، بطبيعة الحال، نشعر بالفخر لوجود عدد من الأسماء المغربية البارزة في عدة أندية سعودية. على سبيل المثال، في نادي الفتح نجد مروان سعدان ومراد باتنا، وهما من أبرز نجوم الدوري. كذلك هناك فيصل فجر مع التعاون، وياسين بونو مع الهلال، وغيرهما من اللاعبين المغاربة الذين يمثلون فخرًا للمغرب بوجودهم في دوري عالي المستوى مثل دوري روشن.
أما بالنسبة لكرة القدم الأردنية، فنأمل أن نرى في المواسم المقبلة لاعبين أردنيين يحظون بفرصة الوجود في دوري روشن. وقد يسهم دوري يلو «الدرجة الأولى» في فتح الباب أمام المزيد من اللاعبين العرب للاحتكاك بالمستويات العالية من المنافسة.
ولا يقتصر تميز الدوري السعودي على الجوانب الفنية فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب التسويقية، الاقتصادية، والإعلامية، ما جعله اليوم رائدًا في مجال كرة القدم على الصعيد العربي.
13
ما رأيك في استضافة السعودية كأس العالم 2034 وتأثير ذلك في الكرة العربية؟
استضافة السعودية كأس العالم 2034 ستكون فرصة كبيرة، وستستفيد من تجارب قطر وكندا والمكسيك والولايات المتحدة والمغرب وإسبانيا والبرتغال، أتمنى أن تكون الاستضافة ناجحة بكل المقاييس، لا يزال الوقت طويلًا، لكن التخطيط مبشر وجيد، مع مواكبة لجميع العناصر المؤثرة من تقنية وعلم وتسويق، أتمنى أن تصل كرة القدم العربية إلى أرقى المستويات بحلول 2034، وأن يكون لها حضور مميز في الأدوار النهائية، مع مراعاة خصوصيات المنافسة من حيث الطقس والمسافات.