|




يامال بين قدوته نيمار وإرث القميص رقم 10

/media/article/2025/07/17/img/9241645008.jpg
الإسباني لامين يامال، مهاجم برشلونة، يحمل قميصه الجديد رقم 10 في متجر ملعب كامب نو، الأربعاء (الفرنسية)
برشلونة ـ الفرنسية 2025.07.17 | 03:15 pm

بعد ثلاثة أيامٍ من بلوغه الـ 18، تلقَّى لامين يامال الهدية الأبرز على الإطلاق من فريق برشلونة الأول لكرة القدم، القميص الأسطوري رقم 10.
وعلى الرغم من أن الجناح الشاب الموهوب يتجنَّب مقارنته بأسطورة برشلونة ليونيل ميسي إلا أنه يسير على خطى الأرجنتيني بارتداء القميص رقم 10 الذي حمله أيضًا مواطن الأخير الراحل دييجو أرماندو مارادونا، والبرازيلي رونالدينيو، وغيرهما من نجوم برشلونة التاريخيين.
وقال يامال، الأربعاء، غير مكترثٍ بتاريخ القميص: «سأسعى إلى مواصلة هذا الإرث».
ومع أنه لا يزال صغيرًا في السن، لكنَّ يامال شارك في أكثر من 100 مباراةٍ مع فريقه، وسجل 25 هدفًا، وتوِّج بلقبين في الدوري منذ ظهوره الأول بعمر 15 عامًا في 2023.
ويُعدُّ الجناح الدولي، المتوَّج مع إسبانيا بكأس أوروبا 2024 في ألمانيا في اليوم التالي لعيد ميلاده الـ 17، من أبرز المواهب الواعدة في عالم كرة القدم.
كذلك يُعدُّ يامال من بين المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبٍ العام الجاري بعد إسهامه في فوز العملاق الكاتالوني بالثلاثية المحلية «الدوري، كأس الملك، كأس السوبر».
وعلى الرغم من أدائهما الرائع أمام إنتر ميلان الإيطالي في نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا إلا أن يامال وفريقه لم يحققا ما كانا يصبوان إليه، تاركَين المسابقة هدفًا واضحًا أمامهما للموسم الجديد.
وتعهد اللاعب في أعقاب خروج برشلونة من دور الأربعة: «لن نتوقف حتى نترك هذا النادي حيث يستحق في أعلى مستوى».
وبعد تألُّقه في أكاديمية برشلونة المرموقة «لا ماسيا» مثل ميسي، حطم يامال سلسلةً من الأرقام القياسية، بينها أصغرُ لاعبٍ يسجل هدفًا في تاريخ النادي بالدوري الإسباني، وأصغر مَن يسجل ثنائيةً، وأصغر ممرِّرٍ لكرةٍ حاسمةٍ، وأصغر لاعبٍ أساسي في الدوري وفي دوري أبطال أوروبا.
يامال، هو أيضًا أصغر لاعبٍ في صفوف النادي الكاتالوني يهزُّ الشباك في الكلاسيكو، وأصغر لاعبٍ يفوز بكأسٍ دوليةٍ كبرى من بين عديدٍ من الإنجازات الأخرى.
ويمتاز اللاعب بمهاراته الفائقة، ومراوغته الرائعة، وسرعته وإبداعه، وهو أحد أكثر اللاعبين إثارةً للمشاهدة في عالم كرة القدم.
وعمل الجناح على تحسين مهاراته في إنهاء الهجمات، وسجل ستة أهدافٍ في آخر تسع مبارياتٍ له مع الفريق والمنتخب، وبدأ يصبح أكثر ثباتًا أمام المرمى.
وكانت المرة الأخيرة التي فاز فيها برشلونة بدوري أبطال أوروبا عام 2015، وكان ميسي لاعبه الأساسي.
وقال يامال، أبريل الماضي: «لا أقارن نفسي به، لأنني لا أقارن نفسي بأي شخصٍ، ناهيك عن ميسي». مؤكدًا ذلك الأربعاء في فعاليةٍ للاحتفال برقم قميصه الجديد.
وأضاف: «ميسي شقَّ طريقه، وسأشقُّ طريقي». ومع ذلك، يصعب على أي شخصٍ آخر مقاومة هذه المقارنة، إذ إن يامال يلعب أيضًا على الجهة اليمنى، ويشقُّ طريقه بقدمه اليسرى المفضَّلة كما فعل ميسي لفترةٍ طويلةٍ من مسيرته.
وتميَّزت عظمة الأرجنتيني بثبات مستواه حيث حقق ثمانية ألقابٍ قياسية في الكرة الذهبية، ما يُظهر أنه لم يتراجع في مستواه.
وسيُظهِر الزمن وحده إذا ما كان يامال سيتمكَّن من تكرار مسيرته الطويلة، لكنَّه حتى الآن ارتقى لمواجهة كل التحديات التي واجهها.
وبفضل موهبته في المراوغة، ومتعته الكبيرة في اللعب، قورن يامال أيضًا بالبرازيلي نيمار، الجناح السابق لبرشلونة، الذي أمضى معه بعض الوقت الصيف الجاري خلال عطلته في البرازيل، ووصفه بأنه «قدوتي».
وكان احتفال يامال الضخم بيوم ميلاده الـ 18، نهاية الأسبوع الماضي، بحضور حشدٍ من المشاهير، أقرب إلى أسلوب البرازيلي منه إلى أسلوب ميسي الأكثر انعزاليةً.
وأثار نيمار، المولع بالحفلات، غضب أنديته بين الحين والآخر، وأثار احتفال يامال بيوم ميلاده الـ 18، السبت، ضجةً حيث طالبت الحكومة الإسبانية بالتحقيق فيما إذا كان توظيفه «فنانين أقزامًا»، يُعدُّ مخالفةً للقوانين.
وبمجرد أن تهدأ هذه العاصفة، سينصبُّ التركيز على إذا ما كان رقم قميص ميسي 10، يُثقل كاهل يامال، لكنْ مع عدم إظهار المهاجم أي توتُّرٍ مهما كان الوضع، سيدعمه ذلك لمواصلة تألقه.
وقال يامال مشيرًا إلى مسقط رأسه الذي لا يزال يُقرُّ به خلال احتفالاته بتسجيل الأهداف بتوقيعه على رمز 304 للرمز البريدي لحيّه القديم روكافوندا: «تركتُ الخوف خلفي في حديقة ماتارو منذ فترةٍ».
ووقَّع الجناح عقدًا جديدًا حتى عام 2031 في مايو، وأصبح أحد أعلى اللاعبين أجرًا في النادي.
ومع عقدٍ جديدٍ، وقميصٍ جديدٍ، ومع بلوغه سن 18 عامًا «لم يعد قاصرًا»، يبدأ مستقبل يامال الآن، ولا حدود لإنجازاته.
وقال اللاعب، الأربعاء، متطلِّعًا إلى الاستمرار بالاستمتاع بما يقدمه في الملاعب: «علينا أن نواصل الاستمتاع قبل كل شيءٍ، لأننا عندما نستمتع، نكون أكثر سعادةً، ونستطيع الفوز».