في السوشال ميديا انتشر مقطع بودكاست عن «أخذ» المغني عمر دياب للحن أغنية الفنان علي عبد الكريم «هلا هلا» في العام 1986. في المقطع يروي أحد المختصين الحكاية كالآتي «بعدما سجل أحد الفنانين السعوديين «علي عبد الكريم» أغنية في أحد استوديوهات القاهرة، تواصل مهندس الصوت مع عمرو دياب طالبًا منه الاستماع لأغنية جديدة لفنان سعودي قام بتسجيلها حديثًا، استمع عمرو للأغنية ويبدو أنها أعجبته للدرجة التي جعلته يأخذ اللحن وفكرة الأغنية معًا، دون علم أو استئذان من علي عبد الكريم. كما أنه قدمها بنفس الاسم «هلا هلا»، وهي نفس الأغنية التي عرفت بـ«الحمد لله عالسلامة هلا يا هلا». المقطع المنتشر جعل المستمعين يقارنون بين اللحنين، ليكتشفوا أن عمرو دياب أخذ كل شيء في الأغنية تقريبًا، حولها من أغنية بلهجة سعودية إلى أغنية مصرية، حتى أنه لم يفكر في تغيير اسمها الأصلي، كان ذلك قبل 39، قبل زمن الإنترنت، حينها كان دياب في بدايته، قدم خلالها ألبومين لم يخرجاه من محليته، فكانت «هلا هلا» انطلاقته نحو الشهرة العربية، بالإضافة لأغنية «ميّال» التي كانت في نفس الألبوم. كنت ومازلت أرى عمرو دياب مؤديًا ناجحًا، كان هذا رأيي منذ أن شاهدته يغني في التلفزيون أغنيته الشهيرة «هلا يا هلا»، وتأكدت أكثر عندما حضرت له حفلة في لندن في منتصف التسعينات، في الحفلة كان هناك كل شيء، موسيقى، وجمل لحنية قصيرة، وجمهور، وإضاءات مبتكرة، وأداء صوتي جيد أضيف عليه صدى، كانت حفلة جيدة، لكنها غير مشبعة فنيًا. لا مشكلة في أن ينجح المؤدي ويصبح نجمًا، المشكلة في ألا يكون الصوت الأجمل هو الأشهر، وكأن لا أصوات أفضل في أم الدنيا. عبد الحليم حافظ ترك إرثًا فنيًا عظيمًا ما زلنا نعيشه وكأن صاحبه لم يرحل منذ خمسين عامًا، وسيترك عمرو دياب إرثًا كذلك، لكنه إرث قصير العمر، أشعر أن الزمن أعاد لعلي عبد الكريم حقوقه، على الأقل اللحن الذي كتبه عمرو دياب باسمه.