خالد الشايع
الاستثمار.. الطريق الأول للبطولات
2025-08-07
مع دخول الأندية السعودية الأكبر العام الثالث من الخصخصة، كنت أعتقد مثل كثيرين أنها باتت قادرة على أن تقف على قدميها ولو بشكل مهزوز، تملك الكثير من النجوم ذات الأسماء اللامعة على أرض الملعب، وقوة جماهيرية كبيرة، ومتابعة ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي، شهرة عالمية مقبولة، ولكن على الرغم من كل ذلك ما زالت غير قادرة على تسيير أمورها بنفسها، لم تنجح في استغلال الهالة الإعلامية التي حظيت بها والأسماء الرنانة الذين باتوا يرتدون قمصانها، في الترويج لها بشكل مناسب، على سبيل المثال يملك النصر علامة تجارية ضخمة هي البرتغالي كريستيانو رونالدو، ولكن تلك الشعبية الكبيرة لم تنعكس بشكل إيجابي على أرباح النادي، فما زال حسب آخر قوائم مالية يعاني من الديون، واليوم غير قادر على تسيير صفقة واحدة، دون دعم برنامج الاستقطاب، الحال ينطبق أيضًا على الاتحاد الذي يملك لاعبًا بقيمة كريم بنزيما، مع أسماء أخرى مهمة مثل الفرنسي كانتي، ولكن الاتحاد ما زال غير قادر على أن يروج لنفسه بشكل يضمن له استقلالية مالية، حتى الهلال الذي سجل أرباحًا ليس بمعزل عنهم لولا الدعم الذي حظي به من شرفييه لعانى هو الآخر من الديون، حتى الآن ما زال غير قادر على أن يتعاقد مع لاعبين جدد، دون الدعم.
إذا كان هذا حال الأندية التي تم تخصيصها، فما هو حال بقية الأندية؟
فشلت الأندية في تعزيز الميزة التي تمتلكها في تسويق نفسها، ما زال التسويق التجاري مفقودًا، الأسماء التي تملكها كان يمكن اعتبارها ثروة يمكن استغلالها ولكن بدلًا من ذلك تجدهم ينهون العقود مجانًا أو يعيرهم بثمن بخس، تلك الأصول المالية تحولت إلى وبال عليها لأنها ما تزال تعاني من ضعف في التسويق والقدرة على إقناع المشترين بجودة المنتج. القمصان الذي يجب أن تكون علامة فارقة لكل نادٍ باتت رهينة للغش التجاري والتزوير، الانتشار لا يعني أن تحقق الربح دائمًا فقد يربح غيرك منك، هذا ما يحدث مع قمصان كريستيانو رونالدو التي تباع في كل مكان في العالم دون أن يحصل نادي النصر على أية حقوق منها، مثلها قمصان الهلال والاتحاد والأهلي.
‏الأندية تريد أن تقفز للنتائج مباشرة، تريد أن تحقق البطولات وهذه البطولات لا تتحقق إلا بوجود مال، والمال لا يتوفر إلا عبر التسويق الجيد، إذًا نحن ننظر إلى هرم مقلوب، يجب التركيز على توفير المال أولًا ثم دعم الفريق من خلال استخدام ذلك المال، وأخيرًا الوصول إلى النتيجة وهي تحقيق البطولات، لا يمكن تحقيق بطولات من خلال الديون أو انتظار الدعم في كل مرة، سيكون مجرد بطولة وقتية سرعان ما يعود النادي بعدها إلى دوامة الديون والخسائر، ثم تراجع الأسماء والعودة للمربع الأول.