تركي السهلي
مأزق جيسوس
2025-08-11
الحديث الذي أدلى به المُدرب البرتغالي جورجي جيسوس حول أن تدريبه للنصر السعودي من أصعب المهام التي تولاّها، يجب الوقوف عنده، والتمعّن في مضامينه من النصراوي قبل غيره.
فالرجل السبعيني الذي ترك فريقًا قويًا بناه في الرياض، يقول إن الأمور في فريقه الحالي يشوبها التعقيد. وهذا صحيح، فالتركيبة الخاطئة في النصر أوجدت عناصر ضعيفة غير قادرة على الاكتمال العضلي، وليست بحالٍ فنيٍ متطوّر لسنوات زادت عن الخمس، كما أن المخرجات من الفئات السنيّة لا تمتلك مقدرة تسمح بالإحلال. وحتى الأسماء الأجنبية التي سبقت إشراف البرتغالي على الفريق، ليست بجودة تكفي لملء المركز. وهذه معضلة من معضلات عديدة أمام السيّد جيسوس.
فالفريق العاصمي الكبير، لا يوجد لديه أظهرة بمعايير العصر الحالي لكرة القدم من سرعة ولياقة عالية وجهد هائل. والخطط تُبنى على الكثافة في الطلوع والنزول بنفس الكفاءة. وهذه معادلة لا يمتلكها الأصفر في مجموعته الحاليّة. وفي هذا، سيواجه البرتغالي الخبير مشاكل لا حصر لها. وفي خانة حارس المرمى، لا جدوى من بقاء البرازيلي بينتو في ظلّ افتقار المجموعة للاعب وسط قدير يُدير العمليات مع البارع الكرواتي بروزوفيتش. وحين الحديث عن طرفي الجنب، فإن أدوار القادمين الجُدد، حتى وإن كانا كومان، وجرينوود، لا بد وأن تتسق مع لاعبين خلفهما يساندان ويشكّلان النجاعة الهجومية، وهذا غير متوافر في تشكيلة الفريق بوجود الغنّام، وأيمن يحيى، أو حتى بوشل، أو سعد الناصر، كونهم من المحدودين في تنفيذ الأدوار. وهذا ارتباك شديد يشعر به الآن جيسوس، وقبل أن تدور معارك الأطراف مع الفرق الأخرى.
إن حالة النصر الفنيّة بالغة التعقيد، والبناء في السنوات الماضية كان خاطئًا على النحو الذي أطال أمد العجز، وأمام جيسوس جهد هائل لمحو خلل السنوات، وهذا أمر لا أدري كيف سيتحقّق في ظلّ جمهور يرغب في الفوز بالسوبر والدوري والكأس!
لقد قبل البرتغالي العنيد المهمّة، وإن أراد أن يترك له بصمة لا تُمحى، عليه أن يعمل وفق اللازم لا وفق المُتاح، وهو الوحيد الذي عليه أن يخرج من المأزق.