كايتانو.. مدافع حارب السمنة.. وسيطر على العقارات

«عانيت من مشاكل الوزن، افتقرت للثقة، ثم طُردت»، هكذا يروي سمير كايتانو مدافع فريق النجمة الأول لكرة القدم الجديد بداية رحلته مع الساحرة المستديرة.
يتذكر سمير المولود في 5 ديسمبر 1994 في ريو دي جانيرو بحسرة تلك الأيام التي كادت تقضي على طموحه في نادي فلومينينسي. لكن بدلًا من الاستسلام، اختار المثابرة، مدعومًا بوالديه اللذين أشعلا فيه شرارة الأمل مجددًا.
لم يكن قرار الانضمام إلى أوداكس-آر جيه مجرد خطوة عشوائية، بل كان بداية تحول.
قرب النادي من منزله جعله ملاذًا لإعادة اكتشاف موهبته. هناك، بدأ سمير يتألق، ما لفت أنظار فلامنجو، النادي العريق. انضم إليه على سبيل الإعارة في البداية، قبل أن يوقّع عقدًا دائمًا حتى 2015. في كأس البرازيل للشباب تحت 20 عامًا، سطع نجمه، حيث حصل على لقب أفضل لاعب على الرغم من خسارة فريقه في النهائي.
«كأس كوبا أمريكا كانت عرضًا رائعًا، فتحت لي الأبواب»، يقول سمير، الذي وجد نفسه مدعوًا للمنتخب البرازيلي للشباب في نوفمبر 2013 لخوض مباراتين تجريبيتين ضد باراجواي. «انضممت إلى المنتخب الوطني، والآن لا أريد المغادرة»، يضيف بحماس.
في 2016، خطا سمير خطوة جريئة نحو أوروبا بانضمامه إلى أودينيزي الإيطالي. هناك، تغلب على شبح الإصابات الذي لازم مسيرته في البرازيل، حيث كان يكتفي بخوض 20 إلى 25 مباراة سنويًا بسببها.
«في البرازيل، الإصابات أثرت بي كثيرًا»، يعترف. لكن في إيطاليا، تحول إلى مدافع قوي، زادت كتلته العضلية، وتبنى عقلية احترافية جديدة.
«لم أكن محترفًا كما أنا الآن، تغيرت طريقة تفكيري»، يقول. بعد ستة أعوام تخللتها إعارة إلى هيلاس فيرونا، انتقل إلى واتفورد الإنجليزي في يناير 2022، ثم إلى تيجريس أونال المكسيكي، وأخيرًا إعارة إلى مازاتلان في 2023.
خلال هذه الرحلة، جمع سمير ألقابًا مثل كأس البرازيل 2013، وبطولة كاريوكا 2014، وكلاوسورا 2023 مع تيجريس.
في 2019، جاءت لحظة الحلم عندما استدعاه المدرب تيتي للمنتخب البرازيلي الأول لخوض مباراتين تجريبيتين ضد كولومبيا وبيرو.
«ستكون هاتان المباراتان اختبارًا حقيقيًا»، قال سمير، مدركًا أن مكانًا في السيليساو يتطلب إثباتًا مستمرًا. تعدد استخداماته كمدافع، سواء في قلب الدفاع أو كظهير أيسر، جعله خيارًا جذابًا للمدربين.
لكن ما يميز سمير حقًا هو حكمته المالية. في بلد شهد إفلاس نجوم كرة قدم كبار، قرر سمير ألا يكون واحدًا منهم.
«شهدت لاعبين أفلسوا بعد عامين أو ثلاثة، لا أريد أن أكون فقيرًا»، يقول بحزم. بدأ استثماراته مبكرًا، فاشترى منزلًا لوالديه، ثم بنى شقة بنتهاوس، ووسّع ذلك لتشمل أربع شقق، سبعة منازل، خمس قطع أراضي، وحصتين فندقيتين. «زوجتي تُناديني بوب البنّاء»، يضحك سمير، مضيفًا: «أريد تنويع محفظتي الاستثمارية». بحساب توفير في الولايات المتحدة لأبنائه، يضمن سمير مستقبل عائلته، متعلمًا من أخطاء من سبقوه.
من فتى مطرود من فلومينينسي إلى نجم في فلامنجو، ثم مدافع دولي ومستثمر عقاري ناجح، تجسد قصة سمير كايتانو قوة الإرادة والتخطيط. في ملعب الحياة، لم يكتفِ بالتألق تحت الأضواء، بل أنجز خطة مالية تحميه من مصير أساطير الكرة الذين بددوا ثرواتهم.