الريادة إيطالية.. السوبر يخرج من الديار

في عام 1993، وباقتراحٍ من البرازيلي جواو هافيلانج، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك، وافق الاتحاد الإيطالي على نقل مباراة كأس السوبر المحلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف إثارة حماس المتابعين الأمريكيين قبل كأس العالم التي استضافتها بلادهم في العام التالي، مع اختبار جاهزية الملاعب.
كانت المرة الأولى التي تجري فيها مباراة محلية خارج الديار، ويومها احتشد نحو 44 ألف متفرج داخل ملعب روبرت كينيدي في العاصمة واشنطن لمشاهدة إيه سي ميلان وهو يهزم تورينو بهدف دون رد.
من إيطاليا إلى الولايات المتحدة، من آخر دولة احتضنت كأس العالم إلى الدولة التالية، هكذا كانت الفكرة، بيد أن الأرباح التي حققتها المباراة أغرت الاتحاد الإيطالي بتكرارها بعد أعوام عدة، لينقل الكأس إلى مدن طرابلس الليبية، ونيوجيرسي الأمريكية، وبكين الصينية، والدوحة القطرية، وأخيرً جدة والرياض في السعودية.
وفي الوقت الذي يتمسك فيه الاتحاد الإنجليزي ونظيره الألماني بإجراء بطولة السوبر محليًا، نظمت 13 نسخة من سوبر إيطاليا في سبع مدن مختلفة خارجها. غير أن الرقم القياسي مُسجّل باسم السوبر الفرنسي، الذي لحِق بالركب، حيث شهِدت 8 مدن غير فرنسية تتويج بطل السوبر في 12 نسخة.
في البداية، كانت الفكرة ترويجية، لكن اتضح أنها رابحة، واستثمرها الاتحاد الإيطالي الذي كان يملك الدوري الأقوى في التسعينيات، فلعب السوبر المحلي 2002 في طرابلس، وتُوِّج يوفنتوس باللقب على حساب بارما، قبل أن تعود البطولة، في العام التالي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية. هذه المرة في نيوجيرسي، وانتصر اليوفي على ميلان بركلات الترجيح.
ومنذ عام 2009، لُعِبَ السوبر الإيطالي في بكين، التي شهِدَت تتويج إنتر ميلان وإيه سي ميلان واليوفنتوس مرتين، والدوحة التي توَّجَت نابولي وإيه سي ميلان. وبدأت البطولة، في 2018، بالاستقرار في السعودية، التي استضافت، في جدة والرياض، خمسًا من النسخ السبع الأخيرة. وتوَّجت جدة يوفنتوس، وذهب اللقب في الرياض إلى لاتسيو وإنتر ميلان ونابولي وإيه سي ميلان.
وفي 2008، نُظِّم السوبر الفرنسي، المسمى «كأس الأبطال»، خارج الديار للمرة الأولى. كانت البداية في مونتريال الكندية، وبعدها لُعِب السوبر في العاصمة التونسية، وطنجة المغربية مرتين، وليبرفيل الجابونية، ثم اتجه إلى بكين الصينية، وعاد إلى مونتريال، قبل أن ينتقل إلى كلاجينفورت النمساوية وشنجن الصينية وتل أبيب. وأجريت النسخة الماضية من الكأس قبل عامٍ في الدوحة، عاصمة قطر.
ولُعِب السوبر السعودي خارج الديار عام 2015، عندما فاز الهلال على النصر 1ـ0 في لندن، العاصمة البريطانية. واحتضنت المدينة ذاتها النسخة التالية، التي توجت الأهلي أمام حامل اللقب بركلات الترجيح، ونسخة 2018، التي حصدها الهلال إثر تغلبه 2ـ1 على الاتحاد. واستضافت أبوظبي، العاصمة الإماراتية، السوبر السعودي العام الماضي، وحقق الهلال اللقب، إثر فوزه 4ـ1 على الاتحاد. والنسخة الـ 12 من البطولة هي الخامسة خارج السعودية، ويتنافس الأهلي والنصر السبت على لقبها في هونج كونج.
ودخل السوبر الإسباني إلى اللعبة متأخرًا، في عام 2018، عندما فاز برشلونة باللقب على حساب إشبيلية في طنجة المغربية، وفي الموسم التالي لُعِبَت البطولة في جدة، مع تغيير نظامها ليضمّ أربعة فرق بدلًا من الاقتصار على بطلي الدوري والكأس. ومنذ 2019، احتضنت جدة السوبر الإسباني مرتين، والرياض ثلاث مرات.
عربيًا، انتقل السوبر المصري إلى الخارج في 2015 لُيلعَب في أبوظبي، واحتضنت العاصمة الإماراتية منذ ذلك ثماني نسخٍ للبطولة من أصل 10. واستضافت الدوحة كأس السوبر التونسي عام 2019، وحينها فاز الترجي 2ـ1 على البنزرتي.