خالد الشايع
خلل الاتحاد السعودي أكبر من القاسم
2025-09-03
هل انتهت أزمة السوبر مع إقالة إبراهيم القاسم الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم؟، المفترض لا، لأن الإقالة لم تكن مسببة ولم يكن واضحًا ما الدور الذي لعبه القاسم في الأزمة، ولم يكشف البيان، لماذا تم استدعاء الأهلي، وعوقب الهلال، ولماذا تجاوزت لجنة الاستئناف نظامها، وأضرت بالهلال على استئنافه، الأهم، لم يكشف البيان لماذا أقيمت البطولة أصلًا في هونج كونج، ولماذا فشلت جماهيريًا؟.

المؤكد أن الاتحاد السعودي بحث عن كبش فداء ولم يجد إلا الأمين العام، تمامًا كما حدث في عام 2010، عندما ضحى الاتحاد بالأمين العام في حينها، فيصل العبد الهادي، في قضية لا ناقة له فيها ولا جمل، وبالتالي القضية لن تتوقف، والتساؤلات لم تنتهِ حتى يوجد لها إجابه صريحة، أمور كثيرة تكشف أن الخلل في منظومة الاتحاد السعودي لكرة القدم أكبر من الأمانة العامة، التي دورها الأساسي هو حلقة وصل بين اللجان، ليس لها صلاحية إصدار القرار، أو التدخل فيه، ولكنها الحلقة الأضعف في السلسلة القوية.

حسنًا، لنعرف مقدار الخلل الذي يعانيه العمل الإداري في الاتحاد، واللجان، ومعهم رابطة دوري المحترفين، علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا الدوري الأمريكي في المرتبة الـ 12 عالميًا بينما الدوري السعودية الأكثر قوة والأكثر إثارة والأكثر نجومًا والأعلى في القيمة السوقية في المرتبة الـ 29؟، الأمر بالتأكيد ليس له علاقة بالمستويات الفنية والنجوم، لأننا نتفوق على كثير من الدول المتقدمة علينا في التصنيف وليس الأمريكي فقط، ولكن الأمر مرتبط بشكل الأكبر بالتسويق والتنظيم، والأخير هو ما نفقده بشدة.
في الدوري الأمريكي لا يمكن أن تصدر اللائحة التنسيقية للدوري قبل يوم من إطلاقه وتحتوي على بنود مثيرة للجدل وتضطر بعدها الرابطة إلى حذفها لاحقًا.

في الدوري الأمريكي لا يعانون من مشاكل التحكيم، أو يضطرون للتوقف بعد الجولة الأولى، لا يعانون من التباين في الدعم، ولا في ضعف التسويق، ولا يتخذون قرارات غريبة لا معنى لها، وتضر بالأندية مثل المواليد.

حتى على المستوى الحضور الجماهيري وجودة الملاعب وتطبيق اللوائح بشكل صحيح وتعامل الإعلام الاحترافي مع الدوري، لا نملك مثله، ففي الوقت الذي يحتل فيه الدوري الأمريكي المرتبة الثانية في عدد الحضور الجماهيري بين جميع دوريات كرة القدم في العالم، لم يتجاوز الحضور الجماهيري في مباريات الجولة الأولى في الدوري السعودي 93 ألف متفرج لتسع مباريات، مباراة ضمك والحزم لم يحضرها سوى 373 متفرجًا فقط ومعظم المباريات كانت ما بين خمس آلاف والألفي متفرج فقط، على الرغم من أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في السعودية، والرابعة في أمريكا بعد كرة القدم الأمريكية والسلة والبيسبول.

رزقنا الله بقيادة لم تبخل بشيء لجعل كرتنا في مصاف الدوريات الأعلى عالميًا، ولكن للأسف لم تتطور الإدارة الرياضية لا في الاتحاد السعودي ولا رابطة المحترفين بالشكل الذي يحقق الهدف المنشود، حتى في أبسط الأمور، والبديهيات، شاهدنا كيف احتفل الاتحاد الإنجليزي بجوائزه في بداية الموسم بحفل مثالي، وكيف تم توزيع جوائز الدوري السعودي في الممرات قبل بداية كل مباراة، تعال استلم جائزك قبل التسخين، في منظر لا مبرر له، على الرغم من أن الدوري السعودي يمتلك أسماء كبيرة جدًا في عالم كرة القدم، بقيمة سوقية هائلة تجاوزت المليار يورو. جعلته الثامن عالميًا في القيمة، هؤلاء النجوم لو اجتمعوا في حفل تسويقي لشاهده مئات الملايين حول العالم.
للأسف لم يتطور في الجهات التنظيمية إلا المسميات الوظيفية، وبلا خبرات حقيقية في عالم كرة القدم، والنتيجة لا تسويق كما يجب، لا تنظيم يحمي الأندية.
وبالتالي ليس القاسم هو السبب وحده، ولن يحل إبعاده شيئًا، فالخلل أكبر من أن يحل بإقالة مسؤول واحد.