خالد الشايع
مَن خذل ممثل الوطن؟
2025-09-24
يشتكي الأهلاويون من أن رفض طلبهم بتأجيل مباراتهم أمام الهلال في الجولة الثالثة من دوري روشن، كان السبب الأول في خسارتهم للقب المحيط، أمام بيراميدز المصري، ولهم الحق في ذلك، الفريق لعب بكل قوته أمام الهلال، فظهر عاجزًا منهكًا أمام الفريق المصري، ولكن في المقابل لم يكن الطلب الأول، الذي يتم رفضه، سبق وتم رفض أكثر من طلب للهلال، الذي كان يمثل الوطن، آخرها قبل موسمين، قبل أن يتدخل القدر، ويجبر رابطة دوري المحترفين على التأجيل، بعد أن أجل الاتحاد الآسيوي مباراة الهلال والعين الآسيوية، التي صارت تسبق مباراة الهلال مع الأهلي بيومين فقط، ما يمنعه نظامًا من أقامتها، أيضًا تم رفض طلب للاتحاد بتأجيل مباراة مع ضمك قبل أربعة أيام من انطلاق مباريات الفريق في كأس العالم، التي استضافها في جدة، فكانت النتيجة أنه خسر أهم مدافعيه للإصابة، وخسر من الأهلي المصري بثلاثية، والشواهد أكثر من أن تُحصى.

للأسف في كل مشاركة لفريق سعودي في بطولة خارجية يظهر لنا الجدل، هل يمثل النادي الوطن، وبالتالي يستحق أن تُسهل له مشاركته، أم أنه يمثل نفسه فقط، وبالتالي يتحمل مسؤولية الجدولة، أي محب النادي سيعتبر أن المشاركة تمثل الوطن لأنه يحمله اسم «السعودي» في آخر اسمه، بينما جماهير الأندية الأخرى ترى أن الذي يمثل الوطن فقط هو المنتخب السعودي، أما الأندية فهي تمثل نفسها، لهذا هم يرفضون منحه أي ميزة إضافية حتى وإن كانت لوجستية.
حسنًا، هذا الجدل يجب أن يتوقف، منظر لاعبي الأهلي أمام بيراميدز يجب أن يضرب جرس الإنذار، بطولة سهلة ضاعت على الوطن، وإن كانت هناك أخطاء في السابق، فيجب تصحيحها لاحقًا، وخاصة عندما تصل الأندية، التي تلعب خارجيًا إلى أدوار متقدمة، فهي في النهاية، وإن رفض المتعصبون، تمثل الوطن، عندما تألق الهلال في كأس العالم للأندية، لفت الأنظار للكرة السعودية، على الرغم من أنه ذهب وحيدًا بلا أدنى دعم، تحت مسمى «عدالة المنافسة» المطاطي.

لا بد أن يقف الاتحاد السعودي، ومعه رابطة الدوري، مع الأندية، التي تلعب على النهائي، أو نصف النهائي، فالأمر لا يتعلق بالإرهاق فقط، ولكن أيضًا بالإصابات، خاصة إن كانت المباريات بالدوري كلاسيكو أو ديربي، لا بد أن نبدأ في سن قوانين جديدة تعترف بأن النادي، الذي يمثل الوطن، ويصل إلى أدوار متقدمة، من حقه أن يحصل على بعض الامتيازات، التي تساعده على تحقيق اللقب، تأجيل مباراة أو مباراتين لا يعني نهاية الدنيا، الكثير من المباريات يتم تأجيلها بقرار من الرابطة، الاتحاد السعودي المعني برفع اسم الكرة السعودية عالميًا عليه أن يقف ضد ممارسات الرابطة، التي لا تنظر للمستقبل، وأن يكون في صف الأندية.

قبل ذلك كله علينا أن نتفق أن الأندية، التي تلعب خارجيًا، هي أندية تمثل الوطن، لا تمثل نفسها فقط، ومن واجب الرابطة، واتحاد الكرة، مساعدتها على تسهيل مهمتها، هكذا يجب أن يكون الأمر، حتى ولو غضب الآخرون، الأهلي ذهب وحيدًا لمواجهة بيراميدز، تمامًا كما ذهب الهلال وحيدًا لكأس العالم مرتين، تمامًا كما شارك الاتحاد وحيدًا في كأس العالم أمام الأهلي المصري. اتحاد القدم لم يقدم أي مساعدة تستحق الذكر، وبالتالي كان ضد بدلًا من أن يكون مع.
هذا من جانب، الجانب الآخر، الأندية ذاتها تملك نظرة قاصرة، وهي من أسهم في التسبب بالدائرة المغلقة التي دخلناها، عندما أصدر الأهلي بيانًا ضد تأجيل مباراته مع الهلال، كان حكم بنفسه على عدم تأجيل مباراته هذه المرة، وشرب من الكأس ذاتها، لو كان وافق على طلب الهلال، وسانده، لنال التصرف ذاته من الهلال، ولكنه فكر في يومه ونسي غده.
الأندية مطالبة بأن تقف في صف بعضها بعضًا، وأن تلغي الماضي، تفتح صفحة جديدة، اليوم قد يستفيد خصمك، ولكن غدًا الفائدة ستكون لك، الأمر هكذا بكل بساطة.