عيد الثقيل
تناقضات أهلاوية
2025-09-25
خروج الأهلي السعودي أمام بيراميدز المصري في كأس القارات لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل فتح الباب أمام سجال جديد حول مبررات الإخفاق، حيث حاولت بعض الأصوات المحسوبة على النادي تحميل لجنة المسابقات مسؤولية الخسارة، بسبب ضغط المباريات وتداخل المواعيد.
لكن المتابع المتجرد لا يمكنه أن يتجاهل التناقض الواضح، إذ إن الأهلي نفسه قبل موسمين أصدر بيانًا شهيرًا يطالب فيه بتطبيق اللائحة بحذافيرها على أحد خصومه الذي يشارك خارجيًا، معتبرًا أن فترة 48 ساعة بين مباراتين أكثر من كافية، وأن الأعذار المرتبطة بالضغط لا يجب أن تُقبل. واليوم، وبعد أن انعكست الظروف، بدا وكأن النادي نسي ما قاله، أو تناسى أن الجماهير تحفظ جيدًا ما يُقال في مثل هذه المواقف.
صحيح أن الجدولة المزدحمة قضية واقعية تؤثر على مستويات الفرق، لكن الهروب من مواجهة الأسباب الفنية والذهنية للخسارة عبر تعليقها على شماعة المسابقات لا يُغير من حقيقة ما جرى في الملعب. بيراميدز دخل اللقاء بتركيز وانضباط، بينما افتقد الأهلي للحلول الفردية والجماعية، وهو ما صنع الفارق.
كرة القدم لا ترحم التناقضات، والجماهير تدرك أن الاتساق في الموقف أهم من البيانات اللحظية. ومن هنا يبرز السؤال: هل تُقاس العدالة بظروف ثابتة للجميع، أم تتبدل وفقًا لمصالح الأندية وقت النتائج؟
الأهلي سيبقى ناديًا كبيرًا بتاريخه وجماهيريته، لكن خسارته أمام بيراميدز تذكير بأن الأعذار خارج الملعب لا تُغيّر من واقع المستطيل الأخضر، وأن التناقض في المواقف يُفقد الخطاب الرياضي الكثير من مصداقيته.