د. حافظ المدلج
لون اللوبي
2025-09-26
هناك من جماهير كرة القدم السعودية من يجنح لنظرية المؤامرة ويراها سببًا في خسارة فريقه المفضل لأي بطولة، وهو تفكير غريب يلغي متعة المنافسة ويحد من إمكانية التطور، لأن اللوم يقع دومًا على أطراف ليس لها علاقة مباشرة بالفريق، لذلك إذا فاز «الهلال» بالبطولات فإن أول الأسباب عند البعض هو «اللوبي الأزرق»، والأمر ينطبق على غيرهم حين يفوز «النصر والاتحاد» فاللوم على «اللوبي الأصفر»، وفي حال تفوق «الأهلي» فهناك «اللوبي الأخضر»، هنا يبرز السؤال: هل يوجد «لوبي» يسيطر على رياضتنا وما هو «لون اللوبي».

في البداية لا بد أن نؤكد أن الميول الرياضي حق لكل مسؤول في الرياضة، بل إنَّ الشخص الذي ليس له ميول لا يفترض أن يعمل بالمجال الرياضي، ولكن الأصل أن ذلك الشخص حين يتولى مسؤوليته يتحمل أمانتها ويتخذ القرارات العادلة دون تأثير من ميوله، وحسبي أن المسؤولين في رياضتنا ينسون ميولهم عند دخولهم مكاتب العمل الإداري، لكن التعصب يجعل البعض يرمون بالتهم على المسؤول وينسبونه لذلك التكتل بغض النظر عن «لون اللوبي».

عندما يجنح الجمهور لإلقاء المسؤولية على «اللوبي» فإنه يلغي أساسيات التفوق التي تميز ناديًا عن آخر، بل إنها تعطي للفاشل فرصة لوجود شماعة يعلق عليها إخفاقه بدلًا من البحث عن الأسباب الحقيقية لتفوق المنافس عليه، فتوجيه التهمة للمسؤول أسهل بكثير من العمل الدؤوب للارتقاء والتفوق والحصول على البطولات، وفي عالم كرة القدم هناك عوامل كثيرة للتفوق مثل اختيار المدرب والنجوم وبيئة العمل ودعم الجماهير وليس من بينها «لون اللوبي».

تغريدة tweet:
«الهلال» هو الأكثر حصولًا على البطولات في الألفية، لدرجة أنه منذ عام 2000 حقق ألقابًا تعادل ما حققه «الاتحاد والنصر والأهلي» مجتمعين، ولذلك نسمع تهمة «اللوبي الأزرق» أكثر من غيره من الألوان، ويرد الهلاليون على ذلك باتهام لوبيات أخرى بألوان المنافسين، ويبقى العقلاء ينظرون بموضوعية لتفوق فريق وإخفاق آخر ويربطونها بأسباب منطقية بعيدًا عن شماعة «اللوبي» الذي لا وجود له إلا في أذهان المتعصبين، وعلى منصات التتويج نلتقي،