عيد الثقيل
الثلاثي يتآمر ضد الاتحاد
2025-11-27
يمر نادي الاتحاد بمرحلة غريبة، فبدل أن تتكاتف الأصوات من أجل إنقاذ الفريق وتهدئة الأجواء، تحولت بعض المنابر الإعلامية الاتحادية ومعها فئة من الجماهير إلى ساحة انتقادات مفتوحة لا تُبقي ولا تذر. أي تعثر، مهما كان صغيرًا، يتحول فجأة إلى أزمة كبرى، وكأن النادي يعيش على حافة الانفجار.
المشكلة ليست في النقد ذاته، فالنقد مطلوب، بل ضرورة لأي نادٍ يبحث عن النجاح. لكن ما يحدث الآن تجاوز النقد إلى حالة أقرب للتصفية الشاملة: الإدارة متهمة، المدرب مشكوك فيه، واللاعبون يُوصفون بأنهم غير قادرين وغير جادين. وكأن الجميع داخل النادي جزء من مؤامرة لإسقاط الاتحاد، وليسوا أطرافًا يعملون ويجتهدون ويخطئون مثل أي فريق في العالم.
هذا الهجوم المتواصل خلق بيئة خانقة، لا تساعد على التطور ولا تمنح أي مساحة للعمل. فالمدرب لم يحصل على الوقت الكافي لتطبيق فكرته، والإدارة تتعامل مع ضغوط داخلية وخارجية غير مسبوقة، واللاعبون أصبحوا يلعبون تحت قناع الخوف من ردّات الفعل أكثر من لعبهم من أجل الفوز.
الأخطر أن هذه الموجة قد تتحول إلى أزمة حقيقية تهدد استقرار النادي على المدى البعيد. فالاتحاد تاريخيًا كان يتجاوز أزماته حين تتحد الأصوات خلفه، لا حين تتصارع عليه. أما ما نراه اليوم فهو حالة “تدمير ذاتي” لا تعكس حجم الاتحاد ولا قيمة تاريخه.
إن الفترة الحالية تتطلب هدوءًا، وصبرًا، ونقدًا مسؤولًا يفرّق بين الخطأ والتجريح، وبين المطالبة بالتصحيح والرغبة في إسقاط كل شيء. الاتحاد ليس بحاجة إلى مزيد من النار حوله، بل إلى من يطفئها، وإلى من يذكّر بأن الأندية الكبيرة تنهض بدعم جمهورها لا بخوف إدارتها ولا بإرباك لاعبيها.