في تشيلي.. الأخضر بين قمم الإنديز وأمواج المحيط

ملعب «فيسكال دي تالكا» في مدينة تالكا، جنوب تشيلي، خلال منافسات بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا (أسوشيتد برس)
الرياض ـ الرياضية 2025.10.02 | 06:38 pm

تقطن بعثة المنتخب السعودي تحت 20 عامًا لكرة القدم في تشيلي، مسرح كأس العالم للشباب، مدينةً تقع بين جبال الإنديز المهيبة شرقًا، والمحيط الهادئ غربًا.
ومدينة تالكا، التي تسكنها البعثة، يقع فيها ملعب «فيسكال دي تالكا» الذي استضاف مباراة الأخضر وكولومبيا ضمن أولى جولات المجموعة المونديالية السادسة، وسيحتضن أيضًا لقاء الصقور مع نيجيريا، صباح الجمعة بتوقيت الرياض، لحساب الجولة الثانية.
وتتوسَّط تالكا الدولة الأمريكية الجنوبية، ويتَّخذها إقليم ماولي عاصمةً له، وتبعد عن العاصمة سانتياجو نحو 250 كيلومترًا إلى الجنوب.
وعلى أرض هذه المدينة وُقِّعت وثيقة استقلال تشيلي عن إسبانيا عام 1818م، وبسببها اكتسبت رمزية وطنية وخصوصية تميّزها عن نظيراتها في البلد اللاتيني.
وتطلّ تالكا على نهر إقليم ماولي، الذي يثري طبيعتها ويُكسبها بيئة خصبة لزراعة أصناف متنوعة من الفواكه، ولا سيما العنب، أشهر منتجاتها، إلى جانب الحبوب والخضراوات.
ومن أشهر أطباقها «Chancho en Piedra»، الذي يُعدّ رمزًا للهوية الريفية في منطقة ماولي، ومدينة تالكا بالذات، وتشمل عناصره الطماطم والثوم والفلفل والكزبرة الخضراء، يُضاف إليها الملح وزيت الزيتون، وأحيانًا البصل وعصير الليمون، وتُطحن هذه المكونات يدويًّا باستخدام «هاون» من الحجر البركاني، حتى تصبح صلصة غنية القوام، وتُقدم على المائدة مع خبز تشيلي طازج، أو تُستخدم بوصفها غموسًا إلى جانب اللحم المشوي.
ويكثر ظهور هذا الطبق الشعبي في المناسبات، والحفلات العائلية، ويُقدّم أحيانًا على موائد وجبة الإفطار.
والمدينة موطن لجامعة تالكا الحكومية، واسعة الشهرة هناك، وكذلك جامعة سانتو توماس، ومن أبرز معالمها أيضًا متحف أوهيمان، الذي يخلد ذكرى برناردو أوهيجينز، أحد أبطال الاستقلال.
وبفضل امتلاكها الينابيع الحارة «Termas de Quinamávida» و«Panimávida» يؤمها كثيرون من راغبي الاسترخاء النفسي والجسدي.
وتشمل وجهاتها المهمة أيضًا محمية «Altos de Lircay» لمحبي التنزُّه، والمناظر الجبلية، والطيور النادرة، فضلًا عن قرية «Constitución» على المحيط الهادئ، المشهورة بشواطئها ومنحدراتها البحرية الخلابة.
ويسكن في المدينة ما يزيد عن 200 ألف نسمة عانت منازل أغلبيتهم من الزلزال المدمّر الذي ضرب تشيلي 27 فبراير 2010، وبلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر، وأودى بحياة أكثر من 520 شخصًا بطول البلاد.
وتأثر بالزلزال 80 في المئة من مساكن أهالي تالكا، ومع ذلك لم تسجّل المدينة خسائر بشرية كبيرة، بفضل بعدها نسبيًّا عن الساحل، فلم تتضرر مباشرة من التسونامي.
وتتميز المدينة بمناخ متوسطي، حار وجاف صيفًا، وبارد وممطر شتاءً.
واشتُقَّ اسم «تالكا» من لغة شعب المايوتشي، وهم السكان الأصليون في جنوب تشيلي والأرجنتين، ويُعتقد أنه يعني «الرعد» أو «الأرض العالية».
وبعد مباراة المنتخب السعودي مع نيجيريا، ستتحول بعثة الصقور إلى مدينة رانكاجوا، عاصمة إقليم أوهيجينز، البعيدة عن تالكا بنحو 220 كيلومترًا، من أجل مواجهة النرويج، على أرضها، في ختام جولات المجموعة.