تفتَّقت المواهب الكروية للصبي النيجيري طاهر مايجانا داخل معسكر للنازحين، فرَّت إليه عائلته هربًا من حوادث العنف والنزاع مع المتمردين في مدينة مايدوجوري، عاصمة ولاية بورنو، شمال شرقي بلاده.
وفي هذه المعسكرات، التي ترتبط عادةً بخيامٍ مرقَّعةٍ، وطوابيرَ بشريةٍ طويلةٍ، تنتظر الخبز، وأمَّهاتٍ يُطفئن دموع أطفالهن، ووجوهٍ منهكةٍ مغبَّرةٍ، يصعب تطوير موهبة صبي لا يملك سوى الركض مع أقرانه في العراء خلف كرةٍ مهترئةٍ، ومع ذلك تمسَّك طاهر بحلمه، واغتنم الفرصة حين واتته لينتقل إلى العاصمة أبوجا عبر بوابة نادي وايرلس إف سي.
وهذا النادي ليس على خارطة الدوري النيجيري الممتاز، ولا الدرجة الثانية، ولا أي قسمٍ في الهرم الكروي هناك، ويختصُّ فقط بتطوير المواهب الشابة، وفتح نافذةٍ لهم على خطوةٍ أكبر.
وداخل وايرلس إف سي، لفت الأنظار «بفضل براعته في اللعب بقدمه اليسرى، وإبداعه، ورؤيته التكتيكية على أرض الملعب» وفق تقريرٍ سابقٍ لموقع «Sports Brief NG» النيجيري.
وقبل كأس الأمم الإفريقية للشباب، التي استضافتها مصر بين 27 أبريل و18 مايو الماضيين، قرَّر عليّو زبيرو، مدرب المنتخب النيجيري تحت 20 عامًا، ضمَّه إلى القائمة المستدعاة للبطولة.
ووقتها، قال مصدرٌ من نادي وايرلس إف سي لموقع «Sports Brief NG»: «قصّة طاهر منارةُ أملٍ».
وأضاف: «إنَّه ليس موهوبًا فحسب، بل ويتمتَّع أيضًا بقوةٍ ذهنيةٍ شديدةٍ، وطموحٍ، ويلعب بقلبٍ كبيرٍ. لقد استحقَّ هذه الفرصة بجدارةٍ».
وتابع: «إن رحلته من مخيمٍ للنازحين إلى المنتخب الوطني، تُظهِرُ ما يمكن تحقيقه بالإيمان والعمل الجاد والفرصة. نحن فخورون بكوننا جزءًا من نموه».
وشارك الجناح، البالغ من العمر 17 عامًا، في جميع مباريات «النسور» ضمن البطولة القارية، واحتفل مع زملائه بتحقيق برونزيتها بعد الفوز على مصر بركلات الترجيح في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث.
وتواصل استدعاء اللاعب بعد البطولة، واختير ضمن القائمة التي تخوض في تشيلي حاليًّا منافسات كأس العالم للمنتخبات تحت 20 عامًا.
وشارك النيجيري، الذي يُقدِّر موقع «ترانسفير ماركت» طول قامته بـ 167 سم، أساسيًّا أمام النرويج في أولى جولات المجموعة المونديالية السادسة. وخسر المنتخب الإفريقي اللقاء بهدفٍ دون ردٍّ.
وينتظر الجناح مواجهة المنتخب السعودي، صباح الجمعة، ضمن الجولة الثانية، طامحًا إلى وضع بصمةٍ، تفتح باب الأمل أمام تأهل «النسور» إلى الدور الثاني.