خالد الشايع
كونسيساو.. ترقب مصير نونو وبلان
2025-10-29
حالة من النشوة العارمة عاشها الاتحاديون بعد الفوز المهم على النصر في ثمن نهائي كأس الملك وتأهلهم للدور ربع النهائي لمواجهة الشباب، وهو أمر مهم بلا شك، ولكن المبالغة في الثناء على المدرب ولاعبيه، كان لافتًا للنظر.
بعد الفوز المثير تحول البرتغالي كونسيساو لبطل قومي في نظر الاتحاديين، وبات المدرب الداهية وضالة الجمهور، والرجل الذي غيّر شكل الفريق، حسنًا، هو فوز واحد، وربما بعد مباريات قليلة يتم نقله للخانة المقابلة، تمامًا كما كان الحال مع البرتغالي نونو سانتو والفرنسي لوران بلان اللذين أعادا الاتحاد للفوز ببطولة الدوري، ثم تحولا من بطلين إلى أشباه مدربين لا يمكنه الإبقاء عليهما.
‏من شاهد المباراة بعين ناقدة، يعرف أن الاتحاد فاز ليس لأنه كان الفريق الأفضل، ولكن لأن النصر كان أسوأ منه، فالفريق لعب المباراة بالكامل تقريبًا وهو يستقبل اللعب وتحمل مدافعوه العبء الأكبر، واستفاد من هفوات دفاعية نصراوية فادحة وسجل هدفين، ثم لاذ للدفاع، خاصةً بعد أن تعرض لحالة طرد، صمد اللاعبون الذين لعبوا بروح قتالية عالية، وساعدهم كثيرًا توهان لاعبي النصر وخاصةً البرتغالي رونالدو والفرنسي كومان، اللذين تسابقا في إهدار الفرص السهلة، إحصاءات المباراة تؤكد أن النصر كان الطرف الأعلى كعبًا، وأن الاتحاد تفوق فقط في الحالة الدفاعية، مباراة كاملة كان اللعب فيها على باب واحد، كان باب الاتحاد!
حسنًا، المهم في مباريات الكؤوس النتيجة هي ما يهم، وهذا ما تحقق للاتحاد، ولكن هذا لا يعني أن كونسيساو نجح بامتياز، بالكاد نجح بالعلامة التي تؤهله للنجاح، وبدرجة مقبول، الفوز يجب ألا ينسي الاتحاديين أن الفريق قدم مباراة سيئة تكتيكيًا، وكان يمكن أن يخسر بنتيجة كبيرة، لو كان كومان وفيليش ورونالدو في حضور أفضل، فازوا لأن لاعبي النصر أهدروا فرصًا لا يمكن أن تُهدر في الوضع الطبيعي.

الفوز يجب ألا ينسي الاتحاديين أن الفريق كان سيئًا، وأنه خسر قبل أيام أمام الهلال مستوى ونتيجة، وضع الفريق في الدوري لا يبشر بالكثير، وفرصه في الاستمرار في كأس الملك قد لا تكون وافرة إذا لم يتغير الفريق بشكل حقيقي فنيًا، لاعبو الاتحاد وخاصةً بنزيما وبيرجوين يحتاجون لإعادة النظر في مستوياتهم وبذل المزيد من الجهد داخل الملعب، الفريق يعاني دفاعيًا، وفي الوسط، في فترات كثيرة يكون الفرنسي كانتي هو الوحيد الذي يتحمل كل شيء، وهذا لا يمكن أن يستمر طوال الموسم.
الثناء المبالغ فيه قد يكون سلاحًا عكسيًا في المباراة القادمة، الاتحادي البسيط يعرف ذلك جيدًا، فذات الكلام الذي يقال حاليًا عن كونسيساو قيل عن نونو وجاريدو وبلان، وفي نهاية المطاف تم طردهم.
الاتحاد أكثر نادٍ في دوري المحترفين تعود على تغيير المدربين، 26 مدربًا قادوا الفريق في دوري المحترفين، بعضهم عاد أكثر من مرة، تغيير المدربين في النادي أسهل من تغيير ألوان القميص، وبالتالي عندما يتم الإشادة بالمدرب فهذا لا يعني أنه سيستمر طويلًا، النظر للأمور بمنطقية وواقعية هو ما سيقود إلى عودة الاتحاد للطريق الصحيح، أما المبالغة والإشادة فلن تكفي، الفريق يحتاج لأكثر من الفوز على النصر!