عبد العزيز المريسل
سامي الجابر يحارب الهلال!!
2025-11-02
ـ تعلَّمت في حياتي الإعلامية التي مضى منها أكثر من 25 عامًا بأن الآلة الإعلامية الهلالية يمكن أن تضحي بكل شيءٍ في سبيل الهلال، فهي آلةٌ مفضوحةٌ جدًّا ومكشوفة. هذه الآلة في يومٍ ما هاجمت ماجد عبد الله حتى وهو مع المنتخب السعودي، وحتى وهو يحقق منجزًا شخصيًّا بوصفه عميدًا للاعبي القرن حينما ذكروا بأن اللاعبة «هايدي» هي التي تأتي في قمة العمادة، وليس ماجد! وأيضًا محمد نور وهو يمثِّل المنتخب السعودي، والهريفي، وغيرهم!
لكنْ أكثر هذه الحروب المكشوفة كان ما يمارس ضد أسامة هوساوي حينما كان يمثِّل الأهلي، واختلف الأمر بعد انتقاله للهلال! وكذلك الأمر مع محمد العويس الذي مورست عليه أنواع الهجوم الإعلامي كافة لدرجة أن مدرَّج الهلال في إحدى مباريات الهلال والأهلي كانوا خلف العويس يهاجمونه حتى برمي العصي! هذا الأمر تغيَّر، خاصَّةً أنه كان الحارس المزهرية، وبقدرة قادر تحوَّل لأفضل حارسٍ، لأنه انتقل لنادي الهلال!

ـ مثل هذه الأمور مألوفةٌ لدي ولدى الشارع الرياضي، وقد تعوَّدنا عليها من تلك الآلة الإعلامية، لكنني لم أتصوَّر أن يأتي اليوم الذي تقوم فيه بالهجوم على سامي الجابر لمجرد أنه يطرح طرحًا إعلاميًّا، ويرى فيه أن إنزاجي لا يناسب الهلال بوصفه مدربًا، ولا الهوية الهجومية التي عُرفت عن الهلال طوال عقودٍ.

ـ وصل الأمر لأن يُتَّهم سامي الجابر بمحاربة الهلال، وقد أعلنوا ذلك لوجود خلافٍ سابقٍ بينه وبين رئيس النادي الحالي الأمير نواف بن سعد، بل ويتم تصويره للمدرَّج الهلالي بأنه «مشخصن» من الطراز الأول في إشارةٍ إلى أن الهلال لا يهمه!

ـ ما يزعجني في هذا الأمر هو أن هناك تضليلًا يُمارس حتى ضد واحدٍ من أهم أساطير الهلال الذي ترعرع في الفئات السنية بالنادي، وحقق إنجازاتٍ كثيرةً لدرجة أنه تم تصنيفه أفضل أسطورةٍ مرَّ في تاريخ الهلال «قبل أن يتم تصنيف سالم الدوسري بذلك». هذه الأسطورة حققت إنجازاتٍ حتى على الصعيد الإداري، بل إن المنصف يعلم أن ما حققه فهد بن نافل بوصفه رئيسًا، يعود للمنظومة الفنية التي صنعها سامي الجابر موسم 2018ـ2019 حينما تولى مسؤولية رئاسة الهلال، إذ كانت اختياراته وراء تحقيق الأزرق إنجازاتٍ لم يسبق أن تحققت.

ـ كل هذا انعدم لأن سامي الجابر يريد الهلال الذي يعرفه بوصفه فريقًا هجوميًّا مخيفًا، يعتمد على الضغط الهجومي من البداية للنهاية، وعن طريقه ينجح في كثيرٍ من الأحيان بتحقيق ما يريده من المباراة بسبب الزخم الهجومي الهائل.

ـ كل هذا التهميش لسامي الجابر وكل هذا الاتهام لأنه يعشق الهلال ويغار عليه، ويريده فريقًا هجوميًّا يُرضي غروره، وهو حقٌّ أصيلٌ للاعبٍ وإداري ورئيس سابقٍ، يُصنَّف الأول على مستوى الهلال كأسطورةٍ.

ـ أقول أزعجني التضليل، لأن سامي الجابر كان له رأي واضحٌ وصريحٌ قبل أن يتعاقد الهلال مع إنزاجي، بل قبل أن يقرِّر فهد بن نافل عدم ترشيح نفسه لفترةٍ رئاسيةٍ جديدةٍ من عدمها، بل حتى قبل نهاية الموسم الرياضي الماضي، بل الأمرُّ والأدهى أن هذا الرأي قبل نهاية الدوري الإيطالي، وقبل إقامة نهائي دوري أبطال أوروبا الذي جمع باريس سان جيرمان بإنتر ميلان، وتلقَّى فيه إنزاجي أكبر خسارةٍ في تاريخ نهائي البطولة 5ـ0.

ـ كل هذا، ووقتها لم يكن الأمير نواف بن سعد يُطرح اسمه أبدًا بديلًا ولا حتى بنسبة 1%، لأن فهد بن نافل كان من الممكن أن يستمر، ولم يقرر بعد عدم الاستمرار، فكيف يكون «مشخصن» ضد الهلال وهو يتحدث بهذا الرأي، والموسم الماضي لم ينتهِ بعد!؟

# حزينٌ لما يحدث لدينا في الوسط الرياضي، خاصَّةً أنه يتعلَّق بنادٍ كبيرٍ مثل الهلال، فالجحود والنكران لمَن خدم الكيان تكرَّر، واليوم يحدث مع أهم أسطورةٍ في تاريخ الهلال.