خالد الربيعان
الهلال.. «ناس»
2025-11-02
إطلاق طائرة نادي الهلال من شركة ناس للطيران ليس مجرد حدث إعلاني، بل لحظة تعبّر عن التحوّل الكبير الذي تعيشه الرياضة السعودية في عصر الرؤية. طائرة الهلال ليست وسيلة نقل، بل إعلان في السماء عن هوية وطنية، عن نادٍ تجاوز حدوده المحلية ليصبح علامة عالمية وسفيرًا للسعودية في كل الأجواء.
الهلال الذي صعد منصات القارة ورفع الكؤوس في آسيا وأصبح حديث العالم بإنجازاته ككيان، أصبح اليوم يحلّق فعليًا فوقها، يحمل معه تاريخه وجماهيره وصورته التي تشبه السعودية في طموحها واتساع أفقها.
شركة ناس للطيران بدورها أثبتت أنها تفهم لغة المرحلة، فهي لا تبحث عن شعار على قميص، بل عن شراكة تحمل معنى، عن قصة وطن تُروى في السماء.
اختيارها للهلال لم يكن مصادفة، فالهلال هو النادي الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، بين الشعبية المحلية والانتشار الدولي، وهو الكيان الذي يمثل نموذج «العلامة السعودية العالمية» التي يحلم بها الرؤية. ومع ناس، يصبح الهلال ليس فقط فريقًا يحقق البطولات، بل واجهة وطنية تُمثل السعودية الحديثة التي صورت نفسها بأنها واثقة، منفتحة، وذكية في تسويق قوتها الناعمة.
هذه الخطوة تضع الهلال في مصاف الأندية الأولى في آسيا والشرق الأوسط بل والوحيد، وانضم إلى الأندية العالمية التي سبقت في هذا المجال، فمانشستر سيتي ارتبط اسمه بالاتحاد للطيران حتى أصبحت الطائرة والملعب يحملان العلامة نفسها، وريال مدريد جعل من طيران الإمارات جزءًا من هويته التجارية، وباريس سان جيرمان حلّق مع الخطوط القطرية ليصدّر للعالم صورة عن دولة تستخدم الرياضة كأداة للتواصل والتأثير. بل إن أندية مثل بايرن ميونيخ وبالميراس البرازيلي تمتلك طائرات تحمل ألوانها، لتسهّل سفر الفريق وتمنح الجماهير رمزًا يفتخرون به في كل مطار.
لكن ما يميز التجربة السعودية أنها ليست تقليدًا، بل امتدادًا لفكرٍ وطني يرى في كل قطاع فرصة للتكامل. فالهلال وناس لا يمثلان كيانين منفصلين، بل وجهين لقصة واحدة عنوانها السعودية تحلّق. طائرة الهلال ستنقل اللاعبين إلى البطولات، لكنها في كل رحلة ستنقل أيضًا رسالة وطنية عن بلد يبني اقتصاده على الفكر والإبداع، ويحوّل الرياضة إلى لغة تواصل عالمية.
إنها لحظة فخر لكل سعودي يرى شعاره في السماء، ولحظة وعي جديدة في تسويق الرياضة بوصفها صناعة متكاملة. الهلال لا يسير على الأرض فقط، بل يطير برؤية وطنية تدرك أن العظمة ليست في الفوز وحده، بل في الطريقة التي تُروى بها القصة. ومع ناس، كُتب فصل جديد من قصة الهلال.. قصة تقول للعالم إن السعودية لا تكتفي بالمشاركة في المشهد الرياضي العالمي، بل تصنعه وتحلّق فوقه.