نحت العظام.. حرفة عُمانية نادرة في «بنان»
قبل 16 عامًا، قرر العُمانيون إحياء حرفة تقليدية نادرة، تتمثل بالنحت على عظام الإبل، عبر إنشاء مركزٌ يهتم بهذه الحرفة وتطويرها، تم تدشينه رسميًا من قبل الهيئة العامة للصناعات الحرفية عام 2009، في بدية، إحدى ولايات السلطنة.
وخلال مشاركة أعمالها في معرض «بنان 3» المنظم من قبل هيئة التراث السعودية، في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، في الرياض العاصمة، كشفت لـ«الرياضية» سنيدة الحجري، الحرفية العمانية، عن كواليس إنشاء المركز، قائلة :«جاءت فكرة إنشاء المركز بعد دراسة للمهارات الحرفية المتوارثة في بعض الولايات العُمانية، خاصة في المناطق التي تشتهر بتربية الإبل والمواشي، إذ يتوفر العظم الطبيعي كمادة خام، ولاحظت الهيئة وجود اهتمام من بعض الحرفيين المتمرسين في نحت العظام، لكنهم يفتقرون إلى الدعم المؤسسي والتقني».
وأوضحت الحرفية العمانية، وإحدى منسوبات المركز أن الهدف الجوهري من مبادرة إنشاء مركز يهتم في النحت على العظام، هو حفظ هذه المهارة من الاندثار، ونقلها للأجيال الجديدة، وتطويرها بأساليب حديثة، إضافة إلى توفير مركز متخصص يضم أدوات وتقنيات تدعم الحرفيين.
وأشارت سنيدة إلى أن المركز أسهم في تدريب عدد من الحرفيين العمانيين، وتطوير تصاميم مستوحاة من البيئة المحليّة، وفتح المجال لتسويق هذه المنتجات محليًا وخارجيًا، وذلك من خلال تنظيمه ورش عمل، بمعدات متخصصة، في قاعات تدريب ملائمة، بجانب معرض دائم لمنتجات الحرفيين.
وأكدت الحرفية العمانية أن انضمامها إلى المركز يُعد استثمارًا حقيقيًا في الموهبة التي تحبها، بعدما أنجزت عددًا من الأعمال الخاصة بالنحت على عظام الإبل، كان أهمها، «مجسم شطرنج تراثي لعُمان القديمة» استغرق تنفيذه قُرابة الـ49 يومًا، من العمل المتواصل، بين التصميم والحفر والسنفرة والتشطيب، وتم بيعه في معرض دولي بـ 120 ريالًا عمانيًا، «1.170 ريالًا سعوديًا».
وعن تأثير عمر الناقة على العظام المستخدمة في النحت، أضافت سنيدة :«عمر الناقة له تأثير كبير، فكلما كانت أكبر عمرًا، كانت عظامها أكثر كثافة وأقوى، ما يجعلها مناسبة لأعمال النحت الدقيقة والكبيرة، أما العظام الصغيرة أو الرقيقة فتُستخدم عادة في الزخارف الخفيفة أو القطع الصغيرة».
وأبعدت الظروف العائلية، والالتزامات الشخصية الحرفية العمانية، من الحضور شخصيًا في معرض «بنان 3»، لكن أعمالها لم تغب، إذ تعرض في الركن العُماني المشارك في جناح السدو والمشغولات اليدوية، في المعرض المستمرة أعماله حتى 26 نوفمبر الجاري.
ويشهد معرض «بنان 3» في نسخته الجارية مشاركة دولية واسعة تضم 40 دولة، إضافة إلى أكثر من 20 شريكًا، و400 حرفي.
وﻳﻬﺪف اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺤﺮف اليدوية «بنان 3» إلى تسليط الضوء على الحرف اليدوية المحليّة، والدولية، بالتزامن مع عام الحرف اليدوية 2025، إلى جانب دعم وتمكين الحرفيين في مختلف المجالات، وتوفير منصة دولية تحتضن أعمالهم وتمكنهم من استثمار مهارتهم.
وتحلّ جمهورية الصين الشعبية، ضيف شرف، في النسخة الثالثة من المعرض، عبر مشاركة نوعية تستعرض خلالها عددًا من تجاربها الحرفية، بما يُسهم في تعزيز التبادل الثقافي، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.