أحمد الحامد⁩
كريستيانو رونالدو.. أسطورتان
2025-11-24
كريستيانو رونالدو أسطورتان وليس أسطورة واحدة، كرويًا هو رونالدو ولا داعي للشرح، أما أسطورته الثانية فهي أن يكون بهذا المستوى وهو في الأربعين، في هذا العمر يا جماعة يصاب فيه الكثير من الرجال بأزمة الأربعين، يمرون بحالة نفسية صعبة، يشعرون بالتقدم بالعمر وضياع الأحلام، بينما يقول رونالدو: بالعكس.. الأربعون هو العمر الذي تسجل فيه هدفًا مقصيًّا!. وجدت نفسي أردد وأنا أشاهده يسجل هدفه الأخير: أخو الذين! قلتها معجبًا، وحافظًا سطرًا جديدًا في حكايته الملهمة عن العمر والإصرار، وتحقيق الأهداف، والوعي، والاهتمام الكامل والشامل بنعمة الموهبة. كثيرون جاؤوا عالم الكرة من ظروف عائلية واقتصادية صعبة، لكنهم لم يملكوا عقلية رونالدو المنضبطة للبقاء في مستوى مرتفع ثابت، ولم يتعاملوا مع الثروة المالية بهدوء وتوازن. رونالدو وبصورة رسمية رفع السن الافتراضي للاعبين في كرة القدم، شرط أن يكونوا منضبطين صحيًا كما يفعل هو، وفي هذا تحدٍ لا يخوضه ويستمر فيه إلا ذوو القلوب الحديدية. سمعت العديد من حكايات الانضباط التي يعيشها رونالدو، إحداها ما قاله مدافع مانشستر السابق باتريس إيفرا «كنا مدعوين للغداء عند كريستيانو رونالدو، بعد تناولنا للطعام وكنا نشعر بالثقل، قال رونالدو: ما رأيكم لو أجرينا بعض التمارين في حديقة المنزل؟ سألناه: هل أنت جاد فيما تقول؟ ثم وجدنا أنفسنا نتمرن في حديقة منزله». أعتقد أن صدقه في احترام موهبته أعطاه هذه القوة الذهنية للحفاظ على قوته البدنية، أما موهبته فلا شك أنها استثنائية، يكفي أن ثلاثة لاعبين من مانشستر بعد مباراتهم الودية مع سبورتينج البرتغالي ذهبوا مباشرة إلى مدربهم أليكس فيرجسون وقالوا له بصوت واحد: يجب أن توقع مع المراهق «كان عمر كريستيانو رونالدو 17 عامًا»، في تلك المباراة كان مدافع مانشستر «جون أوشيه» يلعب في الجانب الذي يلعب فيه رونالدو، أثناء اللعب اتصل فيرجسون برئيس النادي قائلًا له وبما معناه: عليك أن تأتي لتشاهد ما يفعله مراهق بجون أوشيه! نفس ذلك اللاعب ومنذ 23 عامًا وهو يفعل بحراس المرمى ما فعله بجون أوشيه.