عيد الثقيل
معارك العقيدي وسالم والأخضر
2025-12-04
في كل مرة يدخل فيها المنتخب السعودي معسكرًا مهمًا أو يستعد لاستحقاق قاري أو عالمي، يظهر على السطح ذات المشهد المكرر: تربص جماهيري بلاعبي الأخضر، قادمين من مختلف الأندية، وكأن كل اسم يستدعي معه معركة صغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. مشهد بات يؤثر في صورة المنتخب، ويعكس حالة انقسام لا تليق بمنتخب يعد من أبرز القوى الكروية في آسيا.
الهجوم على نواف العقيدي ـ على سبيل المثال ـ لا يأتي دائمًا من زاوية فنية أو تحليل واقعي، بل كثيرًا ما يرتبط بانتماءات الأندية. المدافعون عنه ينتظرون زلة من سالم الدوسري، والعكس صحيح. وكأن كل فئة تريد إثبات تفوق ناديها عبر تعظيم لاعب وتقليل آخر، ولو كان الثمن هو استقرار المنتخب وثقة لاعبيه.
هذا النوع من التربص يخلق بيئة ضغط غير صحية، ويجعل اللاعب يدخل معسكر الأخضر بقلق مضاعف: قلق من الخصم، وقلق من الجماهير التي يفترض أن تكون سندًا له. فالمنتخب ليس ساحة لتصفية الحسابات أو إثبات أفضلية شعارات الأندية، بل هو مظلة وطنية جامعة، يرتفع تحتها الجميع ويضعون ألوان أنديتهم خلف ظهورهم.
المؤسف أن هذه الحالة تتكرر رغم كل الإنجازات، ورغم تغير الأجيال، وكأننا أمام إرث سلبي يتجدد مع كل بطولة. المنتخبات القوية لا تنهض فقط بالعمل الفني، بل تحتاج أيضًا إلى وعي جماهيري يحمي لاعبيها من الضغط غير المبرر، ويدعمهم بكل قوة.
اليوم، والأخضر يخوض استحقاقات مهمة، يبقى السؤال إلى متى نظل نرى المنتخب رهينة شعارات الأندية؟ وإلى متى تستمر هذه الانقسامات التي لا تفيد أحدًا؟
المنتخب ليس ملكًا لجمهور نادٍ دون آخر، هو ملك وطن كامل، ومن أجله يجب أن تتوقف كل المعارك الجانبية، ليصبح التشجيع أخضر فقط، بلا ضجيج أصفر أو أزرق أو غيره.