أبو جزر.. مغامر أصبح ملهم الفلسطينيين

إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني الأول لكرة القدم (أرشيفية)
الرياض ـ الرياضية 2025.12.11 | 03:45 pm

لم يخطر في بال الفلسطيني إيهاب أبو جزر وقدماه تلامسان الكرة مع أقرانه أن موهبته التي انفجرت في عمر الـ15 عامًا ستتحول مع مرور الأيام إلى قصة ملهمة للأجيال في بلاده.
طرق أبو جزر أبواب نادي شباب رفح وهو فتى يافعًا ليتدرج في فئاته السنية وصولًا إلى الفريق الأول، ومنها تنقل بين العديد من الأندية قبل أن يعتزل الكرة ويتجه إلى مجال التدريب شأنه في ذلك شأن العديد من النجوم، ومنها بدأ مسيرة حافلة بالإنجازات بدأت فصولها مع منتخب بلاده خلال تصفيات كأس العالم 2026، وتواصلت في بطولة كأس العرب 2026 التي يطمح فيها إلى كتابة تاريخ جديد مع «الفدائي» حينما يواجه السعودية، الخميس، في الدور ربع النهائي.
وقبل اللقاء المرتقب مع الأخضر السعودي، قاد أبو جزر البالغ من العمر 45 عامًا المنتخب الفلسطيني إلى تأهل تاريخي في كأس العرب 2015 الجارية في قطر، وعلى الرغم من صعوبة المهمة، ففي مجموعة صعبة ضمت قطر «المستضيف» وتونس وسوريا إلا أنه كان في الموعد، وتصدر المجموعة بسجل خال من الخسارة.
ضرب المنتخب الفلسطيني تحت قيادة مدربه إيهاب أبو جزر بقوة في بداية مشواره بالبطولة العربية، عندما هزم «العنابي» وسط جماهيره بهدف نظيف، وبعدها فرض التعادل على تونس 2-2، قبل أن يخطف نقطة ثمينة بعد تعادله السلبي مع سوريا، ويعبر إلى الدور الثاني متصدرًا المجموعة برصيد 5 نقاط.
بدأ أبو جزر الذي تولى تدريب المنتخب الفلسطيني قبل عام وتحديدًا في الثالث من ديسمبر 2024 واثقًا من قدرة منتخبه على الوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة العربية، وعلى أن القرعة وضعته في مواجهة السعودية أو المغرب في ربع النهائي، إلا أنه أظهر حماسة كبيرة لمواجهة منتخبين على أعلى مستوى حسب تصريحاته الإعلامية: «السعودية والمغرب منتخبان قويان وعلى أعلى مستوى، ولكننا نملك لاعبين بإمكانات عالية، وجاهزون لمواجهة أي منتخب وسنقدم أقصى ما عندنا من أجل الفوز عليه».
وما بين الإنجاز التاريخي المتمثل في بلوغ ربع نهائي البطولة العربية، والتحدي المنتظر أمام الأخضر، عرفت مسيرة أبو جزر محطات مهمة سواء لاعبًا أو مدربًا، كانت بدايتها مع شباب رفح حيث أمضي معه سبعة أعوام من 1997 حتى 2014 تخللتها فترة إعارة لهلال القدس موسم 2009-2010، وبعدها مثل فريقي الأمعري وشباب السموع، قبل أن يعلق حذاءه، ويعتزل الكرة رسميًا عام 2017 بعد مسيرة حافلة دافع خلالها عن شعار منتخب بلاده في عدد من المباريات الدولية.
لم ينتظر إيهاب أبو جزر كثيرًا من الوقت بعد الاعتزال، وسرعان ما عاد إلى الملاعب، لكن هذه المرة مدربًا لفريق الأمعري، وبعدها تولى تدريب المنتخب الفلسطيني تحت 23 عامًا، قبل أن تشهد مسيرته تحولًا كبيرًا بتدريبه المنتخب الأول خلفًا للتونسي مكرم دبدوب.
وفي الملاعب القطرية، أصبح أبو جزر محط الأنظار بعدما وضع المنتخب الفلسطيني ضمن الثمانية الكبار ببطولة كأس العرب، وتحول إلى مصدر إلهام خصوصًا وأنه تولى المهمة في ظروف صعبة، إذ تعيش والدته وعائلته في مخيم للنازحين بغزة.