لانا يقود «نسور قاسيون» بـ«الخلطة»
نجح المنتخب السوري الأول لكرة القدم، في التأهل إلى ربع نهائي منافسات كأس العرب 2025 في قطر، بعد حلوله ثانيًا في المجموعة الأولى، بحصده 5 نقاط من فوز على تونس وتعادلين أمام قطر وفلسطين.
وظهر «نسور قاسيون» تحت قيادة الإسباني خوسيه لانا، بمستويات جيدة، حافظ خلالها على حضوره بين الكبار، بفضل عنصر الحسم الهجومي والصلابة الدفاعية.
بدأت رحلة تكوين منتخب سوريا الحالي في 2023، حين قرر الاتحاد المحلي، الاستعانة بالعنصر الأجنبي في الجهاز الفني، بعد تجربة محلية وصفت بـ«الفاشلة»، من خلال التعاقد مع الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي سبق له قيادة عدة منتخبات معروفة في المنطقة مثل مصر وأوزبكستان.
وتعاقد الاتحاد السوري قبل ذلك مع المدرب المحلي حسام السيد، إلا أنه رحل سريعًا بعد خسارة أول 6 مباريات، ليتم الاستعانة مرة أخرى بالمدرب الأجنبي، فبراير 2023.
أدار كوبر 13 مباراة لسوريا في كل المسابقات، حقق خلالها 4 انتصارات وتعادل 4 وخسر 5، وعلى الرغم من فشله في التأهل إلى مونديال 2026، إلا أن المدرب صنع أسلوبًا تكتيكيًا واضحًا للمنتخب السوري في مختلف المباريات القارية والدولية.
وأعلن الاتحاد السوري، نوفمبر 2024، تقديم هيكتور كوبر لاستقالته من منصبه بعد خسارة ثقيلة 0ـ5 من اليابان في التصفيات المؤهلة للمونديال وكأس آسيا 2027، حينها حلت سوريا ثالثًا في المجموعة التي ضمت اليابان، كوريا الشمالية، ميانمار، ليفشل في التأهل إلى مونديال 2026، ويكتفي بالحضور في التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا.
ولم تتوقف رحلة التطوير عند كوبر، إذ واصل الاتحاد السوري رهانه على المدربين الأجانب، ليتم التوقيع مع المدرب الإسباني خوسيه لانا، الذي وصل إلى دمشق رفقة الطاقم المساعد له، أغسطس 2024.
نجح لانا سريعًا في إضافة صبغة هجومية إلى طريقة لعب المنتخب السوري، بعد المبالغة الدفاعية تحت قيادة كوبر، وهو المدرب الذي يملك نجاحات كبيرة في ملاعب الناشئين والشباب في بلاده.
وسبق للمدرب لانا قيادة إسبانيا تحت 17 عامًا ثم منتخب تحت 19، وفاز معه ببطولة أوروبا للشباب 2024، ليكتفي بهذا القدر مع الفئات السنية قبل الموافقة على قيادة سوريا.
دخل لانا في تطوير سوريا، وأدار حتى الآن 15 مباراة، حقق خلالها 10 انتصارات وخسر 3 إضافة إلى تعادلين، وسجل لاعبوه 28 هدفًا، واستقبلت شباكهم 11 فقط.
وزادت الصلابة الدفاعية للنسور، من خلال استقبال أقل من هدف واحد في المباراة الواحدة، إضافة إلى تنوع أسلحة الهجوم بين العمق والأطراف، ليستعيد بريقه في هذا الموسم.
وقرر لانا بالتنسيق مع الاتحاد السوري، الاعتماد على المواهب السورية المحترفة في أوروبا، مع الاستعانة ببعض عناصر الخبرة التي تلعب في الدوريات العربية والمحلية، بهدف تكوين عناصر المنتخب الحالي الذي يشارك في كأس العرب.
وتعد السويد أكثر الدول التي هاجر إليها اللاعبون السوريون، خلال الأعوام الأخيرة، لذلك استعان المنتخب، بأكثر من لاعب محترف فيها، مثل أحمد فقا، «أيك سولنا»، وكل من سيمون أمين، وأنطونيو تينو لوكاس يعقوب، «أوربرو».
ولم يكتف لانا بذلك، بل استعان أيضًا بخدمات لاعب الوسط إلمار أبراهام «خوفدة»، ومحمد الصلخدي «فارنامو»، كما انضم إلياس هدايا، الحارس «ساندفيورد الدنماركي»، وآلان أوسي «دوديلانج الوكسمبورجي»، إذ لعب هؤلاء مع منتخب بلادهم فقط خلال موسمين، بعد استقرارهم في الملاعب الأوروبية.
وبخلاف المحترفين الأجانب، حافظ لانا أيضًا على عناصر الخبرة، بقيادة عمر خربين، «الوحدة الإماراتي»، ومحمود المواس «الشرطة العراقي»، ومحمد الحلاق «الفيصلي الأردني»، ومحمد عنز «العهد اللبناني»، وعبد الله الشامي «اليرموك الكويتي»، إذ لعب هؤلاء في مباريات عديدة مع سوريا.
ومع حضور المحترفين، انضم أيضًا أكثر من لاعب من الدوري المحلي إلى قائمة الإسباني لانا، مثل خالد الحجي ومكسيم صراف ومحمود نايف من «الكرامة»، وعبد الرزاق المحمد، أنس دهان، زكريا حنان، حسن دهان، وشاهر الشاكر «أهلي حلب» وخالد كردغلي «الوثبة » ومحمود الأسود «الكرامة».