خالد الشايع
لنعود لمجدنا، أعيدوا الكرة لأهلها
2025-12-17
لكي تعود الكرة السعودية لسابق عهدها، وتعود لتزعم القارة الآسيوية رياضيًا على مستوى المنتخبات، لا بد أن نقتنع أن لدينا مشكلة حقيقية في المواهب، وأيضًا من يقود تلك المواهب إن وجدت.

نعم ما قاله عبده عطيف صحيح، غالبية لاعبي المنتخب السعودي يفتقدون أساسيات الكرة، لا يستطيعون اللعب بالشكل الأمثل ولا يمكنهم أن ينفذوا الخطط الصعبة، لأن قدراتهم في التعامل مع الكرة محدودة، هم يعتمدون على الموهبة أكثر من المعرفة الكاملة بأصولها وخفاياها، عندما احترف أسامة هوساوي وهو قائد المنتخب السعودي في نادي أندرلخت البلجيكي لم ينجح في تجاوز أكثر من أشهر قليلة، ولم يلعب سوى مباراة وحيدة، قال مدرب الفريق البلجيكي إنه لا يملك أساسيات الكرة، ومثله كثير ممن يرتدي قميص المنتخب لا يملكون ذلك.

ليس اللاعبون فقط، معظم أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم لا علاقة لهم بكرة القدم، لم يمارسوها، لم يفهموا أسرارها، هم مسوقون لا أكثر، حتى العاملين في الرابطة، هم مسوقون، ومختصون في الدعاية أكثر من كرة القدم، لهذا لا يجد مانويل مدير إدارة المسابقات في رابطة دوري المحترفين مشكلة في ترحيل جولة كاملة لأكثر من شهرين بدلًا من إعادة ترتيب الجدول بما يحافظ على استمراريته، لأنهم فكروا في الخيار الأسهل دون اعتبار لعدالة المنافسة، لا يفكرون فيها لأنهم لا يفهمونها، ولا يفهمون أن تسلسل المباريات مهم لضمان العدالة.

غياب الممارسين عن المشهد هو ما قادنا لمشاهد عبثية تُصدر فيها لجنة الاستئناف قرارًا هامًا قبل المباراة النهائية لكأس السوبر بساعات قليلة، ويدخلنا في جدل كبير لم نخرج منه حتى اليوم، لو كان القائمون على الاستئناف يفهمون معنى الرياضة لفهموا أنه لا يمكن إصدار قرار مهم قبل النهائي، لعادوا ودرسوا قرارهم بشكل أدق، ولكنهم عملوا بما يفهمون وليس منها منافسات كرة القدم.

حسنًا إن عدنا قليلًا إلى الوراء ونتذكر متى كان المنتخب السعودي في أفضل حالاته بعد اعتزال جيله الذهبي في التسعينيات، كان في عام 2003 وحتى 2010 فاز بكأسي العرب والخليج، ووصل إلى نهائي كأس آسيا هزم اليابان وكوريا الجنوبية وكان قريبًا جدًا من التأهل لكأس العالم، ولكن ما حدث منذ ذلك الوقت أن أمورًا كثيرة اختلفت في بيئة اللاعب السعودي، تضخمت العقود حتى بلغت مستويات مجنونة، بالتالي فقد اللاعبون الرغبة في تطوير مستوياتهم، لأنهم بالفعل يحصلون على عشرات الملايين في العقد الواحد، لدرجة بات التعاقد مع لاعب بـ70 مليونًا أمرًا عاديًا، حتى وهو لاعب لا يملك أبجديات الكرة، قتل تضخم الرواتب الطموح لديهم، فركزوا أكثر على قصات الشعر، ومواقع التواصل الاجتماعي، بدلًا من الملعب.

نعم وجود عشرة لاعبين محترفين قد يؤثر على فرص اللاعب السعودي، ولكن لو كان اللاعب السعودي يتقاضى مبلغًا معقولًا لطور مستواه لكي يحصل على الفرصة، ويرفع من قيمته حتى لو في أندية أقل، ولكن إذا كان لاعبًا احتياطيًا يتقاضى سبعة ملايين سنويًا، فعن أي تطور سيبحث؟ وكيف تريد منه أن يعمل ليصل إلى أكثر من ذلك، فقد وصل إلى القمة وهو لا يعرف أساس اللعبة.
السؤال كيف يعيد من لا يعرف خفايا الكرة لاعبين يفتقدون لأساساتها إلى القمة؟ الجواب ببساطة، أعطوها لأهل الاختصاص.