نبيه ساعاتي
دقت ساعة التغيير
2025-12-17
ألم وحسرة وموعد جديد مع الإخفاقات، هذا هو حالنا مع منتخبنا لم يتبدل منذ سنوات طويلة، فالإخفاق أصبح رفيقًا لنا، والفشل بات ملازمًا لمشاركاتنا، ويبدو أننا لم نعد نكترث لذلك بدليل إننا لا نغير ولا نتغير.
المغرب بالصف الثاني تهزمنا، وفلسطين رغم ظروفها «توهقنا»، والأردن بغياب أبرز نجومها تخرجنا، هذه باختصار حصيلتنا في البطولة العربية، ذلك بفضل منظومة كروية فاشلة يجب أن ترحل غير مأسوف عليها، اتحاد كرة لا أعلم لماذا يتشبث بالكرسي رغم كل الإخفاقات؟ ولجان لا يبدو أنها تضع مصلحة الكرة نصب أعينها، ورابطة بلا عقاد نافع.
مدرب لا تكاد تظهر له لمسة فنية أو استراتيجية لعب واضحة أو حتى تغييرات مؤثرة تقلب موازين المباريات، الرجل تركنا ورحل، ولكنه صاحب حظوة لذلك أعدناه واصطحبناه إلى قرعة كأس العالم بطلب من رئيس الاتحاد الدولي ولربما الرئيس الأمريكي.
أما عن اللاعبين فحدث ولا حرج، لا إمكانيات ولا روح ولا حتى مبالاة، وهنا أتساءل لماذا لا يعمل بمبدأ الثواب والعقاب مع اللاعبين فعندما يصل الحال إلى اللامبالاة من الواجب أن تكون هناك مساءلة ومحاسبة، وإن كنت أؤمن بأن جودة وإمكانيات الكثير من لاعبي منتخبنا لا تسمح لهم بالإبداع، ولعل مقارنة سريعة بين عناصر منتخبنا عندما كان يحقق إنجازات وعناصر منتخبنا الحالي في كل المراكز بدءًا بالحراسة ومرورًا بالدفاع ثم الوسط ووصولًا إلى الهجوم تؤكد ذلك.
والحديث في هذا السياق يقودنا إلى مخرجات استراتيجيات وزارة الرياضة وأهمية إعادة تقييمها، فبواقعية هدفها مصلحة رياضة الوطن لا نرى أنها تسير في طريق يصل بها إلى تحقيق الأهداف التي شيدت من أجلها وأهمها صناعة النجوم وإبراز المواهب.
بتجرد هذا واقعنا، وأمامنا ستة أشهر لتصحيح المسار حتى لا نكون على موعد مع نتائج مؤلمة في كأس العالم، لذلك نأمل في اتخاذ إجراءات سريعة تبدأ بتكوين لجنة مستقلة تتولى إعداد المنتخب للمشاركة في كأس العالم، تزامنًا مع إقالة المدرب الفرنسي رينارد عاجلًا والبحث عن مدرب آخر، كما أرى أن الوقت قد حان لتنفيذ القرار الملكي الكريم والقاضي باستقطاب الكفاءات المتميزة لدعم رؤية المملكة 2030، في جانبها الرياضي وذلك من خلال تفعيل بند التجنيس للكفاءات الرياضية لتعزيز صفوف منتخبنا الوطني.
على أن يتم تاليًا فتح باب الترشح لانتخابات اتحاد الكرة تمتد لكل الجهات المعنية بكرة القدم السعودية من لجان وروابط، فالفكر القديم يجب أن يتبدل كليًا، لتأتي قيادات كروية متمرسة جديدة بأفكار مختلفة تواكب الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية بصفة عامة ورياضة كرة القدم على وجه الخصوص.