المنتدى السعودي للإعلام يفتح ملف «الاستثمار»
لن يثار النقاش في المنتدى السعودي للإعلام 2026، عن الاستثمار بوصفه شعارًا وإنما بوصفه اختبارًا عمليًّا: كيف تُصنع الجدوى؟ وكيف تُقرأ الأسواق؟ ففي جلستين تلتقيان على الخيط نفسه، الأولى «الاستثمار الإعلامي: من المبادرات إلى العوائد» تضع الاستثمار تحت مجهر القياس من حيث أنه مشروعٌ يستحق التمويل، ودورٌ واضح ضمن برامج الرؤية، وعائدٌ اقتصادي واجتماعي له مؤشرات، والثانية «الاستثمار في الإعلام: إلى أين تتجه الأسواق؟» تلتقط نبض الصناعة عبر الاتجاهات الحديثة، والأسواق الواعدة، والتحديات المباشرة، والرؤى، التي تقود إلى القرار، وبين الجلستين تتشكل خريطة واحدة: استثمار يعرف أين يبدأ.. وأين يجب أن يصل.
في الجلسة الأولى «الاستثمار الإعلامي: من المبادرات إلى العوائد»، يتقدّم محور جدوى الاستثمار في المشاريع الإعلامية بوصفه نقطة البدء لأي نقاش، يركز الحديث هنا على طرح الأسئلة الحاسمة، التي تسبق التمويل: ما طبيعة المشروع الإعلامي؟ كيف تُبنى جدواه؟ وما الذي يجعل استدامته ممكنة؟ ومن هذا المدخل تتجه الجلسة إلى تأكيد أن الجدوى لا تنفصل عن وضوح الأهداف وخطة التشغيل وقدرة المشروع على خلق قيمة مضافة تتجاوز الشكل إلى المضمون.
وتنتقل الجلسة إلى محور دور الإعلام ضمن برامج الرؤية الوطنية، حيث تُحلَّل مكانة الإعلام كقطاع متداخل مع التحول الوطني، وهذا المحور يضع الاستثمار في الإعلام في سياقه العملي من حيث الإعلام كمنصة للأثر، وكمنظومة تحتاج إلى التخطيط، وإلى مشاريع تتناغم مع برامج الرؤية، وهنا تظهر أهمية ربط المبادرات بقدرتها على التحول إلى منتجات أو خدمات إعلامية قابلة للنمو، مع مراعاة أن الاستثمار يراهن على الاستمرارية وعلى بناء جمهور، وعلى تقديم محتوى أو خدمات تعزّز القيمة الاقتصادية والاجتماعية.
ويحسم محور قياس العوائد الاقتصادية والاجتماعية منطقة الرماد بين الفكرة والنتيجة، فقياس العوائد لا يقتصر على الإيرادات المباشرة، بل يمتد إلى قراءة الأثر الاجتماعي بوصفه مكوّنًا من مكوّنات العائد، فالجلسة تعالج فكرة القياس بوصفها منظومة تتطلب مؤشرات واضحة، ومعايير تُستخدم في التقييم، وآليات متابعة تمنح الاستثمار معنى قابلًا للمراجعة والتطوير، ومن هنا يصبح الحديث عن العوائد لغة عملية، تتقدم على العبارات العامة، وتضع المشروع أمام اختبار يمكن تكراره ومقارنته.
وتُختتم محاور الجلسة الأولى ببوابة تطبيقية عبر نماذج استثمارية ناجحة في الإعلام. هذا المحور يركز على إبراز نماذج النجاح بوصفها خبرات تراكمية يمكن الاستفادة من منطقها، وطريقة بنائها، وكيفية تحويل المبادرة إلى عائد، ووجود النماذج في النقاش يمنح الجلسة بعدًا واقعيًّا، ويقدّم أمثلة على أن الاستثمار في الإعلام ينتج قصص نجاح عندما تتكامل الجدوى، والدور، والقياس، والقدرة على التنفيذ.
أما الجلسة الثانية «الاستثمار في الإعلام: إلى أين تتجه الأسواق؟» فتوسّع العدسة إلى المشهد العام، والبداية مع الاتجاهات الحديثة في الاستثمار الإعلامي، حيث تركز الجلسة على فهم التحولات، التي تعيد تشكيل الصناعة، وكيف يقرأ المستثمرون التغيّر في أنماط الإنتاج والاستهلاك، وهذا المحور يتعامل مع الاتجاهات بوصفها مؤشرات سوق، تساعد على توقع المسارات القادمة وتحديد أين تتجه شهية الاستثمار داخل قطاع الإعلام.