2011-08-17 | 18:00

الرياضية تكشف تفاصيل التحقيق في أول قضية رشوة في تاريخ كرة القدم السعودية

مشاركة الخبر      

في تطور سريع للقضية الأولى من نوعها في تاريخ كرة القدم السعودية والتي تشكل اليوم قضية رأي عام بعد أن كشف عدد من وسائل الإعلام التسجيلات الصوتية التي تروي قصة الرشوة والتي كشفت أن مصدرها عضو شرف في نادي الوحدة حاول رشوة حارس فريق نادي نجران جابر العامري عن طريق اللاعب تركي الثقفي ووسيط آخر اسمه مهند وتورطت أسماء إدارية في نادي الوحدة حسب التسجيل الصوتي بالوعد بانتقال حارس نجران للعب لنادي الوحدة الموسم المقبل حيث كشفت التحقيقات مع عدد من الأطراف بعضا من الأمور التي حصلت «الرياضية» عليها في ظل أن نتيجة المباراة التي انتهت بنتيجة كبيرة لمصلحة الوحدة قوامها 5 أهداف مقابل هدف واحد لفريق نجران.


وكانـــــــت أول التطــورات للشـــكوى المقدمة من رئيس نادي نجــران مصلــــح مسلم ضد اللاعب تركي الثقفي برشوة أو محاولة رشوة حارس فريق نادي نجران جابر العامري قيام الاتحاد السعودي لكرة القدم برفع القضية بكامل أوراقها والتحقيقات التي تمت لهيئة التحقيق والادعاء العام والتي تعد أول قضية رشوة يعلن عنها وتفتح التحقيقات فيها في تاريخ كرة القدم السعودية ويعلــــن بذلك الاتحاد السعودي لكرة القدم تحول القضية من رياضية لتصبح قضية رياضية وجنائية سيطبق عليها العقوبات الرياضية والجنائية من خلال الحق العام حيث قرر مجلس إدارة الاتحاد في اجتماعه الأخير الذي عقد في جدة بتحويل القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام للمساعدة في التحقيقات.
حيـــث أوضـــح الاتحاد السعودي لكرة القدم في خطابة لهيئة التحقيق والادعاء العام بأن الأصل في القضايا الرياضية هي أن تنظر وتبحث في إطار المنظومـة الرياضيـــة ولكن وبسبب وجود بعض الشخصيات من خارج المنظومة الرياضية ومنهم مهند المهنا والذي أشير إليه بالوسيط في المحادثات الهاتفية المسجلة والتي أنكر حيثياتها اللاعب تركي الثقفي وادعي بأنها مفبركة أثناء التحقيقات معه من قبل أعضاء اللجنة القانونية وهو الأمر الذي يستدعي كشف وتحليل صوتي علي المكالمات المسجلة بالإضافة لوجود تحويلات مالية لم يتمكن الاتحاد السعودي من معرفة صحة تحويل المبالغ أو من قام بتحويلها.
وأكد اتحاد القدم بأن حيثيات القضية وعواملها تحتاج لإمكانيات واختصاص في البحث والتحري عن جريمة جنائية وهي الرشوة.
كما طالب اتحاد القدم في خطابة التعاون من قبل الهيئة التحقيق والادعاء العام في إجراء التحقيقات اللازمة للكشف عن الحقائق وفي حال وجود أو ثبوت التهمة علي بعض أو أي شخص أن يتم تطبيق العقوبة الجنائية بحقه كشأن عام في قضية الرشوة.
وأشار اتحاد القدم بأنه لن يكتفي بالعقوبة الجنائية بل أنه سيصدر العقوبات الرياضية والانضباطية وفق النظام الأساسي للاتحاد واللوائح المعمول بها. وأوضح اتحاد القدم بأنه تم استدعاء كل من وردت أسماؤهم من نادي الوحدة في التحقيقات التي تمت مع لاعبي فريق نادي نجران وكذلك لاعب النادي الأهلي تركي الثقفي المعار لنادي نجران باستثناء مدير فريق نادي الوحدة حاتم خيمي واللاعب نواف الصبحي. كما طلب اتحاد القدم بسرعة التحقيق وضرورة اتخاذ قرارات رياضية عقابية انضباطية قبل بداية الموسم.

بداية القضية
وكانت قضية الرشوة قد بدأت حينما أرسل رئيس ناد نجران مصلح مسلم خطاباً لامين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم يؤكد فيه بأن هناك عددا من اللاعبين تقدموا له بخطاب أفادوا فيه بأن اللاعب تركي الثقفي قام بتحريض الحارس الأساسي للفريق جابر العامري في التساهل والتواطؤ والحث على الخيانة أثناء إقامة مباراة فريقه مع نادي الوحدة بدوري زين السعودي يوم الجمعة 18ـ5ـ1432ه‍ عن طريق سماع المكالمة الهاتفية وشهادة الشهود على ذلك.
وذكر مصلح مسلم في خطابه بأن الحارس جابر العامري أصر أثناء التواجد في معسكر الفريق يوم الخميس 17ـ5ـ1432ه‍ على حرص هؤلاء اللاعبين على المكالمة ليكونوا شهوداً على الحادثة.
كما كشف خطاب رئيس نادي نجران بأن إيداع المبلغ في حساب حارس الفريق جابر العامري عن طريق شخص اسمه ( مهند ) والذي ذكر اسمه خلال المكالمة الهاتفية وان كل تلك الإفادات قد ابلغ بها اللاعب قبل المباراة مشيراً في ذات الخطاب بأنه سبق للنادي أن رفع لاتحاد القدم شكوى ضد اللاعب تركي الثقفي عن تصرفاته غير اللائقة تجاه اللاعبين والجهاز الفني والإداري وغيابه وعدم التزامه في المعسكرات وسوء سلوكه المستمر مطالباً في ختام خطابه اتخاذ اللازم حيال القضية ليكون اللاعب عبرة لأمثاله غير المخلصين والمسيئين والخائنين للرياضة السعودية بصفة خاصة.
خطاب رئيس نادي نجران كان مستنداً على خطاب وجهه اللاعب جابر العامري لرئيس نادي نجران أكد فيه أنه قبل المباراة الدورية مع نادي الوحدة بيوم واحد قام اللاعب تركي الثقفي بالاتصال به وعرض مبلغ 30 ألف ريال للاعب جابر العامري و30 ألف ريال أخرى لتركي الثقفي وذلك في حالة تساهله في مباراة الوحدة مؤكداً تركي الثقفي بأن تلك المبالغ مقدمة من عضو شرف وحداوي وكانت تلك المكالمة بحضور وشهادة اللاعبين ( صالح الدويس – ومحسن اليامي ) وذلك من خلال وضع الجوال على المايكروفون وقد سمعوا المكالمة.
وقال العامري في خطابه لرئيس نادي نجران «وقمت بعد ذلك بالاتصال برئيس النادي وإخباره بكافة التفاصيل الخاصة بالمكالمة الأولى وأن رئيس نادي نجران طلب من الجابري بأن يقوم بثلاثة أمور الأول مجاراته وإبداء الموافقة له وقبول الرشوة والثاني تسجيل المكالمة بالصوت لإدانته عند الجهات المختصة والثالث تحويل المبلغ على حساب الجابري إن أمكن.ويشير الجابري في خطابه بأنه قام هو واللاعب حسين هادي الحداد بتسجيل صوتي لتركي الثقفي فيه كافة التفاصيل من خلال مقطعين الأول مدته تسع دقائق والثاني مدته ثلاث دقائق وأنه بعد المباراة بيوم واحد تم أخذ الأذن من رئيس نادي نجران للاتصال باللاعب تركي الثقفي على شهادة وحضور اللاعبين كلاً من حسين هادي حداد وعبدالله حيدر وطلب من الثقفي تحويل المبلغ بالكامل وأن الثقفي قال له بالحرف الواحد ( أن الشخص الذي كان حلقة الوصل بين عضو شرف الوحدة وبين اللاعبين قد أخذ عمولته من العملية 5 آلاف ريال من حصة تركي الثقفي و5 آلاف أخرى من حصة اللاعب جابر العامري حيث أصبح صافي المبلغ 20 ألف ريال وأن تلك المكالمة كانت مسجلة بالكامل وبعد ثلاث ساعات من المكالمة حدث اتصال آخر من تركي الثقفي يبلغ فيه الجابري بأنه تم تحويل المبلغ على حساب الجابري وأنه تم تأكيد التحويل من خلال كشف الحساب حيث أن حيثيات خطاب الجابري شهد علية أربعة لاعبين صالح الدويس عبدالله آل حيدر وحسين حداد و محسن اليامي.
كما قدم اللاعبون الشهود خطاباً يؤكدون سماعهم للمكالمة لرئيس نادي نجران. حيث بدأ الاتحاد السعودي لكرة القدم دراسة ملف القضية قبل أن يتم استدعاء جميع من وردت أسماؤهم بالتحقيق.

تحقيقات اتحاد القدم
في التحقيقات التي تمت مع اللاعبين ومن تم استدعاؤهم من خلال تسجيل السؤال والإجابة بخط اليد لكل من تم استدعاؤهم والتي قام بها عدد من منسوبي الأمانة وأعضاء من اللجنة القانونية.
قال جابر العامري أثناء التحقيق معه ذكر قصة الاتصال به وعرض الرشوة من قبل تركي الثقفي إلا أن تلك التحقيقات كشفت بوعود لضمه لفريق الوحدة الموسم المقبل وأن التحويل كان عن طريق شخص اسمه مهند المهنا مشيراً الى انه كان يتردد عند تركي الثقفي في سكنه في نجران وأنه احد العاملين في النادي الأهلي كمنسق سفريات النادي الداخلية وفصل العامري الدفعات المالية التي حصل عليها من ناديه كما أوضح أن تسجيل المكالمات كان عن طريق جهاز الهاتف الخاص باللاعب حسين حداد وهو من قام بالاتفاق مع رئيس النادي وتفريغ التسجيل على القرص المدمج.
وكشف العامري بأن رئيس نادي نجران هو من طلب منه الظهور في الإعلام والحديث عن القضية وحول ما إن سبق تعرضه لمثل هذه الحالة ( رشوة ) كشف العامري في التحقيقات بأنه سبق أن تلقى مكالمة من أحد الأندية وهو نادي الرائد.
رئيس نادي نجران ومن خلال مجريات التحقيق كشف عن خلاف سابق بين اللاعب جابر العامري وتركي الثقفي وأنه حرصاً على عدم ظلم أحد فقد طلب من اللاعب تسجيل المكالمة مشيراً بأنه أبلغ أمير المنطقة بالحادثة كما كشف عن ذهاب اللاعب جابر العامري لمستشفى الصحة النفسية وان اللاعب بعد المباراة كان في حالة لا وعي وشبه غيبوبة حيث أعطي مسكنات وطلب من بعض اللاعبين مرافقته لفندق حياة نجران وكشف أيضاً بأنه وحسب معلوماته أن الشخص مهند المهنا هو الأخ غير الشقيق للاعب تركي الثقفي وأنه يقيم معه.
ورفض رئيس نادي نجران التوقيع على محضر التحقيق بحجة أن امين عام اتحاد القدم قال له بأن المطلوب منه إفادة وليس تحقيقا.
أما اللاعب تركي الثقفي والذي يعد محور القضية قال بأن الادعاء الوارد بحقه غير صحيح وان الهدف من ذلك تشويه سمعته كلاعب وعدم إعطائه باقي مقدم عقدة وأشياء أخرى لا يعلمها كاشفاً ان رئيس نادي نجران لم يف بوعوده للاعب في عقده الأول الذي أبرمه مع نادي نجران وذكر بأن عقده الثاني لم يتسلم منه سوى 250 ألف ريال وان لديه ثلاثة شهور متأخرة لم يستلمها وانه يطلب نادي نجران مبلغ يصل للألف ريال وانه هناك مبلغ وعد به خارج العقد وقدرة 100 ألف ريال.
وطالب الثقفي في التحقيقات التي أجريت معه الاستماع للشريط المسجل عليه وحدد أنه في الدقيقة الثالثة يوجد صوت ليس بصوته مطالباً إحالة الشريط للجهات المختصة لإثبات صحة وما ورد فيه نافياً في ذات الوقت معرفته بمهند المهنا وانه لا يعرف هذا الشخص.
وحول موضوع العقد الموعود به من نادي الوحدة قال الثقفي « ان اللاعب جابر العامري كان موعودا بعقد من نادي الوحدة من الموسم الماضي وانه تحدث معه العامري قبل مباراة الوحدة بيوم وذكر ان هناك شخصا سوف يتحدث معي على عقد مقدم لي من نادي الوحدة وطلب مني الحضور الى مكة مع جابر العامري بعد مباراة الوحدة على حسب رغبتنا أنا وجابر.
وطالب الثقفي في إفادة عبر التحقيق انه يطالب بإكمال كافة التحقيقات حتى يتم إظهار الحقيقة وإحالة المسئول عن هذا الأمر للقضاء لكشف الحقيقة كاملة وانه يتحفظ على التشهير به وباسمه واسم عائلته.
أما رئيس نادي الوحدة جمال التونسي فقد أنكر عبر التحقيقات أي علاقة أو معرفة له باللاعب تركي الثقفي أو مهند المهنا أو عضو شرف النادي الاهلي فهر الطيب ونافياً في ذات الوقت ان يكون لنادي الوحدة الرغبة في ضم تركي الثقفي أو جابر العامري معاتباً في نهاية التحقيق علي كيفية وصول معلومات القضية للإعلام رافضاً ان تكون لديه معلومات حول الأسباب التي أدت لاستقالة رئيس نادي نجران.
وفيما يخص علاء رواس فقد ابدي استغرابه بوجود اسمه في القضية وانه لم يطلب منه احد نقل اللاعب جابر العامري للوحدة نافياً ان تكون له علاقة بتركي الثقفي أو جابر العامري وانه كان بصدد كتابة تقرير عن تميز الحراسة في فريق الوحدة.
وحول كثرة انتقالات اللاعبين من الوحدة الى نجران قال بأنه لم يأت للنادي إلا منتصف الموسم.
أما عاطي الموركي فجميع إجاباته تميزت بأنه لا يعرف أياً من أطراف القضية لا تركي الثقفي ولا جابر العمري ولا نواف الصبحي ولا مهند المهنا ولا يعرف أحداً في نادي نجران وطالب في ختام التحقيق معه اعتباره جنديا يتمنى المساعدة لإظهار الحقيقة.
أما التحقيقات مع اللاعب عبدالله حيدر ومحمد النجراني فلم يكن فيها جديد فيما كانت مذكرة التحقيق مع اللاعب حسين حداد الأطول من بين كل التحقيقات حول كافة التفاصيل التي تخص ما قبل المباراة وبعدها والتسجيلات ونسخها وكيفية تسليمه لرئيس النادي والحالة الصحية التي مر بها اللاعب جابر العامري بعد نهاية مباراة الوحدة مشيراً بأنه لم يكن موجودا في المكالمة الأولى التي تلقاها اللاعب جابر العامري وكان حاضراً للمكالمة الثانية مؤكداً ان الشخص المتصل كان تركي الثقفي الذي وصف علاقته به بالسطحية إثناء التمارين فقط موضحاً بأن سبب الذهاب بجابر العامري للمستشفى بعد ان حاول إيذاء نفسه بالإضافة لسرد كامل المكالمة الثانية وكيفية نسخ ( CD ) وأنه لا يوجد سوى شريطين فقط تم تسليمها لرئيس نادي نجران.
والد تركي الثقفي استغرب من خلال برقية لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم استغرب بأن يطلق رئيس نجران العنان للسانه والتحدث اعلامياً وفي معظم البرامج ويتهم ابنه تركي الثقفي اتهامات خطيرة بالرشوة والتلاعب بالمباريات قبل ثبوت أي شيء وأنه كان الأصح أن يتبع القنوات الرسمية ليثبت ما يدعي وان المسيء يستحق العقوبة كائناً من كان وقال ان ما قام به رئيس نادي نجران اثر عليه خاصة وانه رجل تربوي ومديراً لإحدى المدارس في محافظة جدة وأنه أساء لسمعته وسمعة أسرته وطالب من الاتحاد السعودي لكرة القدم انصافة في هذا الشأن.

العقوبات الرياضية
من خلال اللائحة الجديدة للانضباط المتوقع اعتمادها والمتطابقة مع اللائحة الدولية فإن قضية الرشوة في حال ثبوتها على نادي الوحدة أو أياً من الأشخاص فإن العقوبة المالية قد تصل لمليون ريال على كل من يقدم أو يعد بمنح مصلحة غير مبررة لهيئة بالاتحاد أو مسئول بالمباراة أو لاعب أو مسئول بنفسه أو بالنيابة عن طرف آخر لحضه على مخالفة لوائــح الاتحـــاد يعاقــب والحرمان من المشاركة في أي نشاط يتعلـــق بكـــرة القـــدم مصادرة الأصول المستخدمة في ارتكــــــاب المخالفــــــة وتستخدم في برامــج تطوير كرة القدم. وهذا يعني أن كل المتورطين في قضية الرشوة في حال ثبوتها فإنهم أمام عقوبات قوية وشديدة بخلاف الأحكام الجنائية التي ستصدر في الحق العام من تثبت بهم القضية بعد التحقيق معهم من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام والتي تشمل السجن والجلد والغرامة المالية.