الأهلي 2013 ـ 2014 موسم للنسيان

لم يكن الموسم الماضي بالنسبة لجماهير الأهلي إلا موسماً للنسيان بعد أن خرج الفريق من كل البطولات المحلية خالي الوفاض بعد أن ودع البطولة الآسيوية مبكراً في النسخة الماضية وربما كان كثيرون من محبي الأهلي يعقدون الآمال على تحقيق الفريق لبطولة أو أكثر في الموسم المنتهي خاصة بعد التعاقد مع مدرب كبير مثل بيريرا (برتغالي) إلا أن المدرب صدم الجميع وهو يجد الفريق يترنح في دوري عبداللطيف جميل ثم يخرج من كأس ولي العهد لتأتي الصدمة الكبرى بخسارة نهائي كأس الملك أمام الشباب وبنتيجة كبيرة ومخيبة لآمال ومحبي الأهلي.
ما حدث لفريق الأهلي هذا الموسم كان أمرا غريبا فمن فريق بدأ بقوة في الدوري المحلي وحتى الجولة الخامسة كانت الترشيحات تميل إلى أن الفريق سينافس بقوة محليا ولكن بداية السقوط كانت مع الجولة العاشرة أمام التعاون بهدفين لهدف في ملعب الأمير محمد العبدالله الفيصل بالنادي، وكانت تلك المواجهة نقطة التحول التي فتحت باب التراجع الكبير ليبتعد الفريق عن المنافسة على لقب الدوري وسبقتها سلسلة من التعادلات مع النصر والعروبة والهلال والاتحاد والرائد.
الخسارة أمام التعاون كانت نقطة تحول كبيرة ليس بسبب الخسارة ولكن ماتلتها من أحداث مثيرة قسمت الأهلاويين مابين مؤيد للمدرب بيريرا ورافض لاستمراره خاصة مع القرار المثير الذي اتخده بيريرا بالاستغناء عن اللاعبين الأجانب فيكتور وبرونو سيزار ويونس محمود وهو القرار الذي بدأت معه الأزمة وماتلتها من خسارة للفريق أمام الشباب والاتفاق ومعها انتهي أمل الفريق في المنافسة على لقب الدوري والابتعاد بفارق كبير من النقاط عن المتصدر النصر ليكون حلم الأهلي فقط في الحصول على المركز الثالث فقط وهو ماتحقق في النهاية وبفارق 20 نقطة عن البطل النصر، وهو رقم يؤكد الفارق الكبير.

البداية بمعسكر
بدأت استعدادات الفريق للموسم الماضي من خلال التعاقد مع مدرب فريق بورتو المدرب بيريرا ولقي التعاقد مع بيريرا صدى كبيرا وقتها في الأوساط المحلية والعالمية وأجمع الكل حينها على أنه الصفقة المنتظرة التي ستعيد الفريق إلى لقب الدوري الغائب منذ 30 عاما وجاء بيريرا وأعلن أنه سيضع لقب الدوري الهدف الأهم له ولضيق الوقت قبل شهر رمضان أقام الفريق معسكرا إعداديا في أبها وتخلف عنه الثنائي البرازيلي فيكتور وسيزار، وفي تلك الفترة تم إلغاء عقد المحترف عماد الحوسني (عماني) بعد التأكد من إصابته والحاجة إلى إجراء عملية جراحية فكانت صدمة جديدة وبعد معسكر الفريق شارك في دورة نادي الجزيرة الاماراتي في أبوظبي خاصة أن الفريق كانت تنتظره مشاركة في دور الثمانية في دوري أبطال آسيا أمام إف سي سيول الكوري، وتعاقد المدرب بيريرا مع اللاعب موسورو (برازيلي) كلاعب وسط ومع سوك (كوري) كمهاجم وكان الثنائي يلعبان في الدوري البرتغالي وأوصى بيريرا بالتعاقد معهما، ولعب الفريق مواجهته الآسيوية وتعادل في مكة المكرمة بهدف لكل منهما سجل للأهلي سلطان السوادي قبل أن يسقط الفريق في كوريا ويخسر بهدف دون رد ليخرج من دوري أبطال آسيا.

خروج آسيوي
كان الخروج الآسيوي متوقعا في ظل الظروف التي عصفت بالفريق بعد إصابة المهاجم الكوري سوك في ثاني مباراة للفريق في دوري عبداللطيف جميل أمام النصر وتعرض سوك لاصابة بكسر في مشط القدم قبل مواجهة الاياب أمام الفريق الكوري آسيويا ومعها تأكد غياب سوك عن الملاعب ثلاثة أشهر ولعب الفريق في كوريا بدون مهاجم مع عدم جاهزية فيكتور.
ولحقت إدارة الأهلي بسرعة قبل انتهاء فترة التسجيل الأولى لتتعاقد مع يونس محمود (عراقي) ليعوض غياب سوك، وكانت أول مشاركات يونس محمود مع الفريق أمام النهضة في الدمام وخلال مجريات الفريق في دوري عبداللطيف جميل كانت البداية إيجابية بعد الفوز الكبير على الفيصلي خارج ملعب الفريق في افتتاح الدوري وبعدها دخل الفريق في تعادلات مع النصر والعروبة قبل أن يعود ويفوز على النهضة ليدخل في موجة تعادلات جديدة مع الهلال والاتحاد ويعود ويحقق الفوز على الشعلة في ملعب الأمير محمد العبدالله الفيصل بالنادي وهي أول مباراة يلعبها الأهلي على ملعبه بعد رفضه اللعب في الشرائع، ولكن عاد الفريق ليتعادل مع الرائد في ملعبه تم فاز على الفتح خارج ملعبه قبل أن يسجل السقوط والخسارة الأولى في الدوري على ملعبه أمام التعاون في الجولة العاشرة وبعدها خسر من الشباب ثم عاد ليفوز على نجران ويختتم الدور الأول بخسارة من الاتفاق.


المحصلة 45 نقطة
لم يكن مشوار الفريق في الدور الثاني من دوري عبد اللطيف جميل أفضل حالاً فقد تعادل مع الفيصلي والشعلة والتعاون والشباب وخسر من النصر والهلال مقابل الفوز على نجران والاتحاد والنهضة والرائد والعروبة والفتح وأخيرا على الاتفاق وهي المباراة التي شهدت سقوط الاتفاق إلى دوري ركاء.
وفي المحصلة النهائية، لعب الأهلي في دوري جميل 26 مباراة، فاز في 12 وخسر في 5 وتعادل في 9 مباريات وسجل مهاجموه 48 هدفا ودخل مرماه 24 هدفا وجمع 45 نقطه احتل بها المركز الثالث. ويقف تيسير الجاسم على رأس هدافي الفريق في دوري عبداللطيف جميل بتسجيله 7 أهداف يليه لويس ليال بنفس الرصيد ثم موسورو 6 أهداف ومواطنه برونوسيزر 4 أهداف ومصطفى بصاص ويونس محمود وسلطان السوادي 3 أهداف، وهدفان لكل من فيكتور وسوك ومنصور الحربي.


كأس الملك الجديد
كان كأس الملك بمثابة الأمل الأخير لمدرب الأهلي بيريرا ولاعبيه وجمهوره (المجانين) في إنقاذ موسمهم من الفشل ولعب الفريق أولا أمام الأنصار بجدة في دور الـ 32 وفاز بخمسة أهداف عن طريق محمد أمان وعقيل بلغيث وليال، وفي دور الـ 16 واجه العروبة في جدة وحقق الفوز بثلاثية عن طريق ايرك (هدفين) ومصطفى بصاص، وفي دور الثمانية واجه الطائي في حائل وحقق الفوز بثلاثية نظيفة عن طريق موسورو وليال وصالح الشهري، وفي الدور قبل النهائي كان الفريق على موعد مع الجار والمنافس التقليدي الاتحاد في مواجهتين، حقق الأهلي الفوز ذهابا بهدفين لهدف عن طريق محمد أمان وليال، وإيابا بثلاثية مقابل هدفين عن طريق تيسير الجاسم ومحمد أمان وموسورو، ليصل الفريق إلى النهائي الحلم وفي افتتاح ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة) وبرعاية كريمة وتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحضور جماهيري هو الأكبر في تاريخ البطولات السعودية سقط الأهلي سقوطاً ذريعاً بعد أن اكتسحه الشباب بثلاثية نظيفة وظهر الأهلي فيها مثل الحمل الوديع ولم يقدم أي شيء لإسعاد جمهوره الذي حضر بكثافة ليخرج غير مصدق أن هذا الفريق هو الذي تفوق على الاتحاد قبل أيام قليلة، وشهدت تلك المواجهة طرد مدافع الفريق عقيل بلغيث ليخرج الأهلي من الموسم خالي الوفاض وبدون أي تتويج.


ثمانية أجانب
منذ مواسم عديدة، لم يسجل الأهلي فشلا في التعاقد مع اللاعبين الأجانب مثلما حدث هذا الموسم الذي شهد استقطاب ومشاركة 8 لاعبين أجانب، وكانت البداية الابقاء على فيكتور وبرونو سيزار وعماد الحوسني وأضاف لهم المدرب بيريرا اللاعب موسورو بعد رحيل بالمينو (كولومبي)، ولكن من البداية تعرض عماد الحوسني لاصابة مع منتخب بلاده وكان بحاجة لإجراء عملية جراحية فتم إلغاء عقده بالتراضي ليتعاقد الأهلي مع سوك (كوري) عن طريق المدرب بيريرا ولم يشارك فيكتور مع الفريق من بداية الموسم إلا في مباراة الشعلة في الجولة السابعة دوريا، أما برونو سيزار فقد شارك منذ بداية الموسم ولم يمر وقت طويل على سوك حتى تعرض لاصابة بكسر في القدم في الجولة الثانية ولضيق الوقت تعاقدت إدارة الأهلي مع يونس محمود ليكون بديلا لسوك. وجاءت الجولة العاشرة التي خسر فيها الفريق لأول مرة في دوري عبداللطيف جميل لتعلن عن رياح التغيير بعد قرار المدرب بيريرا عدم رغبته في استمرار الثلاثي فيكتور وسيزار ويونس محمود وتم إلغاء عقد سيزار ويونس محمود وانتقال فيكتور ببيع عقده لفريق أم صلال القطري، ولعب الفريق أربع جولات بلاعب أجنبي وحيد هو موسورو حتى بداية فترة التعاقدات حيث تم التعاقد مع البرتغالي ليال عن طريق المدرب بيريرا والبرازيلي إيرك وعودة الكوري سوك للعب وتحسن أداء الفريق في الجزء الأخير من الدوري بفضل تحركات إيرك، فيما كان سوك اللاعب الأقل عطاء ولم يقدم ما يستحق عليه أن يلعب للفريق، ولكن الظروف تعاند الأهلي من جديد ويصاب إيرك بالرباط الصليبي في آخر مباراة للفريق في دوري عبداللطيف جميل أمام الاتفاق ليتم التعاقد مع مواطنه روي نيتو بتوصية من بيريرا ليشارك مع الفريق في كأس الملك لكنه لم يقدم أي شيء في مشاركته القليلة.