2015-05-23 | 04:03 الكرة السعودية

الحكام الأجانب رداءة .. لا خبرة ولا مهارة

مشاركة الخبر      

ولم يكن الهلاليون يتوقعون أنهم عندما يطلبون حكاماً دوليين لقيادة مباراتهم مع جارهم النصر في ديربي الرياض أنهم سيدفعون 150 ألف ريال لحكم لا يملك الخبرة ولا الجرأة لقيادة مباراة بهذا الحجم، وسيستبب في إفساد الديربي بشهادة الخبير التحكيمي محمد فودة، والحكم الدولي السابق عبدالرحمن الزيد، وباعتراف حكام بعضهم يميل لنادي النصر مثل مطرف القحطاني الذي أكد أن الحكم الاسكتلندي جون بياتون ارتكب أخطاء كارثية تسببت في إفساد الديربي، وتحديد مصير لقب الدوري هذا الموسم، ولكن الأكثر سوءاً أن أخطاء بياتون الذي لا يتجاوز الـ33 من عمره وحصل على شارته الدولية قبل عامين فقط، لم تكن حالة نادرة، فغالبية الحكام الأجانب الذين حضروا هذا الموسم للدوري السعودي هم على شاكلته، بلا خبرة ولا مهارة، وبعضهم يرتدي نظارات طبية.
وعانت الأندية السعودية هذا الموسم من الأخطاء التحكيمية من الجهتين، سواء من الحكام المحليين أو الحكام الأجانب، وهو أمر جعل البعض يشكك في وجود خطط من الاتحاد السعودي بتعمد اختيار حكام غير جيدين لاجبار الأندية على الرضا بالحكام المحليين، فطالما الأخطاء ستقع من هنا وهناك فالأفضل توفير الـ 750 ألفاً التي سيدفعونها على مبارياتهم الخمس ويرضون بما يأتيهم من لجنة الحكام.

لا علاقة لنا
رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا يؤكد أن لجنته لا علاقة لها باختيار الحكام الأجانب، حتى لا يُتهم بأنه يختار حكاماً غير جيدين من أجل إظهارهم بشكل سلبي، ويضيف: «ما أعرفه أن يتم اشتراط أن يكون الحكام دوليين، ولكنهم لن يكونوا من النخبة الأولى بالتأكيد، ومهما كان الحكم فالأخطاء واردة وتقع».
وشدد على أن كم الأخطاء التي وقع فيها الحكام الأجانب يجب أن يعيد نظر الأندية في عملية جلبهم، لأنهم لن يكونوا أفضل من الحكم السعودي مع وجود كم الأخطاء التي نشاهدها منهم، وتابع: «الأندية عليها أن تعيد النظر في جلب الحكام الأجانب لأنهم يرتكبون أيضاً أخطاء كبيرة»، ولا نستطيع جلب حكام من إنجلترا أو إيطاليا أو حتى إسبانيا لأنهم مرتبطون بمباريات في بلادهم أو خارجها، لهذا سنبقى على نوعية الحكام من المجر وسلوفينيا وبولندا، ولهذا تقع الأخطاء ولكن التعاطي مع هذه الأخطاء يختلف عندما تقع من حكم أجنبي أو عندما تقع من حكم محلي، فيظهر التشكيك وانعدام الثقة وأمور أخرى لا نراها عندما يكون الخطأ من حكم أجنبي».
ويكشف رئيس لجنة الحكام أنه سيقدم مقترحات جديدة للاتحاد السعودي لكرة القدم لإعادة منح الثقة للحكم المحلي، على أمل أن يتم الأخذ بها.
المهنا لا يستطيع أن يعطي رأية بمستوى الحكام غير السعوديين لأنه لا يتابع أداءهم داخل الملعب لانشغاله بأداء حكامه، غير أن الخبير الدولي محمد فودة الذي يتابع باستمرار أداء جميع الحكام في برنامجه على إحدى القنوات الفضائية يشدد على أن الحكم السعودي يحتاج إلى الثقة في نفسه متمنياً أن يتم تقليص عدد الحكام الأجانب الموسم المقبل إن كانوا سيكونون بمستوى الحكم الاسكتلندي الذي أفسد مباراة الهلال والنصر بأخطائه الفادحة.
وخلال تحليلة لأداء الحكام، كشف فودة عن وقوع الحكام الأجانب في الكثير من الأخطاء التي لا تقع من حكم محلي مبتدئ، مستغرباً أن يتم جلب مثل هؤلاء الحكام، وانتقد بشدة الحكم الاسكتلندي الذي كان متواضع الإمكانات بشكل كبير، وقال عنه: «الحكم خبرته فقط ثلاث سنوات وجاء للدوري السعودي للتمشية وتغيير جو وأن يضيف وكسب المال»، وتابع: «أتمنى أن يكون هناك تقييم كامل لجميع الحكام الذين حضروا للدوري السعودي وتقييم الأخطأ التي تم ارتكابها، وبالتالي يكون هناك قرار بعدم استقدام أي طاقم أجنبي ارتكب الأخطاء في الموسم المقبل، لأنه يجب ألا يأتي إلا حكم ذو مستوى عالٍ ليستفيد منه الدوري ويستفيد منه الحكام أيضاً»، وطالب فودة في تصريحه لـ»الرياضية» أن تطلب الأندية حكامها الأجانب منذ بداية الدوري لكي يكون هناك مجال للاتحاد السعودي للبحث عن حكام جيدين، كما طالب بمنع أن يتكلف أي نادٍ بنفقات الحكم الأجنبي في مباريات خصومه، ويضيف: «الإحصائيات مقلقة جداً، وتؤثر على الدوري السعودي كثيراً، فإما أن نحضر حكاماً على مستوى عال أو لا نحضرهم، لا نريد حكاماً يأتون للسياحة في بلادنا».

عديمو الخبرة
تكمن المشكلة الأكبر في أن الاتحاد السعودي لا يطلب حكاماً ذوي خبرة كافية، ويلجأ للتعاقد مع دول غير معروفة كروياً، فعدا حكم واحد من إسبانيا وآخر من إيطاليا وثلاثة من فرنسا، كانت الاختيارات تتراوح ما بين المجر (ستة حكام قدموا من المجر) والتشيك (أربع حكام من التشيك) وسلوفينيا وسويسرا (ثلاثة حكام من كل دولة)، وأيضاً حكمان من بولندا وحكم من كل من اليونان واسكتلندا والبرتغال.
وحتى هؤلاء الحكام يكونون بلا خبرة، فثمانية منهم لم يحصلوا على الشارة الدولية إلا قبل عامين فقط، حتى إن الحكم ادم فاركاس الذي قاد أحد أهم المباريات وجمعت الهلال بالأهلي لم يحصل على الشارة الدولية إلا قبل شهرين فقط من حضوره، وجاء سبعة حكام كانوا حصلوا على الشارة الدولية ما بين عامي 2009 و2012 ولكن غالبيتهم من دول أوروبا الشرقية، فيما حضر سبعة حكام فقط يملكون خبرة جيدة ولكن على الطرف الآخر كانوا كبار في السن، فالحكم اورليغاريو بير كويرينسيا (برتغالي) كان يبلغ من العمر 46 عاماً عندما قاد مباراة الشباب والنصر، وفي المقابل كان حكام مثل ادم فاركاس (مجري) وبينوي ميلوت (فرنسي) الذي قاد مباراة الأهلي والتعاون وأهمل احتساب ركلة جزاء صحيحة للأهل) لا يتجاوزون الـ33 من عمرهم، وكان الحكم ميجا رجانيش (سلوفيني) الذي قاد مباراة التعاون مع الشباب في الـ32 من عمره، كان بعض اللاعبين في الملعب أكبر منه سناً وخبرة في الملاعب.

أخطاء بالجملة
خلال 28 مباراة قادها حكان أجانب سبع مباريات فقط سارت لبر الأمان ولم تشهد أخطاء كبيرة من الحكام (25% من المباريات)، وبحسب تحليلات الخبير التحكيمي محمد فودة والحكم الدولي السابق عبدالرحمن الزيد شهدت 10 مباريات أخطاء كارثية تغيرت فيها النتيجة جذرياً (تمثل 35,7% من نسبة المباريات التي قادها الأجانب)، هي مباريات الهلال مع الشباب والنصر (الدور الأول) مع الاتحاد (الدور الأول والثاني) والنصر مع الهلال (الدور الأول والثاني) والأهلي مع الاتحاد (الدور الأول والثاني) والأهلي والهلال (الدور الأول) والنصر والأهلي (الدور الثاني) والأهلي والفتح (الدور الثاني) والأهلي والتعاون (الدور الثاني)، والمثير للإحباط أن المباريات التي تغيرت نتائجها هي مباريات الديربي والكلاسيكو التي يفترض أن يقودها حكام على مستوى عال، ولكن ما حدث أن مباريات الهلال مع النصر والأهلي مع الاتحاد وحتى مباريات الهلال مع الأهلي والنصر مع الأهلي والنصر مع الاتحاد والنصر مع الشباب انتهت بنتائج غير التي كان يجب أن تنتهي بها بسبب أخطأ الحكام، وأيضاً انتهت 11 مباراة (39.3% من المباريات) بأخطاء تحكيمية فادحة ولكنها لم تغير نتيجة المباراة وأثرت عليها فقط.

4 ملايين ريال
150 ألف ريال دفعها كل نادٍ سعودي لجلب حكام أجانب لم تجلب معها العدل المنتظر، لتبلغ تكلفة الحكام الأجانب الذين أداروا مباريات للأندية السعودية هذا الموسم أربعة ملايين و50 ألف ريال، حيث تعاقد الأهلي والنصر مع الطواقم الخمسة المسوح لهما بها، فيما طلب الهلال ثلاثة حكام أجانب لمبارياته مع الأهلي والاتحاد والنصر، وطلب الاتحاد مثلهم لثلاث مباريات كانت أمام النصر والهلال والأهلي، بينما طلب الشباب أجانب لمباراة واحدة فقط كانت أمام النصر، وطلب التعاون حكاماً أجانب لمبارياته أمام الهلال والشباب والرائد، فيما طلب العروبة حكاماً أجانب لمباراتيه أمام النصر والأهلي.
وطلب الخليج طاقماً واحداً (أمام الرائد) ومثله فعل الفتح (أمام التعاون) والفيصلي (أمام النصر) والشعلة (أمام النصر).

السيطرة مجرية
جلب الاتحاد السعودي لكرة القدم سبعة طواقم تحكيم من المجر هذا الموسم، ومع أن الدولة الشرق أوروبية لا تشتهر بجودة حكامها إلا أن البوصلة اتجهت لها في 25% من المخاطبات، تلتها التشيك بأربعة طواقم تحكيم، وهي أيضاً لا تحظى بتحكيم جيد، وغابت الجنسيات المميزة في التحكيم مثل إنجلترا وألمانيا، فيما حضرت إسبانيا مرة واحدة وإيطاليا مرة واحدة وفرنسا ثلاث مرات، عدا ذلك كان هناك ثلاثة طواقم تحكيم من سولفينيا ومثلها من سويسرا وطاقمان من بولندا وواحد من كل من استكندا والبرتغال واليونان وكرواتيا.
وحضر الحكم ليبور كوفاريك (تشيكي) للسعودية ثلاث مرات هذا الموسم، وفي كل مرة حضر فيها ارتكب أخطاء فادحة، خاصة عندما أخفق في احتساب ركلة جزاء صريحة لعبدالله الزوري في الشوط الأول من مباراة الهلال والنصر، فيما قاد ستيفان فاد (مجري) ثلاث مباريات وأفسد فيها مباراة ديربي جدة في الجولة الأخيرة، ومثلها لمواطنة توماس بوقنار وساشا امهوف (فرنسي)، وكان العائدون في مباراتهم الأولى يرتكبون أخطاء فادحة، ففاد أخفق في احتساب ركلة جزاء للنصر أمام العروبة وتساهل كثيراً مع خشونة لاعبي العروبة، وبقنار أخفق في احتساب ركلة جزاء للنصر مع الشعلة في أول حضور له، فيما كان امهوف الأفضل بينهم.

يجلبون معهم الخسارة
17 مباراة انتهت إما بخسارة أو تعادل الفريق الذي تكفل بالحكام الأجانب، وتسع مباريات فقط فاز فيها من تكفل بالنفقات، ولم يجلب الحكام الأجانب الفوز ولا حتى العدل، انتهت 11 مباراة بخسارة الفريق الذي دفع النفقات (42.3%) بينما انتهت ست مباريات بالتعادل (32.1%)، وانتهت تسع مباريات فقط بفوز الفريق المستضيف (34.6%).