كرنفالات من الأهداف على مسرح الشامبيونز
شهدت الجولة الخامسة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا حدثاً مهماً تمثّل بتحطيم رقم قياسي حققه نادي دورتموند الألماني بمساعدة مع ضيفه ليجيا وارسو البولندي، حيث حملت مواجهتهما على ملعب (سجينال إيدونا بارك) يوم الثلاثاء الماضي أكبر عددٍ من الأهداف في مباراة واحدة عبر تاريخ دوري الأبطال بمسماه الجديد منذ العام 1992، وذلك بعد فوز دورتموند بنتيجة 8ـ4، ليتحطم الرقم القياسي السابق الذي سُجل عام 2003 في مباراة موناكو الفرنسي وديبورتيفو لاكورونيا الإسباني التي كانت شاهدة على 11 في العام 2003. وفي هذا التقرير، تسلّط "الرياضية" الضوء على المباريات التي حملت أكبر عدد من الأهداف عبر تاريخ "الشامبيونز ليج" منذ العام 1992 عبر قائمة تضم نخبة من أكبر أندية أوروبا التي نظّمت خلال السنوات الماضية مهرجانات تهديفية لا تُنسى.
أعرض الانتصارات
كانت الأندية الإنجليزية صاحبة اليد العليا في موسم 2007ـ2008 مع وصول مانشستر يونايتد وتشيلسي إلى المباراة النهائية، كما شهدت تلك النسخة إنجازاً فريداً من نوعه لفريق إنجليزي ثالث، حيث حقق ليفربول الانتصار الأعرض في تاريخ البطولة عندما هزم بيشيكتاش التركي بثمانية أهداف نظيفة توزعت على 4 لاعبين. وعادل ريال مدريد هذا الرقم القياسي في الموسم الماضي عندما اكتسح مالمو السويدي بالنتيجة ذاتها، مع 4 أهداف لكريستيانو رونالدو و3 لكريم بنزيمة بالإضافة إلى هدف ثامن لكوفاتشيتش. ومن بين الانتصارات العريضة الأخرى التي حققها ريال مدريد في دوري الأبطال فوزه على جنك البلجيكي بنتيجة 6ـ0 في موسم 2002ـ2003.
اكتساح تاريخي
تُوّج نادي فيردر بريمن بلقب الدوري الألماني في موسم 2003ـ2004، وشارك في دوري الأبطال في الموسم التالي كبطلٍ لألمانيا، لكن رحلته توقفت عند حدود الدور الثاني بعد سقوطه المذل أمام ليون الفرنسي. وخسر بريمن ذهاباً على أرضه بثلاثية نظيفة، قبل أن يسقط إياباً في ملعب جيرلاند في مباراة شهدت تسجيل 9 أهداف بعد فوز المضيف الفرنسي بنتيجة 7ـ2 كان بطلها اللاعب سيلفان ويلتورد الذي سجل 3 أهداف، علماً أن ليون امتلك في ذلك الوقت فريقاً متمكناً ضم أسماء لامعة مثل الغاني إيسيان والبرازيلي جونينيو والرباعي الفرنسي مالودا وجوفو وويلتورد وأبيدال. وحقق باريس سان جيرمان النتيجة ذاتها عندما انتصر على روزنبورج النرويجي بنتيجة 7ـ2 لحساب المجموعة السادسة في موسم 2000ـ2001، كما سجل ليون العدد نفسه من الأهداف عندما انتصر 7ـ1 على دينامو زغرب في موسم 2011ـ2012 وعلى ملعب الفريق الكرواتي.
الموج الأصفر
احتضن ملعب (سيجنال إيدونا بارك) مهرجاناً تهديفياً قبل أيام قليلة خلال المباراة التي حلّ فيها ليجيا وارسو البولندي ضيفاً على دورتموند الألماني، حيث تشارك لاعبو الفريقين في تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة في دوري الأبطال مع فوز الفريق الأصفر والأسود بنتيجة 8ـ4، وقد حطّم المدافع البولندي جاكوب ريجنيتشاك الرقم القياسي بالهدف الذي سجله في مرمى فريقه في الدقيقة 92، والذي كان الهدف الثاني عشر والأخير في المباراة. وحملت المباراة أرقاماً قياسية أخرى على صعيد دوري أبطال أوروبا، منها معادلة دورتموند لأكبر عدد من الأهداف التي يسجلها الطرف الفائز في مباراة واحدة، فيما حقق ليجيا رقماً قياسياً من ناحية أكبر عددٍ من الأهداف التي يسجلها الفريق الخاسر في مباراة واحدة. الجدير بالذكر أن دورتموند حقق فوزاً عريضاً آخر في مباراة الذهاب التي جمعت الفريقين في بولندا مع انتصاره بنتيجة 6 أهداف نظيفة.
سباعيات بافارية
اعتاد بايرن ميونخ على استخدام سلاح القسوة أمام ضيوفه في ملعب (أليانتس أرينا)، حيث نجح في تحقيق انتصارات عريضة وفي مراحل متقدمة من المسابقة الأوروبية، حيث اكتسح سبورتينج لشوبنة البرتغالي بنتيجة 7ـ1 في إياب الدور ثمن النهائي لموسم 2008ـ2009، كما اختار الدور نفسه ليحقق انتصاريْن بسباعية نظيفة على بازل السويسري في موسم 2011ـ2012 وعلى شاختار دونتسك الأوكراني في موسم 2014ـ2015. وكان نادي روما الإيطالي أبرز ضحايا المارد البافاري الذي اختار ملعب الأولمبيكو في روما لاكتساح ذئاب العاصمة الإيطالية بنتيجة 7ـ1 في دور المجموعات لموسم 2014ـ2015، وقد توزعت أهداف البايرن في تلك الليلة على 6 لاعبين مختلفين، علماً أنّه أنهى الشوط الأول متقدماً بخمسة أهداف نظيفة أمام مرأى جماهير روما.
استعراض في ملعب لويس
نجح نادي موناكو في التأهل إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال عام 2004 قبل الاكتفاء بمركز الوصافة بعد الخسارة أمام بورتو البرتغالي في المحطة الأخيرة. وخلال مشواره نحو النهائي، اكتسح النادي الفرنسي ضيفه ديبورتيفو لاكورونيا في دور المجموعات بنتيجة 8ـ3 في المباراة التي جمعتهما على ملعب لويس الثاني، ليتشارك الفريقان في تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة في دوري الأبطال، قبل أن تكسر مباراة دورتموند وليجيا هذا الرقم يوم الثلاثاء الماضي. وكان المهاجم الكرواتي دادو برسو النجم الأول للمباراة بتسجيله لـ 4 أهداف في مرمى الفريق الإسباني وفي غضون 23 دقيقة فقط. ولم يحقق موناكو هذا الفوز العريض على خصم سهل، حيث نجح ديبورتيفو ذلك الموسم في التأهل إلى الدور نصف النهائي، قبل أن يخسر أمام بورتو بهدف نظيف بمجموع مباراتيْ الذهاب والإياب.
أكبر التعادلات
تكرر التعادل بنتيجة 4 أهداف لمثلها في 3 من مباريات دوري الأبطال تحت مسماها الجديد، بدءاً من مباراة هامبورج الألماني ويوفنتوس الإيطالي في 13 سبتمبر عام 2000 على ملعب فولكسبارك شتاديون في ألمانيا. وفي الدور ربع النهائي لموسم 2008ـ2009، قدّم تشيلسي وليفربول واحدة من أجمل مباريات العصر الحديث لدوري الأبطال في مباراة الإياب على ملعب ستامفورد بريدج، فبعد فوز تشيلسي 3ـ1 على ملعب ليفربول ذهاباً، سيطر التعادل بنتيجة 4ـ4 على المباراة الثانية التي شهدت تسجيل 4 أهداف في آخر ربع ساعة. وكان تعادل ليفركوزن وروما في الموسم الماضي الأكثر دراماتيكية، حيث تقدّم الفريق الألماني بنتيجة 2ـ0 بعد مرور 20 دقيقة، ثم قلب الضيف الإيطالي تأخره إلى تقدم بنتيجة 4ـ2 عند الدقيقة 73، قبل أن يسجل ليفركوزن هدفين في الدقائق الـ 6 الأخيرة ليحقق نقطة التعادل.
الساحر ميسي
نجح برشلونة في حسم تأهله إلى دور الثمانية لموسم 2011ـ2012 قبل خوضه لمباراة الإياب في الدور ثمن النهائي أمام ليفركوزن الألماني، وذلك بعد عودته بالفوز من ألمانيا في مباراة الذهاب بنتيجة 3ـ1 ليضع ليفركوزن أمام مهمة مستحيلة قبل لقاء الإياب في الكامب نو. وكان ميسي من قرر كتابة المستحيل في مباراة العودة، حيث قاد البرشا نحو الفوز بنتيجة 7ـ1، وسجل 5 أهداف ليكون أول من يصل إلى هذا الرقم في مراحل الإقصائيات الخاصة بدوري الأبطال. ووصل برشلونة في تلك النسخة إلى الدور نصف النهائي، لكنه سقط أمام تشيلسي الذي اتجه نحو تحقيق لقبه الوحيد بعد فوزه على بايرن ميونخ في النهائي.