كرة القدم هل رحلت من المتعة إلى أداء الواجب؟!
على الرغم من أن الأرجنتين تلعب في مجموعة لا تضم أياً من المنتخبات التي حصلت على الكأس في تاريخها، إلا أن الطريق ليس سالكاً للتأهل إلى الدور التالي بحسب النجم الأسطوري ليونيل ميسي، ما يعني أنه أيضاً يرى أن منتخب بلاده بعيد عن إمكانية الفوز بكأس العالم في مونديال روسيا المقبل!
ليونيل ميسي أبدى حذره أو شكوكه في المرور إلى دور الـ16 من خلال منتخبات مجموعته التي تضم إلى جانب الأرجنتين كلاً من كرواتيا ونيجيريا وآيسلندا، وهذه الشكوك التي يعلنها للإعلام قد لا تكون تكتيكية فهو يستند إلى صعوبة الوصول وأن ذلك يعني أن المنتخب يعاني أشياء وصفها بالمعقدة.
ولكن لماذا يعلن أحد أحسن اللاعبين في تاريخ كرة القدم، والذي يقود واحداً من أعظم المنتخبات، والذي يملك نجوماً آخرين إلى جانبه مثل هيجوين ودي ماريا وماسكيرانو وديبالا وغيرهم أن التأهل إلى الدور التالي محفوف بالمخاطر وأن الفوز بالكأس مستبعد؟!، هو يجيب في التصريح ذاته: في كأس العالم هناك نتائج لا يمكن للمرء أن يتخيلها وبعيدة كل البعد عن المنطق!.
كرة القدم لمن يعرفها على حقيقتها فيها أمور كثيرة غامضة لا تتكشف إلا تباعاً وبحسب مجريات الأحداث، لم تعد تلك الوديعة التي يمكن للمهرة الموهوبين تطويعها وكما وصفها إدواردو جاليانو "تحول اللعب إلى استعراض فيه قلة من الأبطال وكثرة من المشاهدين إنها كرة قدم للنظر"، ويقول أيضاً "تاريخ كرة القدم هو رحلة حزينة من المتعة إلى الواجب"!.
لا أريد ربط حال ميسي ومنتخب الأرجنتين بمجمل حال الكره في العالم لكن من الضروري أن نستشعر التغييرات الكثيره التي لم تعد معها كرة القدم مجرد لعبة أو أن ثوابت تتحكم في تقرير مصير مبارياتها دون القفز إلى بعض المنطق الذي لا يمكن غض الطرف عنه المتمثل في قيمة هذه الصناعة والفوارق التي لابد من بروزها ويمكن لها أن تقسم عالم كرة القدم إلى مستويات هي لا تمنع المفاجآت لكنها لا تعتمد عليها طوال الوقت.
ولكن من الضروري أن نتنبه إلى أن إطلاق التوقعات دون تحسب أحياناً يجب ألا يكون حقاً شخصياً مطلقاً خاصة كلما كان صادراً من طرف من ذوي العلاقة المباشرة وأن يكون مرتبطاً إما بإستراتيجية عمل أو خطاب إعلامي متفق عليه بغض النظر عن مضمونه لكنه كلما كان أقرب إلى المنطق وكانت الرسالة طموحة بواقعية وشجاعة باحترام للغير، تم قبولها دون حساسية أو محاسبة عليها لو لم تنته الأمور بحسب ما توقعه سلباً أو إيجاباً.