ماذا لو لعب الريال في المونديال؟

ستكون مباراة ريال مدريد وليفربول التي جرت البارحة في العاصمة الأوكرانية كييف آخر المذاقات الكروية اللذيذة والفاخرة هذا الموسم؛ ففي كأس العالم التي ستنطلق بعد ثلاثة أسابيع لن تجد منتخبًا يملك أحد عشر لاعبًا يضاهون من يلعبون للريال أو برشلونة أو أندية أوروبية أخرى. 

ستوزع نجوم دوريات العالم على المنتخبات ليصبح نصيب كل منها أقل بكثير أو قليل مما عليه ليفربول أو البايرن واليوفي والستي وسان جرمان وبرشلونة والريال، ولن تجد على الدكة جوارديولا أو زيدان ولا أنشيلوتي أو سيموني ومورينهو وأنريكي وكونتي، منتخبات العالم في المونديال ستمثل الوجه المحلي لأسلوب أدائها ومدرستها الكروية سترتدي ثيابها الفلكلورية وستجلب معها لاعبين معظمهم لا يمكن لهم أن يلعبوا في غير أندية بلدانهم.

هل يقبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فكرة مشاركة نادٍ واحد كل مونديال يلعب بكامل نجومه ولا يحق للمنتخبات الاعتراض والمطالبة باللاعبين الذين يحملون جنسيتها، سيكون هذا الفريق وليكن في حال مثل  الذي عليه الآن الريال أو برشلونة المرشح الأول لنيل الكأس وسيحظى بدعم جماهيري قد يفوق بعض المنتخبات ومنها المرشحة، سيكون هناك اختبار حقيقي لكل شيء عرفناه في المونديال أو عن كرة القدم!   

أكثر من طريقة يمكن أن تتبعها لمعرفة الجواب عن إذا ما كان المشجع يحب اللعبة واللاعب والنادي أكثر من المنتخب، لكن سؤال واحد يمكن أن يدلك على حبه لبلده، أحيانا الفن يسرقك من الواقع لا يكون عادلاً في توزيع الأحاسيس ولا ضبط المشاعر، لكن بوصلته لا تخطئ في قضايا المصير، وكرة القدم لعبة مجتزئة من عبقريات الفن عابرة للحدود، غير مضمونة الولاءات، ويمكن للريال والبايرن واليوفي والبرشا أن يتلاعبوا بالمشاعر الكروية لكن قطعًا ليست الوطنية.

المنتخبات الـ 32 المشاركة في مونديال روسيا ستكون بين مشهورة ومتوسطة الشهرة ومغمورة، وستعمل مباريات الدور التمهيدي على سطوع نجمها وخفوته، سيكون وراء ذلك أسماء للاعبين ومدربين لكن التركيز الحقيقي لن يكون قبل مباريات دور الـ16 وما بعد ذلك، هذا على المستوى العام، أما كل منتخب فمن المؤكد أنه سيكون تحت مجهر مواطنيه ومقصلة نقاده وإعلامه.

سيظن كل جمهور منتخب أن على منتخبها مسؤولية إحراز الانتصارات لا غير والحصول على الكأس هذا لن يحصل إما لفارق المستوى والإمكانيات أو للإخفاق أو للحظ.. سيكون السماح لمشاركة ناد كبير بكامل نجومه في كل مونديال بديل جيد يمكن أن تنضم إليه جماهير المنتخبات الخاسرة أو تلك التي لا تستطيع التأهل!