من دروس كلاسيكو الأرض
من شاهد لاعبي ريال مدريد وبرشلونة بعد إطلاق صافرة النهاية، لا يمكن أن يتصور ما حدث خلال زمن المباراة، سواء بينهم أو ضد الحكم أليخاندرو هيرنانديز.
كانت معركة عنيفة، تبادل خلالها اللاعبون اللعب والإمتاع والأهداف والمخالفات والخشونة والاحتجاجات والاشتباك، وشاركهم الحكم في العديد من القرارات الخاطئة، كل ذلك لم يمنع من أن يلتزم الجميع بعد إطلاق صافرة النهاية بضبط النفس ومجاملة الطرف الآخر بالمصافحة أو العناق وتبادل الأحاديث الودية.
أن تكون موظفًا عليك أن تؤدي عملك بكل جدية وحرص لإنجاز المهام، لكن إذا وقعت ولو بسبب ذلك في ما يعتبر مخالفة ستدفع الثمن مهما كانت المبررات ولو أحاطت بك حماية الجماهير والإعلام؛ لأنها جميعًا لن تنقذك من العقوبة أو يجب ألا تفعل هي ذلك لأنه ليس من المصلحة العليا ترك اللاعب أو الحكم يتصرف حسبما يمليه عليه الظرف الخاص دون اعتبار للعام.
صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية وصفت الحكم بأنه الأسوأ في تاريخ مواجهات الكلاسيكو، وأن قراراته الخاطئة غيرت مسار المباراة أكثر من مرة، فإذا اعتبرنا أن ذلك صحيحًا وأن تقييم الحكم مثله مثل ما يتم في حق الأطراف الأخرى للعبة، فلا مبرر أن يكون تعليقي هو أن صحيفة موندو قالت ذلك لأنها برشلونية فقط؛ لأن ذلك سيتسبب في حماية المخطئ "الحكم"، خاصة عندما يواجه ذلك الرأي بحملة تبرئة مدريدية نكاية بالطرف الآخر!
الحكم هيرنانديز كان قد حصل في الموسم الماضي على جائزة أفضل حكم في الليجا الإسبانية، لكن ذلك لم يحمه من بعض الصحف "ولو كانت فعلاً تميل إلى برشلونة"، حيث قامت قبل المباراة باسترجاع أحداث سابقة لهرنانديز أضرت بالبرشا بحسب تقديرها من بينها تجاهل طرد منافسين وإلغاء أهداف صحيحة، على الرغم من أنه أدار 18 مباراة لبرشلونة، انتصر خلالها 14 مرة وتعادل في اثنتين وخسر مثلهما.
هذا يعني أن محاولة كسر ثقة الحكم الأفضل في نفسه أحد الأسلحة التي ليس بالضرورة أن تنجح مع الجميع، ولربما تؤدي إلى ما هو عكس ذلك إذا اعتبرنا أن هيرنانديز أخطأ فعلاً في طرد سيرجي روبيرتو وإلغائه هدفًا صحيحًا بداعي التسلل وعدم طرده لراموس في أكثر من مرة!
هذا قد يكون مرضيًا لمشجعي برشلونة سرد ما لهم لكن هل يمكن لهم إنكار أن الحكم احتسب لهم هدفًا غير شرعي بسبب تدخل سواريز غير المشروع على فاران قبل تمريره لهدف ميسي وتجاهله ضربتي جزاء لصالح بيل ومارسيلو.. أرى أن مثل ما يحدث في أعظم كلاسيكو بين أقوى فريقين في العالم، يمكن أن نأخذه كنموذج حين نشرع في انتقاد ما يجري لأنديتنا ويفعله اللاعبون والحكام وأيضًا الإعلام!