2018-04-24 | 04:05 مقالات

ما نحتاجه في انتظار الموسم المقبل؟

مشاركة الخبر      

هناك مسائل لا نتحمس لها حين نصدر كمسؤولين قرارات، أو عند تمرير رسائل حث أو توجيه، وفي الإعلام حين نطرح آراءنا أو نسلط الضوء على الأحداث، والجماهير عندما تتفاعل أو تطالب، هي أمور تبدو جانبية لنا، أو أننا نجعلها كذلك، لكنها في صلب عملية التطوير والضبط.



الجميع "مثلاً" يشتكي من عدم أهلية اللاعبين الكاملة من حيث الجاهزية البدنية واللياقية، أو النقص في المهارات الأساسية وضعف التركيز الذهني والانضباط التكتيكي، لكن الحلول لا نسمعها من أهل الشأن، وإن تم تناولها ـ الأهلية ـ فعرضيًّا، بحيث لا نلاحظ بعدها أنه تم اتخاذ أي خطوة عملية باتجاه التصحيح والإصلاح!



نعرف أن الأمر يتعلق بتأسيس اللاعب من الصغر، أو أن الأجهزة الفنية يجب أن توسع برامج تحضيرها إلى ساعات طويلة متنوعة، تحيط بكل ما ذكر، وإن بشكل نسبي، لا شك أنها تتحكم فيه طبيعة التكوين الجسماني وبيئة اللاعب التي تنتجها الثقافة الاجتماعية، لكننا لا نبحث عن البدائل والحلول التي تسد هذه الحاجة من خلال دراسة أو نقاشات "ورش عمل" لمختصين، تقدم بعدها كتوصيات يتم تعميمها والمطالبة بتنفيذها.



التمارين الصباحية أو برنامج فترة اليوم الوظيفي الذي تشمل ساعاته التدريب والتغذية والمحاضرات النظرية، دائمًا نردد أنها كل الحل مع أنها واحدة من أكثر من حل ممكن حتى أصبحت "كليشة" أحيانًا مستفزة، لكن وعلى مدى ما طرحت من الجميع يتم وضعها على "الرف" أمام مطالبات أقل أهمية تأخذ النصيب الأوفر من الطرح والتناول، ويتم إقرار بعضها وتنفيذها، وكأننا كمن يضع الحصان أمام العربة كما يقال!



الموسم الكروي المقبل بجميع مسابقاته يتم التهيؤ له بشكل مبشر، بل يجعلنا نستعجل بدءه لمعرفة كيف يمكن أن يصادق على ما نعتقد أن يكون عليه وبأنه ليس كما سبقه من مواسم ولا كغيره على صعيد إقليمي وقاري، ونتفاءل بتكامله وتطوره في ما يعقبه من مواسم، ومن ذلك هل يمكن ونحن على ذَا الحال إغفال تحضير عدته وعتاده الأساس وأقصد هنا اللاعب من خلال فرض طريقة تحضيره بما يتناسب مع ما نظن أن يقدمه على أرض الميدان ونراهن عليه!



كيف أن ما يستوجب التوقف عنده نتجاهله أو بالكاد نتناوله؟ ولماذا يذهب جل اهتمامنا في المكاتب ووقتنا في الإعلام والمدرجات إلى ما هو نتيجة وليس سببًا؟! على ألا ننسى الإشارة إلى أخطر ما يمكن أن يعصف بالمسابقات ومنافساتها غير ضعف أهلية اللاعب، وهو عمل بعض لجان اتحاد الكرة.. الأمر يحتاج إلى مراجعة جدية لمدى التأكد من استعداد كافة الأطراف لما نبشر به ونعتقده ونتمناه أيضًا في الموسم المقبل.