2017-04-15 | 04:14 مقالات

الهلال قمر 15 ونواف بدره

مشاركة الخبر      

إذا كان لقب بطل الدوري الذي حققه الهلال هذا الموسم ليس بالأمر الجديد، فهو بطل النسخة الماضية وثلاث عشرة مرة قبلها، فإن الجديد كان في الطريقة التي سارت به أموره هذا الموسم، الذي كانت فيه التحديات كثيرة وخطيرة أيضًا.



في الحادي والعشرين من مايو الماضي، ذكرت هنا أن أقمار الهلال تتناوب في سماء كيانه الضخم، ترسل أنوارها فلا تنطفئ، تتساند في أن يظل مشعًّا، ولكن في معادلة صعبة “الوفاء للرجال دون البقاء في أسرهم”، وأشرت إلى أن ذلك لا يجب أن يمنع الهلاليين من أن يروا في الأمير نواف بن سعد ولو لبرهة من الزمن كل الهلال وليس بعضه، فهو ينتقل به إلى آفاق أشبه بمرحلة تأسيس ثالث تعقب الراحلين الشيخ بن سعيد والأمير عبدالله بن سعد، حينها لم يكن لأن الهلال جمع الدوري والكأس ثم لعب نهائي أبطال آسيا، ولا كان كلامًا إنشائيًّا فرضته الحالة وهو يتأكد هذا الموسم!



نتائج العملين الإداري والمالي الذي حمى الهلال من أن يقع في دائرة المحاسبة والتتبع وينأى به عن دوائر الشك جعلت من نواف بن سعد وإدارته نموذج عمل علق عليه رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ في حسابه بتوتير “إنه يود لو استنسخه”، وجعل أنشطة وألعاب النادي يمضي موسمها في أحسن حال ممكن، وأن يتجاوز الفريق الكروي الأول كل المصاعب والمطبات ويحقق أفضل الممكن، كل ذلك دون أن يكشف ظهر النادي أو يتنازل عن حقوقه أو يخرج دون أن ينال الذهب على أكثر من صعيد!



التحديات التي واجهها الهلال هذا الموسم بعضها خاصة به وأخرى شاركته بها كل أندية دوري المحترفين، وما كان يهم الهلاليين ألا يفقدوا الثقة في مسيريهم في الإدارة ومن خلفهم أعضاء الشرف وسط حالة خلط أوراق متعمدة، يمكن لها أن تعمل على إسقاطهم، وبالتالي يبدأ في تشرذمه؛ ما يعني تحوله إلى كيان خالي المحتوى إلا من بعض خلاف وهجران؛ وهذا ما منعه نواف بن سعد بعدم التجاوب مع محاولات جره إلى المنطقة التي كان يمكن لها أن تكون هي البداية.



الربان القوي ما كانت تهزه حملة منظمة ولا صيحات عاطفية متشنجة، ولا يمكن أن يتجاوز الإصغاء بتدبر لنقده وما عليه من ملاحظات وهنا كانت كلمة السر؛ ففي الستين عامًا التي مضت على الهلال قلنا إنه لم يشخ فكر مدبريه لأنهم ينهلون من نهر متجدد منبعه ضارب في أعماق عشاقه المليونيين وامتداده يعبر بأجيال متلاحقة إلى حيث يجد كل منهم  نفسه يضع حجرًا في بنائه؛ فرجاله كل له منهم في هلاله نصيب من الحب والوفاء والبذل والإنجاز.