المنتخب بين السوالف والحقائق (4)
منذ مونديال 1978 الذي أقيم في الأرجنتين، والكرة السعودية تحاول الوصول إلى هذا المحفل الكروي العالمي، مرت أربع محاولات جادة نحو التأهل، بدأت بشائرها 81م، لم تنته كما نريد، ثم أعقبها تصفيات 85م، وكانت أضعف مما سبقها، ثم تم اعتبار الوصول إلى "90 إيطاليا" حاصلاً لا محالة، ولم يتم ذلك الأمر.
الكرة السعودية من 78 حتى 90م تملك مواهب ونجومًا، أحرزت بهم التأهل للأولمبياد وكأس أمم آسيا مرتين، لكن دون الوصول إلى نهائيات كأس العالم، ولا الحصول على كأس دورة الخليج العربي، هاتان المهمتان اللتان عجز عنهما نجومنا من سنة 70م حتى 90 شهدت سنواتها الكثير من الوقائع التي تسجل ضد الكثير من هؤلاء النجوم، بدأت بقرارات الشطب عقب دورة الخليج الأولى ومرت بقرارات انضباطية جراء مخالفات أضرت بالمنتخب فنيًّا أو بسمعة الرياضة السعودية ككل.
في 93م نجح لاعبونا في تجاوز عقبة التأهل للمونديال عبر تصفيات مجمعة في الدوحة، أعقبتها مشاركة أولى في المونديال "94 أمريكا"، فاقت كل التوقعات، ثم مباشره تم أخيراً الحصول على كأس دورة الخليج "أبوظبي 94"؛ ما يعني أنه لم يعد هناك ما ينقص لوحة الشرف السعودية "المونديال والأولمبياد وكأس آسيا وكأس دورة الخليح".. لقد زال الحافز والتحدي وتحقق ما عصي واستعصى وصارت الساحة متاحة لنوع جديد من التنافس خارج الملعب بسلاح الجدل العقيم!
في 92 فقدنا اللقب الآسيوي، وفي 96 استعدناه، لا أقول بصعوبة ولكن دون أن يكون له ذلك الطعم، وهكذا بدأت الأمور تفقد تأثيرها في النفوس؛ فقد تأهلنا للمونديال "98/ 2002/ 2006"، وحققنا كأس الخليج 2002/ 2003، لكن دون أن يرضينا ذلك، حيث كنا نبحث عن سبب للغضب من المنتخب ومن نجومه والقائمين عليه، وحجتنا أننا نريد ما هو أكثر أو أفضل دون أن نحدد أو نعرف ما هو وكيف أو لماذا لا يحدث!
جميعنا شارك في خلق هذه الأجواء العكرة التي علقت فيها الكرة السعودية بين "السوالف" والحقائق؛ وهو ما أتاح المجال لفئات عدة التكسب من ورائها، كل بما يسعى للحصول عليه، فتحت الساحة الإعلامية بمختلف منصاتها للتجاذبات وانتهز ذلك بعض الإعلاميين لكسب جماهير ومريدين، ونجوم قدامى لتصفية حساباتهم مع من يعتقدون أنهم أعداء أو تحسين صورتهم بالإسقاط على من جاء بعدهم... يتبع!