كعكة الافتتاح أكبر من دور الـ 16
كثيرا ما أردد هنا أن التأهل إلى المونديال بالنسبة لنا هو "الأهم"، وأن ما سنقدمه خلال مبارياته "مهم"، وكنت أستدل على ذلك بحجم الفخر الذي كان يشعر به كل شعب من الدول التي تأهلت منتخباتها إلى المونديال، ومقدار الحزن أو الغضب الذي كانت عليه جماهير المنتخبات التي تعثرت أو عجزت عن تحقيق هذا الحلم الذي تعيشه منتخبات العالم كل أربع سنوات.
القرعة التي احتضنها مبنى الكرملين في موسكو تحت هالات من الأضواء الإعلامية والحضور لعديد من الشخصيات السياسية، يتقدمهم الرئيس الروسي فلادمير بوتين ونجوم الكرة في العالم، أهدت إلى المنتخب السعودي فرصة عظيمة للإعلان عن نفسه، وتمثيل رياضة بلاده، بلعبه المباراة الافتتاحية أمام منتخب البلد المستضيف روسيا، ما يعني أن حصته من كعكة الظهور تتجاوز في حجمها ما كان يمكن أن يأخذه لو تأهل إلى الدور الثاني، بشرط أن يواكب ذلك ظهور فني جيد ونتيجة كرة قدم طبيعية.
تفاصيل التحضير وكيف يمكن لعب المباريات الثلاث سابقة لأوانها، وسيكون الحديث عنها حتى قبل شهر يونيو المقبل موعد انطلاقة المونديال مملا ومكررا، وربما ضار، لأنه لن يتجاوز فرضيات شخصية، تستمد من حرص مبالغ فيه أو لا يستند على الواقعية أو لمجرد المشاركة في الحوارات التي في معظمها قراءات لمشاركات سابقة بمعلومات غير دقيقة، تهدف إلى ترميز لنجوم أو التقليل من شأن آخرين بالذات من الحاليين.
لقد كان من المهم أن يعود المنتخب السعودي إلى المشاركة مجددا في المونديال بعد أربع مرات سابقة متوالية من 1994 إلى 2006م، ظهر خلالها بما لا يبتعد كثيرا عن واقع الكرة العربية من حيث المستوى والنتائج، وصنع البعض بقصد أو سذاجة من خسارته الثقيلة بثمانية أهداف دون مقابل أمام ألمانيا في 2002 أيقونة فشل وتراجع الكرة السعودية، على الرغم من أنه عاد إلى التأهل إلى المونديال 2006، وقدم مستويات ونتائج متوازنة لم تشفع له عند الشارع الرياضي المعبأ حينها تجاهه.
في هذه المشاركة، لا يجوز أن نترك المنتخب تحت ضغط هؤلاء "البعض" ليمارسوا على عناصره أنواع الاستفزاز، خاصة من بعض اللاعبين القدامى، الذين كل همهم التمسك بمنجزاتهم الشخصية على حساب ما يمكن أن يتحقق للمنتخب ككل، من خلال تحديهم السلبي لتحقيق ما يصورون لنا أنه كان خرافيا في 94، متجاهلين أن ذلك كانت له مبررات كثيرة، طبيعي أن يكون جزء منها مما قدموه خلال هذه المشاركة،
لكن هناك أمورا أخرى تم تغافلها يمكن لنا أن نسردها إن لزم الأمر مرات قادمة.