2016-04-12 | 03:28 مقالات

منصور البدر ـ مركز وغرف التعتيم

مشاركة الخبر      


اطلعت عبر "الرياضية" على تفاصيل المؤتمر الصحفي لإعلان انتهاء أعمال اللجنة التأسيسية لمركز التحكيم الرياضي ولم أجد في العناوين ولا التفاصيل ما يوحي بحدث تاريخي في مسيرة الرياضة السعودية وإنما محاولة لاحتواء نزاعات الوسط الرياضي عبر لجنة هي لـ"صلح ذات البين" أقرب من الأحكام والقرارات فضلاً عن مدى قانونيتها.
لا أقلل من حجم الجهد المبذول لإعداد النظام الأساسي، ولا من كفاءة رئيس وأعضاء اللجنة التأسيسية، ولا من الحرص على إيجاد جهة قضائية تفصل في نزاعات الرياضيين وما ينشأ بين الأندية ولجان الاتحادات من خلافات.
وكنت ـ ومازلت ـ ممن يرون ضرورة وجود محكمة رياضية متخصصة ومستقلة ولديها كامل الصلاحيات للفصل بين جميع المنتسبين للوسط الرياضي كبيرهم وصغيرهم، ولكني لا أرى أن مركز التحكيم الذي تم إشهاره كحدث تاريخي هو الجهة التي ستقوم بهذا الدور، وأكثر من ذلك أعتقد أن المركز وُلد قبل اكتمال نموه ولن يؤدي دوره في الحياة الرياضية كما يجب.
يدرك الجميع أن نزاعات الرياضيين تكاد تقتصر على قضايا كرة القدم ومكوناتها، الأندية والاتحاد ولجانه واللاعبين والمدربين ووكلائهم، ويقول رئيس اللجنة التأسيسية للمركز محمد الضبعان "إن مركز التحكيم هو الجهة العليا والحصرية للفصل في المنازعات الرياضية عن طريق التحكيم أو الوساطة"، ولا أدري كيف يكون الجهة العليا والحصرية، بينما يؤكد رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد في الصفحة المقابلة أن (فيفا) هو المرجعية القانونية للاتحاد ولجانه؟
الضبعان وعيد يؤكدان أيضا أن مركز التحكيم سيكون بديلاً لمحكمة (كاس) في لوزان، وهذا يعني أن المركز لن ينظر في أي قضية إلا بموافقة طرفي النزاع، وبإمكان أي منهما رفض القبول بالتحكيم أمام المركز تماماً كما رفض اتحاد الكرة الذهاب لمحكمة (كاس) في قضيتي (تهبيط) الوحدة وعقد سعيد المولد.
يقولون إن المركز سيكون الجهة الحصرية للفصل في النزاعات بين جميع من لهم صلة بالوسط الرياضي بما فيه (الإعلام)، ولن أضرب مثلا بعيدا عن المنطق حول صلاحيات المركز وأتساءل عما إذا كانت القضية ضد سمو رئيس اللجنة الأولمبية ولكني أسأل فقط هل يستطيع مركز التحكيم إصدار قرار واحد ضد رئيس اتحاد كرة القدم ورؤساء لجانه؟ وهل يستطيع نقض قرار أصدره اتحاد الكرة؟
ليس المهم اسم الجهة سواء كانت محكمة أم لجنة أم مركزاً، ولا عدد الغرف واختصاصاتها، المهم أن تحظى هذه الجهة بثقة الوسط الرياضي بكل مكوناته، وأن تُمنح كامل الصلاحيات للفصل في جميع النزاعات دون استثناء بما فيها نزاعات كرة القدم وعلى وجه التحديد ما ينشأ بين الأندية ولجان الاتحاد وبين اللجنة الأولمبية ومجلس إدارة الاتحاد وهي خلافات لا تخفى على أحد.
سيحظى النظام الأساسي للمركز بتأييد الأكثرية في الجمعية العمومية للجنة الأولمبية، وسيتم تشكيل مجلس الإدارة برئاسة رئيس اللجنة التأسيسية أو غيره ولكن من سيلزم الرياضيين بالتوجه للمركز طالما أنه "للتحكيم والوساطة" ولا يستطيع الفصل في كثير من النزاعات ولن يكون المرجعية القانونية للخلافات بين الأندية ولجان كرة القدم؟ .. وطالما الأمر كذلك فما هي القيمة القانونية لمركز وغرف التعتيم؟.