المجاهرة بميول المعلم حق مشروع أم محظور؟!
التشجيع ثقافة قد تختلف من دولة وأخرى، تحديد مصيرك في الميل لفريق وتشجيعه يؤثر عليه المكان الذي تعيش فيه.
في السعودية المكان لا يؤثر على ميول الجماهير، في جدة الكثير يشجعون الهلال والنصر، والأمر نفسه في الرياض يشجعون الاتحاد والأهلي.
الأمر في أمريكا مختلف، المكان الذي تعيش فيه يحدد ميولك بنسبة كبيرة، لكل ولاية فريق معين في كل لعبة من نفس الولاية يشجعه سكانها والولايات المجاورة.
يعزز ذلك أن كل المحلات التجارية تبيع أطقم نادي الولاية وشعاره بنسبة كبيرة مقارنة بفرق الولايات الأخرى، لتجد عقلك الباطن مرتبطاً بألوان فريق ولايتك دون أن تشعر لأنك سوف تشاهد ألوانه وشعاره في كل مكان يحيط بك.
تجربة شخصية عشتها عندما كنت أدرس في مدينة قريبة من ملعب هاينز فيلد الشهير موطن فريق بيتسبرج المعروف باسم "ستيليرز" كنت أشجع هذا الفريق بسبب كل من حولي يشجعه وشعاره الأصفر والأسود يعيش معك في كل تفاصيل حياتك داخل المطعم وفي السوق حتى في قاعة الدرس!!.
يعيش طفلك في المدرسة ساعات طويلة كفيلة بأن يتأثر بميول معلمه، كانت طفلتي "وسن" تعود كل يوم من البيت لتروي قصة معلمها الذي يحفزها لتشجيع فريق"ستيليرز" لتطلب شراء قمصان هذا الفريق لكي ترتديه في المدرسة.
أنهيت مرحلة دراسية وقررت الانتقال لولاية أوهايو لإكمال المسيرة التعليمية، ذهبت طفلتي "وسن" إلى مدرستها الجديدة لتعود من اليوم الأول بميول جديدة بسبب تأثير معلمها الذي يشجع فريق كلفلاند المشهور بلقب "براونز"، قررت طفلتي ألا تلبس قميص فريق "ستيليرز" مرة أخرى لتشتري ملابس جديدة لونها بني وبرتقالي شعار فريق كليفلاند.
لا يبقى إلا أن أقول:
لم أسمع في أي يوم ولي أمر بأمريكا يغضب من إعلان المعلمين ميولهم في المدارس للتأثير على أطفالهم، لكن الأمر مختلف في السعودية نتعامل مع نفس الموقف بحساسية كبيرة ونشعر أن إعلان المعلم لميوله في المدرسة تعصب رياضي غير لائق بالعملية التربوية!!.
المجاهرة بميول المعلم أمام طلابه للتأثير عليهم أمر محظور في مدارسنا ويجرمه البعض بشكل مبالغ فيه حتى أصبح معلم التربية البدنية يخشى أن يلبس شعار الفريق الذي يشجعه!!.
قبل أن ينام طفل الـ "هندول" يسأل:
هل المجاهرة بميول المعلم حق مشروع أم محظور؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.