الملك المسئول الأمين
لدي قناعة بأن كل كاتب يعلم مسئولية الكلمة ويعي حجم الأمانة على تلك المسئولية الجسيمة، ويبقى الفارق بين من يقوده وعيه وخوفه من الله ومن يتبع هواه وحرصه على إرضاء من يكتب لهم. وتأتي قمة الفرحة للكاتب حين يجد تجاوب المسئول مع ما يكتب، وليس بالضرورة أن يكون المسئول قد قرأ المقال ليتخذ القرار، ولكن الشعور بأن توجه المسئول وافق توجهات الكاتب يخلق شعوراً من الفخر والاعتزاز. فما بالكم حين يكون المسئول بحجم ومكانة "الملك عبدالله" حفظه الله وأطال في عمره ليكمل مسيرة الإصلاح الإداري التي بدأها منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم.
حين كتبت يوم السبت عن "عيد الأمانة"، وصرخت بقلمي أن: (مصابنا هذا العيد في أهل جدة الذين فجعوا بأن أغنى بلاد العالم لا تملك من البنية التحتية ما تملك أكثر الدول فقراً، فقد زرت "إندونيسيا" التي نستورد منها العمالة وكانت الأمطار تنزل بغزارة على مدى أكثر من أسبوع متواصل، ولم يمت أحد من الأمطار، واليوم تتزايد ضحايا غياب "الأمانة"، فالمليارات التي صرفت على مشروعات تصريف السيول في جدة التهمتها جيوب لا تعرف "الأمانة"). ليأتي خطاب "الملك الأمين" مؤكداً على تلك الحقيقة ومستشهداً بذات المثل، لتغمر عيني دمعة الفرح بقائد يلامس هموم شعبه ويأمر بمداواة جراحهم، فيوجه بصرف مليون ريال لذوي كل غريق شهيد، وإن كانت أموال الدنيا لن تعيد للمفجوعين من فجعوا بفقده، ولكن اللمسة الحانية تقول لهم إن "أبو متعب" والد للجميع.
ثم يتواصل تخفيف الجراح على يد "الملك المسئول" الذي شكل لجنة رفيعة المستوى برئاسة أمير منطقة مكة، مع تخويلهم لاستدعاء كائن من كان ومساءلته عن أي شأن يتعلق بتلك الكارثة، ليتم بعد ذلك معاقبة المتسببين في كارثة جدة التي شهدها العالم وتساءل معنا عن مسبباتها، ولعلك – عزيزي القارئ – تتفق معي بأن: (ثقتي لا حدود لها في شخص الأمير خالد الفيصل، الذي سيضع – بإذن الله – حداً لغياب "الأمانة" في بعض كراسي المسئولية في منطقة مكة المكرمة، فما يحدث هناك من تلاعب في مصالح الوطن ومقدرات المواطن أمر طال السكوت عليه، وقد طالت معاناة جدة التي تثبت دائماً أنها "غير").
بقي أن أتوجه بالشكر الجزيل لمن أشار على "الملك المسئول الأمين" بتلك الخطوات التصحيحية، فالجميع يعلم أن للمسئول بطانة ومستشارين، إن صلحوا صلح القرار والتوجهات، ومن يقرأ البيان المنشور في صحف الأمس يلمس حس(الأمانة والمسئولية)حيث وردت الكلمتان سبع عشرة مرة، ولذلك كان المسلمون ولازالوا يدعون لولي الأمر بالبطانة الصالحة. ولعلي أتذكر الصديق الصادق "عبدالعزيز العطية" الذي يكرر في برنامج "برزة خليجية" دعواته لقادة رياضة الخليج بالبطانة الصالحة، فعليهم تقع المسئولية..وعلى منصات الأمانة والمسئولية نلتقي..