2012-11-04 | 07:00 مقالات

قلة ذوق آسيوية

مشاركة الخبر      

احترام الذائقة الرياضية، أو الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المتنافسون أصبحت مسألة نادرة جداً في لقاءات الأهلي والاتحاد.. فكلما غاب لاعب مشاكس حل مكانه آخر في صفوف أيٍ من الفريقين دون استثناء، وكلما غاب مشهد سيئ حضر ما هو أسوأ منه، والجمهور تعود منهما على هذه الدراما النتنة والله المستعان. وحقيقة صراع الأهلي الاتحاد كما هو واضح من سياقه المتراكم أكبر من اللاعبين، وأكبر من طاقم التحكيم، ومن المدربين أيضاً، فهو ثقافة منافسة ثنائية قديمة بين الناديين، وجزء من تفكير عام يسود مناخهما، ولا يمكن أن تنطفئ جذوته طالما هناك مجانين ومتعصبين يغذون مساحة اللغط بين الفريقين كلما حاول العقلاء إدارة الموقف والسيطرة على الأمور. فعلاقة الأهلي بالاتحاد من النادر جداً أن لا تكون مشحونة أكثر من اللازم، وفي كل مرة من الصعب أن تسلم الجرة بينهما، رغم أن الاثنين ليسا قمة الكرة في البلد، ولا قطبا المنافسة، ولا الأفضل، ولا الأكثر استحقاقاً واستحواذاً على البطولات، ولكن هذا قدر الاتحاد الآسيوي هذه المرة في أن يخوض تجربة مع الوجه الآخر لواقع تنافس هذين الناديين، وأن تعيش لجانه مرارة تجربة كان يخوضها الاتحاد السعودي لكرة القدم كل عام تقريباً، والحمد لله أن الاتحاد السعودي ليس مسؤولاً عن اللقاء هذه المرة أيضاً، وإلا لاتسعت رقعة الشرر أكثر فأكثر على اعتبار أن أحمد عيد أهلاوي صميم، ومن المستحيل أن يتجرد من ميوله ولا يقف مع طرف ضد آخر ولو سراً إلا إذا كان هناك من يعتقد أن أحمد عيد منزه من الخطأ، وطارق كيال أيضاً عضو في لجان الاتحاد وقد تورط في الصراع، ويقول بيان الاتحاد أنه حاول الاعتداء على لاعبيهم ويا ساتر إن صدقت الرؤية. لذلك إذا كان الاتحاد الآسيوي فعلاً حريص على صورة ونزاهة هذه المنافسة، والقيم الرياضية التي يتبناها، وحمايتها من قلة الاحترام وسوء السلوك فعليه أن يكون صارماً مع الجميع خصوصاً اللاعبين، وأن يجعل العقوبات التي ستطولهم سارية حتى على المستوى المحلي، فالصراع لم يكن بين اثنين من اللاعبين فقط، بل شارك فيه كثير من لاعبي الفريقين بعدما اختلط الحابل بالنابل، وليس هذا فحسب بل التنبيه على أي حكم سيدير لقاءات طرفها الأهلي والاتحاد في هذه المنافسة الآسيوية أن يكون صارماً في التعامل مع أي خطأ يصدر من اللاعبين، أو تمثيل، أو ادعاءات كيلا تتحول نهاية أي مباراة إلى هذا المستوى المؤسف، فإدارة الناديين لم تبادر حتى الآن إلى لوم لاعبيها، فالكل يدافع عن لاعبه، ويلقي باللائمة على الآخر، ويتهم، والحقيقة كما هي أن كلا الاثنين تورطا في المشهد المؤسف والاتحاد الآسيوي لن يتفرج إلا إذا كان راضياً عما حدث ويحرض لمزيد من الانفلات في المنافسات التي تقع تحت مظلته.