2016-11-01 | 04:35 مقالات

"حادث الجوهرة" و"إدارة المخاطر الرياضية"

مشاركة الخبر      

(وزارة الداخلية كشفت عن مخطط إرهابي يستهدف ملعب الجوهرة في جدة أثناء مباراة السعودية والإمارات، وبعد عمليات من التقصي تمكنت القوات الأمنية من القبض على المشتبه بهم في هذا التهديد) .
تهديد الملاعب الرياضية بمخططات إرهابية ليس بالأمر الجديد بل هناك حوادث تاريخية مشابهة لحادث الجوهرة.
مايو الماضي مانشستر يونايتد ينشر تغريدة على "تويتر": "بسبب اكتشاف طرد مشبوه وتم إلغاء المباراة بطلب من الشرطة".
ديسمبر 2004م قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة أخلت الشرطة الاسبانية ملعب سانتياجو برنابيو أثناء مباراة ريال مدريد وريال سوسييداد بسبب انذار بوجود قنبلة. أبلغت الشرطة حكم المباراة في الدقيقة 89 من المباراة فغادر اللاعبون ارض الملعب الى غرف الملابس، ثم طلبت الشرطة من الــ 70 الف متفرج النزول الى ارض الملعب.
الأحداث الإرهابية الأخيرة في باريس تسببت بإلغاء عدد من المباريات للمنتخبات والأندية الأوربية لدواع أمنية.
هذا الوعي الأوربي في إخلاء الملاعب متوفر في السعودية ...
(كارثة رياضية هزت السعودية 20 ألف مشجع في ملعب كرة قدم شرق السعودية سقط عليهم سقف الملعب ضحايا بالمئات والمصابون حالتهم حرجة يصرخون أنقذونا... أنقذونا... أنقذونا .
استنفار 15 جهة حكومية في أرض الملعب لإنقاذ المتضررين من الكارثة يساعدهم 10 آلاف متطوع ومتطوعة ، وزارة الصحة تعلن حالة استنفار قصوى وحاجة مستشفيات المنطقة للمتبرعين بالدم لإنقاذ المصابين) .
هذا السيناريو مجرد خطة فرضية لكارثة رياضية بالمنطقة الشرقية كانت مقررة في نهاية شهر أبريل الماضي بصالة الراكة الرياضية الا ان ضعف التنسيق أدى لتأجيلها في اليوم المقرر لها بعد تدريب 10 آلاف متطوع ومتطوعة لمدة 40 يوماً، من أفشل هذه الخطة الفرضية الضرورية لتوعية الجماهير الرياضية ؟؟!!
" إدارة المخاطر الرياضية" أسست هذا التخصص في "علم الرياضة" بسبب تزايد المخاطر التي تهدد الرياضة كالإرهاب، الحرائق، انهيار المدرجات وسقف الملعب، الشغب الجماهيري وغيرها ، جميع الملاعب العالمية تنفذ خطط طوارئ لإخلاء الجماهير ، فهل ملاعبنا جاهزة لأي طارئ أو كارثة ؟؟.
"إدارة المخاطر الرياضية" تحفز المنظمة الرياضية بالاستعداد لأي طارئ أو كارثة قبل حدوثها هذا ما يطلق عليه علمياً" الخطة الوقائية" .
خطة شاملة لمواجهة الكوارث والحالات الطارئة التي قد تتعرض لها المنشآت الرياضية، وتثقيف الجماهير واللاعبين والحكام والإداريين والأجهزة الفنية بآلية إخلاء الملاعب في الحالات الطارئة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين سلامتهم.

لا يبقى إلا أن أقول :
"حادث الجوهرة" مؤشر أن الجماهير الرياضية في السعودية أصبحت مستهدفة من الخلايا الإرهابية في حالة حدوث أي "طارئ" ماذا ستفعل الجماهير ؟؟.
من أهم المراحل في نجاح عملية الإخلاء تحديد مناطق التجمع الآمنة ، المختصون في "إدارة المخاطر الرياضية" يؤكدون أن "أرض الملعب" هي المنطقة الأكثر أمانا لسلامة الجماهير، عند انهيار مدرج أو حريق ملعب يتم تجميع الجماهير في أرض الملعب والتفويج من أبواب الطوارئ بخطة معدة مسبقاً بالتنسيق مع جهات عديدة .
وجود "حواجز حديدية" تفصل المدرجات عن أرض الملعب في السعودية يهدد نجاح عملية إخلاء الجماهير في حالة حدوث أي طارئ، هذه "الحواجز الحديدية" لا تتلاءم مع معايير الأمن والسلامة التي يجب توفرها في المنشآت الرياضية.
أقترح على الهيئة العامة للرياضة تقصير أو إزالة "الحواجز الحديدية" ،نشر "دليل إرشادي" لتوعية الجماهير بعوامل الأمن والسلامة، التنسيق مع الجهات الحكومية لإجراء خطط فرضية لإخلاء الملاعب ، بالوعي والثقافة نستطيع مواجهة أي طارئ... وبالجهل سوف تموت الجماهير وهي تتدافع للهروب بدون خطة !!.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل ستبقى "الحواجز الحديدية" حاجزا بين الحياة والموت عند حدوث أي طارئ أو كارثة بملاعبنا ؟؟!!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.