2016-11-15 | 03:40 مقالات

اهزموا عشق طفولتكم يا صقور المنتخب!!

مشاركة الخبر      

من يلعب اليوم في منتخبنا السعودي لكرة القدم كانوا في طفولتهم يتسمرون أمام شاشة التلفاز ليشاهدوا الفيلم الكرتوني الياباني الشهير "كابتن ماجد" بنسخته العربية.


ماجد، بسام، وليد، رعد، عمر، مازن، الأخوان شوقي كانت هذه الأسماء هي أشهر الشخصيات في قلوب الجماهير لكن تبقى شخصية بطل المسلسل " ماجد كامل" والتي جسدتها بالصوت الممثلة الأردنية سهير فهد هي الأكثر تأثيراً وتحفيزاً للأطفال لعشق كرة القدم.
في الثمانينيات الميلادية كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى بالسعودية مئات الأندية وأزقة الأحياء وملاعب الحواري يركض فيها السعوديون بمختلف فئاتهم السنية صغاراً وكباراً قلوبهم تنبض بحب المستديرة، حينها كان لا يقارن عشق لعبة كرة القدم بين أطفال السعودية واليابان ، الطفل الياباني لم تغره كرة القدم ليركلها !!.


أعلى سلطة رياضية في اليابان عجزت عن تشجيع مواطنيها على ممارسة كرة القدم التي ليست لها أي شعبية في ذلك الوقت هناك، فقط عشرة أندية رياضية لا أكثر في وطن يحتضن حينها أكثر من 100 مليون نسمة، الأطفال في المدارس لا يعرفون شيئاً اسمه «كرة قدم»، وجيل اليابان الجديد لم تكن تغريهم المستديرة.... فماذا حدث؟؟.


من يجلس على كرسي المسؤول هناك نزل بنفسه لعقل الطفل في لغة تخاطب الحواس.. كان القرار كيف نجعل أطفال اليابان يحبون كرة القدم؟؟


من رحم فيلم كرتوني عشق شعب اليابان كرة القدم... البطل «تسوباسا»، الذي يحلم أن يكون اللاعب رقم واحد في العالم، هي قصة صنعت منجزات اليابان رياضياً.. قصة «تسوباسا» غيّرت وجه الرياضة هناك، وأخرجت أطفالهم من بيوتهم؛ ليركضوا في الشوارع والأندية والمدارس خلف «كرة القدم»، وفي داخل كل طفل حلم البطل.


البطل «تسوباسا» هو الفيلم الكرتوني المشهور في عالمنا العربي (كابتن ماجد)، فهل أدركنا كيف تصبح الأحلام حقيقة.


اليابان حولت كرة القدم من الموهبة إلى الصناعة؛ فولد حلم كبير كهذا (تسوباسا الياباني) أفضل لاعب في العالم، بعد هذا المنتج الكرتوني ماذا حققت اليابان من منجزات في عالم المستديرة؟


اللاعب الياباني اليوم محترف في أهم الدوريات الأوربية مع فرق عالمية بعد مشروع ابتعاث صغار السن لتعلم احتراف الكرة بالتدرج في الأكاديميات الأوربية، المنتخب الياباني في السنوات الأخيرة تسيد آسيا بتحقيق اللقب أربع مرات، ومنتخبات الفئات السنية تميزت في مشاركات كأس العالم، وأنديتهم تسيطر على بطولة الأبطال الآسيوية، ومنتخب سيدات اليابان حقق كأس العالم .


حلم اليابان في كرة القدم يعتبر مشروعاً رياضياً مميزاً ، وخارطة طريق لأي دولة تريد أن تشجع أطفالها لممارسة الرياضة .


اليابان أصحاب العيون «الضيقة» عقولهم «واسعة» في فن الإدارة الرياضية والتخطيط للمستقبل، ونحن أعيننا «واسعة» لكن عقولنا الرياضية "ضيقة" لا نملك استراتيجية علمية مدروسة لتطوير كرة القدم السعودية !!.


من يدير «الرياضة» في اليابان صنع من شعب لا يعشق «المستديرة» قصة بطل.. ونحن في السعودية تجري كرة القدم في عروقنا، ونعشقها، بل نتنفسها في حياتنا.. فلماذا لا نشاهد أي لاعب سعودي في أعرق الأندية الأوروبية مثل اليابانيين، رغم كل هذا العشق لكرة القدم الذي نرضعه منذ طفولتنا؟؟


صناعة «بطل» سعودي أسهل بكثير من صناعة «بطل» ياباني صُنع من لا شيء.. في ظل عشق أطفالنا لكرة القدم.... فقط نريد عقولاً تفكر وإدارة واعية تخطط.


لا يبقى إلا أن أقول :


اليوم لاعب منتخبنا السعودي "الموهوب" أمام لاعب منتخب اليابان "المصنوع"، مباراة مفصلية وهامة في مشوار الأخضر، بالروح سوف ننتصر ونعود بنقاط تقربنا أكثر لمونديال روسيا.


كرة القدم لا تعترف بالمنطق فقط بروح الصقور الخضر سوف ننتصر ... سوف نهزمهم لكي يعود المجد السعودي من جديد، التاريخ لنا والحاضر لهم ... أعيدوا لنا يا رجال الأخضر زعامتنا الآسيوية التي خطفها المنتخب الياباني ... يا رب أزرع الفرح في السعودية.

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

هل سيهزم صقور المنتخب السعودي عشق طفولتهم "كابتن ماجد" المسلسل الكرتوني الياباني" تسوباسا" ؟؟!!

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك...