مغرد معارض: مقالك لا ينفع
كاتب الرأي لا يستحق أن يكتب عندما لا يتقبل الرأي المخالف له، أحرص من خلال مقالاتي طرح أفكار للرياضة السعودية ومن حق القارئ والجهات الرياضية قبولها أو رفضها.
القناعات الشخصية حق لكل شخص، والجمال بعد المطر تعدد ألوان قوس قزح، لا نريد أفكاراً مستنسخة، لا نريد أن نشبه بعضنا، ما أجمل الاختلاف برقي الحوار.
هذا "المغرد المعارض" رفض أن يفصح عن اسمه الحقيقي يكتب باسم مستعار لا يريد أحداً أن يعرفه.
هذا رده على المقال كما هو بدون حذف أي كلمة:
(قرأت مقالتك المعنونة "الهبوط انتحار أم حياة الخصخصة؟" واسمح لي أن اختلف معك فيما ذهبت إليه بأن "إلغاء الهبوط في الدوري السعودي أفضل لنجاح تجربة الخصخصة"، واختلافي معك لا يعود لعدم كفاءة هذا النظام التنافسي مقارنةً بنظام الصعود والهبوط، فكفاءة كلا النظامين عالية كما بينت في مقالتك. اختلافي يعود لما يعرف في علم الاقتصاد بـ"تكلفة الفرصة البديلة"، والفرصة البديلة التي أعنيها هي إضافة هدف سام للهدف الرياضي من الدوري. لانريد "دورياً قوياً"، بل نريد "دورياً قوياً ومفيداً للمجتمع". نريد استغلال شغف الناس الكروي لنشر أعلى معايير الممارسة الرياضية "فنية وبدنية وصحية وإعلامية وتنظيمية وإدارية" في محافظات المملكة. بدون هذا الشغف لن نتمكن من ذلك. ينحصر هذا الشغف حاليًا بأربعة أندية، ولكن يمكن أن يتسع ليشمل كل الأندية حين يفكر المستثمر بالجماهيرية الكامنة لأندية المحافظات.
إن أول ما ينظر له المستثمر الكروي هو الدخل. ومصادر دخل الأندية بأوروبا تنحصر بثلاثة أمور أرتبها حسب حجمها: الأنشطة التجارية والنقل التلفزيوني والحضور الجماهيري. ولايخفى على أحد أن هذه الأمور تعتمد على الجماهيرية. تتقاسم أربعة أندية القاعدة الجماهيرية في المملكة حسب الاستطلاعات، فهل يعني ذلك أن بقية الأندية بلا قيمة؟ بالطبع لا، فهناك ما يمكن أن نسميه "الجماهير الكامنة"، وأقصد بها تلك الشريحة التي يسهل استقطابها لمساندة فريق ما لانتمائه لنفس المدينة.
لو كان أمام المستثمر خياران: شراء نادي الرائد أو الوطني، بافتراض أنهما بنفس الدرجة، من سيشتري؟ أظنه سيدرس الجماهيرية الكامنة ثم يشتري وطني تبوك. صحيح إن عدد سكان بريدة مساوٍ تقريبًا لسكان تبوك، لكنه لو اشترى الرائد فإن مستثمرًا آخراً سيناصفه كعكة بريدة بحكم تواجد نادي التعاون بها، أما في تبوك فله الكعكة كلها.
هل أخذت هيئة الرياضة ذلك بالحسبان؟ المستثمر لايريد أن يشتري سلعة قد ينخفض سعرها للنصف يوم الغد حين يسمح لغيره أن يقاسمه السوق. لذا أقترح أن تباع الأندية مع تحديد عدد الرخص "الامتيازات" التي تسمح لها بالتنافس والوصول للدوري الممتاز، ويكون التحديد مبنيًا على عدد السكان. بذلك لا نخسر مناطق كثيفة السكان وتعتبر مناجما للمواهب الكروية ويكون المستثمر على بينة من أمره، ويصبح هناك مجال للتوسع بعدد الرخص "الأندية" بطريقة مقننة مع ازدياد عدد السكان، ويكون الدوري أكثر فائدة للمجتمع.
شوارد:
ـ لم لا تحتفظ الدولة بحصة مسيطرة، فهي مهمة أمنيًا وتوفر دخلاً دائماً لصندوق تنمية الرياضة؟
ـ ما مصير عبارة "رياضي – اجتماعي – ثقافي" التي تزين لوحات 153 نادياً حول المملكة؟
ـ لم لاتتاح خطط الخصخصة لتمحيص النقاد ليسترشد خبراء الهيئة بالآراء قبل القرار النهائي؟)
لا يبقى إلا أن أقول :
انتهى رد "المغرد المعارض" أحترمه وأقدره ويبقى "القارئ" هو الحكم بيننا، له أن يختار أي فكرة أفضل لرياضتنا السعودية.
قيمة "كاتب الرأي" تزداد بتفاعل القراء مع طرحه معه أو ضده، سوف أحرص بين فترة وأخرى على نشر أي رأي يناقش أفكار زاوية "هندول"، لأن هناك الكثير من القراء يحملون الفكر والنضج الذي يستحق أن ينشر لنتعلم منه.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
من يختلف مع رأيك هل يجرحك أم يعزز تدريب نفسك على قبول الرأي الآخر؟
هنا يتوقف نبض قلمي.. وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.