"القوة الناعمة" تحتضن الأهلي وبرشلونة !!
.في فيلم "الناجي الوحيد" دفع الأمريكان 50 مليون دولار لتخليد قصة حقيقية لمهمة أمريكية غير ناجحة لاعتقال أو اغتيال أحد زعماء طالبان في أفغانستان.
"ماركوس وترل" الناجي الوحيد في هذه المهمة العسكرية سوف تتعاطف معه ومشاعرك يسيطر عليها، المدهش في هذا "الفيلم" أنك لن تتعاطف مع كل الأبرياء المسلمين الذين قتلهم الأمريكان وهم يبحثون عن الإرهابيين ليس همك إلا حياة البطل الجندي الأمريكي!!.
نجحت أمريكا من خلال السينما بكسب تعاطف كل شعوب العالم معها في أي قضية يحكي قصتها "فيلم"، هذه الإستراتيجية الأمريكية يطلق عليها علمياً "القوة الناعمة"، ابتكر هذا المصطلح جوزيف ناي مساعد وزير الدفاع الأمريكي سابقاً هذه القوة تعتبر سلاحاً فعالاً مؤثراً، وتضاهي "القوة الخشنة" العسكرية.
"القوة الناعمة" يقصد بها:
(أن يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق بدعمها للرياضة والفن والثقافة).
نشرت "قناة الجزيرة" في 1 أكتوبر تقريراً بعنوان:
(الدبلوماسية الرياضية لدولة قطر والقوة الناعمة).
هذا التقرير سلط الضوء على كثير من الجوانب بشأن اهتمام الدولة الشقيقة قطر بالقوة الناعمة في الرياضة، ولقد كتب:
(اعتمدت قطر "الرياضة" كبعد أساسي لإستراتيجية بناء الصورة الذهنية التي تتبناها كواحدة من إستراتيجيات سياستها الخارجية للتعريف بها ولتعزيز مكانتها في المحافل الدولية. فكانت القيادة السياسية في الدولة المسيّر الرئيس لإدارة الرياضة، وهي التي تحدد توجهاتها العريضة لاسيما ما يتعلق بالترشح للمنافسات الرياضية الدولية).
كما تطرق التقرير إلى رعاية قطر للأندية على مستوى العالم وكتب:
(لقد استثمرت دولة قطر في الدبلوماسية الرياضية من خلال رعايتها المنافسات والأندية الرياضية المحلية والدولية، إيمانًا منها بأن الاستثمارات الرياضية تلبي حاجات عقلانية بعيدة المدى).
"القوة الناعمة" في الرياضة لها سحر عجيب، فيها من التأثير ما يجعلك تؤمن أنها "الدبلوماسية" الأكثر فاعلية، غداً الثلاثاء مباراة "القوة الناعمة" بين الأهلي وبرشلونة، مباراة تاريخية تعزز تميز راعي الفريقين الخطوط القطرية في تطبيق الرؤية السيادية للدولة المنظمة للمباراة.
اليوم الأهلي يعتبر أحد أهم شركاء الدبلوماسية الرياضية في الإستراتيجية القطرية واستطاع الإخوة الأشقاء في قطر من خلال "القوة الناعمة" إغراء الأهلي بعقد رعاية تاريخي في الرياضة السعودية ليصبح الأهلي شريكاً في مشروع سيادي قطري له كثير من الأهداف والتي تتجاوز البعد الرياضي إلى جوانب أكثر تأثيراً سياسياً واقتصادياً.
ولمعرفة الأهداف من رعاية الخطوط القطرية للنادي الأهلي نشر في التقرير المشار إليه بقناة الجزيرة القطرية:
(لا أحد ينكر الأهمية الجيوسياسية التي اكتسبتها الرياضة في القرن العشرين والتي زادتها العولمة اتساعًا وانتشارًا؛ فقد باتت الرياضة والمنافسات الرياضية الكبرى المعولمة أحداثًا جامعة تؤثر على العقول بغض النظر عن الفوارق الجغرافية والدينية والاجتماعية والسياسية. ووعيًا منها بأن وسيلة الدفاع الرادعة ليست في متناولها؛ راهنت قطر على أدوات القوة الناعمة ومنها "الدبلوماسية الرياضية" لتحقيق حماية لها، هي في النهاية أكثر ضمانًا وأقل كلفة).
لا يبقى إلا أن أقول:
ليست هذه المرة الأولى التي أكتب عن الشراكة القطرية الأهلاوية، في صحيفة (الجزيرة) بزاوية "حافز" في 15 أكتوبر 2014م نشرت مقالاً بعنوان:
("الأهلي" سلاح قطر بـ"القوة الناعمة").
هذا المقال تسبب في جدل كبير حينها لأن البعض قام بتفسيره بغير مقصده، وكثير من الجماهير الأهلاوية غضبت وعبرت عن اعتراضها وهذا من حقها وعلينا أن نحترم أي رأي مخالف.
رعاية الخطوط القطرية لبرشلونة لا تختلف عن رعاية الأهلي، بالعكس على الجماهير الأهلاوية أن تفتخر أن ناديها اليوم في مباراة "القوة الناعمة" القطرية والتي تجمع البطلين الإسباني والسعودي في مباراة تاريخية.
قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
الأشقاء القطريون يعترفون بأن دعمهم للرياضة في العالم "القوة الناعمة" فلماذا يغضب الأهلاويون من هذا المسمى الذي يزيد من قيمة فريقهم ولا ينقصه ؟!..
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.