الزواوي وذكرياته مع القوى
اطلعت على تعليق سهيل الزواوي، أمين عام الاتحاد السعودي لألعاب القوى السابق، على مقالنا المنشور بصحيفة "الرياضية" تحت عنوان (ألعاب القوى وهادي)، وأشار إلى حصر كمي للميداليات والإنجازات، التي حققها الاتحاد على جميع المستويات، ونصّب اتحاده على أنه الأفضل بين الاتحادات الرياضية المختلفة، وقلل من الدعم المالي الذي يقدم لرياضة ألعاب القوى.
وفي الحقيقة، أن في رد الزواوي ليّ لعنق الحقائق، وتحريف لمضمون المقال الذي نشرته والذي يظهر أنه لامس جرحاً ما، لا أحد ينكر كائناً من كان، الجهود التي بذلها الأمير نواف بن محمد، رئيس الاتحاد السابق، والذي امتدحته في مقال سابق، وذكرت أنه فارس الميدان لجهوده العظيمة التي يشهد بها كل متابع ودعمه اللامحدود، ومتابعته لأحوال اللعبة ولاعبيها، ولا ننكر جهود الاتحاد، وما حققه من إنجازات، إلا أنني كمختص رياضي، ومن منطلق كفاءة الأداء والتي تقيس النتائج بالأهداف المرسومة، أرى أن ما حققه الاتحاد لا يرقى للطموح، ولا لأقل من ذلك، فهو يعمل بلا رؤية ولا خطة ولا معايير وبلا أهداف بعيدة المدى، حيث كانت أهدافه جميعها قصيرة المدى، وقتية، وكان جل اهتمامه البحث عن (الشو) والإعلام، ولذلك كان إنفاق أغلب ميزانياته على الأمور الإدارية الروتينية البحتة، بدليل وجود إداريين وإعلاميين وضيوف أكثر من اللاعبين والفنيين، أما الإنجازات وعدد الميداليات التي حققت، فأغلبها في مسابقات خليجية وعربية، وهذه المسابقات ميتة ولا تقيس حجم المستوى الفني للعبة، فالفوز ببطولة خليجية، لا أرى أنه مقياساً لإنجاز نوعي، مع كامل احترامي لدولنا الخليجية، فإذا ما حققت بطولة خليجية، وحصلت على الأول، فلا داعي لأن تذكر النتيجة.
وإن ما نراه من دول صغيرة، ذات موارد محدودة، مقارنة بالسعودية وما ينفق فيها من دعم لرياضة ألعاب القوى أرى أنه لا يرقى أبداً للطموح، فكيف لنا أن نتواجد ونفقد الآمال وطموحنا الأولمبياد والعالمية، ونخرج في كل مسابقة بخفي حنين وبأعذار غير مقبولة؟.
الأمير ترك العمل للإداريين وابتعد عن الاتحاد قليلاً، وترك الأمر للخبراء، الشيء نقوله عنهم وهم في الأصل غير موجودين، سوى شخص واحد استهلك في إحدى الدول الخليجية، ثم حضر للاتحاد وأصبح هو الوحيد الذي يدير الاتحاد كاملاً، وهذه هي النتائج، اتحاد يصرف عليه أكثر من اتحاد القدم وكرة اليد، ولم يحقق سوى بطولات ضعيفة في مسابقات دولية غير رسمية.
كما أن الاتحاد لم يبنِ ولا أكاديمية، أو مركزاً رسمياً واضحاً للعبة على مدى أكثر من (24) عاماً، هي عمر رئيس الاتحاد، والذي كان الأولى بك بصفتك الأمين العام للاتحاد أن تحرك الإداريين والأعضاء واللجان نحو تحقيق الأهداف بفاعلية، ولتعلم أن حجم الميداليات العديدة لا يعني التميز، فالتميز هو من يحقق الميداليات في سلم الترتيب الأولمبي والدولي، وهذا ما ننشده، وكم سمعنا من الوعود من قبل الاتحاد قبل كل مشاركة والنتيجة مخيبة للآمال، ثم إن ما حدث للاعبين من إهمال في المسابقات العالمية للضعف الإداري كان سبباً في تدني المشاركات، وعدم إعطاء اللاعبين حرية التعبير بالآراء إلا بعد أن طفح الكيل، وسمعنا كيف كان حديث الأبطال عن ضعف أداء اتحادهم.
أما ما يتعلق باتحاد التنس، فليس هناك مقارنة في ظل الدعم المحدود للعبة، الذي لا يرقى لأي نسبة مقارنة مع ألعاب القوى، ولو دعمت التنس وباقي الرياضات، كما قدم لألعاب القوى، لتجاوزت إنجازات القوى، وعلى كل حال هي إدارة ومازلنا نتذكر كيف شاركنا آسيوياً بلاعب، وتخلف عن المشاركة، حيث نام ومدربه عن الحضور للعب، حيث أصدرت اللجنة الأولمبية عقوبات في حينها، ومن المسؤول عن هذا الإهمال؟ وما ذكرناه من دعوات وتشجيع للاتحاد الجديد برئاسة البطل السابق هادي لا يغضب أحداً، فقد عاد بعودته الأبطال إلى عرينهم السابق لخدمة رياضتهم المفضلة.. والله المستعان.