الثروة بلا عمل تدمر اللاعب المحترف!!
يقول المهاتما غاندي: يوجد سبعة أشياء تدمر الإنسان:
(السياسة بلا مبادئ، المتعة بلا ضمير، الثروة بلا عمل، المعرفة بلا قيم، التجارة بلا أخلاق، العلم بلا إنسانية، العبادة بلا تضحية).
ولقد أطلق غاندي عليها خطايا العالم السبع، كتبها على ورقة أعطاها لحفيده آرون غاندي في آخر يوم لهما سويًّا قبل اغتيال الأول بفترة زمنية قليلة.
وصية الزعيم الهندي العظيم المهاتما غاندي تشخص أحد أهم أسباب فشل نظام الاحتراف بالرياضة السعودية وهو: الثروة بلا عمل.
فشل الاحتراف الرياضي في السعودية من أهم أسبابه عدم وجود جدول أعمال للاعب يومياً، مقارنة بأنظمة الاحتراف الأخرى في دول العالم، لا تهتم الأندية السعودية بالتمارين الصباحية ولا محاضرات توعوية في جميع الجوانب التي يحتاج إليها المحترف. عدم الالتزام ببرنامج غذائي وغيرها من الجوانب الأخرى التي لها التأثير الإيجابي على اللاعب المحترف داخل الملعب وخارجه.
تضخم رواتب اللاعبين وامتلاك الثروة بلا عمل، أسهما في انحراف نسبة كبير من اللاعبين السعوديين سلوكياً ما بين السهر وتعاطي المحظورات؛ لتتجرع الأندية مرارة العقود المليونية والديون بدون أي مردود فني من اللاعب المحترف يخدم الفريق أو منتخب الوطن.
لا يبقى إلا أن أقول:
يقضي اللاعب السعودي المحترف ثلاث ساعات يومياً في النادي في الفترة المسائية للتدريبات، مثل هذا البرنامج العملي لا يمكن أن يصنع لك لاعبًا محترفًا.
لا تستطيع أن تفرق في السعودية بين اللاعب المحترف والشاب العاطل إلا بالثروة، الأول يتقاضى الملايين والثاني مكافأة حافز، بينما هما معاً شركاء في "وقت الفراغ".
لا ألوم هنا اللاعب، بل الأندية التي تدمر اللاعبين بمنحهم الثروة بلا عمل، من الطبيعي أن يصبح المحترف منحرفًا؛ لأنه لم توفر له رياضتنا بيئة الاحتراف والواجبات التي يفترض أن يلتزم بها.
يقول الفيلسوف المصري مصطفى محمود:
"إن الطبيعة تمقت التعطل وكل فراغ يتواجد في الحياة يمتلئ من تلقاء نفسه بالهم والشقاء".
قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
هل وقت فراغ الكثير من المحترفين السعوديين يمتلئ من تلقاء نفسه بالسهر والشراب، أم هذه طبيعة انحراف فرضتها ثروة بلا عمل؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..